رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني
تكن الا عداء
مالك ياحببتي في ايه
ضم شقيقته اليه وعيناه مثبته نحو ياقوت... كانت ستحل الأمر بأي كذبه وتخبره انهم كانوا يتحاوروا قليلا ولكن الصغيره أسرعت في نجدت نفسها كما علمتها رؤى بخبرتها التي تفوق سنوات عمرها
شايف ياشريف ابله ياقوت بتقولي اني بنت مش كويسه
وقفت ياقوت في حاله من الذهول لا تستعب بكاءها وكأنها حقا اساءت لها.. اخرسها تمثيلها لتظل عيناها على وسعهما والصغيره تروى لشقيقها حديث نسجه عقلها
وحدق ب ياقوت الواقفه بنظرات ضائقه
مدام ياقوت عند اختي ولو سامحتي... احنا بنحترمك عشان حمزه بس...
وقبل ان يكمل شريف حديثه الذي اهانها
كلامك وصلني ياحضرت الظابط...
وانصرفت تجر اقدامها بخيبه.. ف الزيجة التي احسدها الجميع عليها لم تكن الا صراع عائلي
تنفست مريم براحه بعدما رحلت ودفنت وجهها بصدر شقيقها...لولا تذكرها صباحا لصوره ياقوت وهي تبدل لها ثيابها وأنها رأتها بتلك الحاله لكان الذعر أصابها فور ان واجهتها ولكنها اعدت اسلحتها وانتظرت قدومها
حمدلله على سلامتك يافرات
فور ان استمع فرات لصوته فتح عيناه واعتدل في رقدته بلهفه يسأله
عامر فين صفا... ديه الامانه اللي وصيتك عليها
تعلقت عيناه بعين فاديه التي ارتبكت وخشت ان يفضح فعلتها وطردها لها
مراتك في الحفظ والصون يا فرات... قوم بس انت بالسلامه
هتفت بها فاديه غاضبه..وكادت ان تكمل حديثها الا ان نهوض فرات من فوق الفراش جعل عامر ېصرخ به
فرات انت بتعمل ايه
رايح اشوف مراتي وابني ياعامر...
هتف بها وقد اشتد الآلم مما جعله يقطب حاجبيه مټألما
ارتجف قلبه وهو يسمع شقيقته تتمنى مۏت طفله وحرمانه من تلك السعاده التي ينتظرها
فاديه
صړخ بها ولأول مره يرى وجه اخر لشقيقته... هوي بجسده فوق الفراش ثانيه يتخيل لو كان عمره قد انتهى هل سيأتي صغيره لتلك الحياه منبوذا
تقدر تتجوز وتخلف تاني...العيله كلها معترضه على الجوازه ديه انت ناسي انت مين
وانتي نسيتي انتي بنت مين يافاديه..
تجمدت ملامح فاديه ولكن سريعا ما هتفت
انت بتعيرني يافرات... بتعيرني عشان امي خادمه وانت امك كانت هانم
انا بفكرك بأصلك يافاديه... لأنك نسيتي وبقيتي تدوسي على غيرك
ليه قولتلها كده يافرات
عايزها تفوق زي ما انا فوقت... مش هنفضل بصين للناس وكأنهم عبيد عندنا
..................................
وضع قلمه فوق الأوراق الموضوعه على الطاوله ينهي اجتماعه... الكل نهض الا هي كانت جالسه تتلاعب بقلمها شارده فيما حدث منذ ساعات
الاجتماع خلص يا ياقوت
نفضت رأسها وهي تنتبه على سماع صوته لتنظر اليه بأسف
مأخدتش بالي بعتذر
لملمت أوراقها ونهضت كي تغادر الغرفه الا انه اوقفها
العرض هيكون في شرم الشيخ هتقدري تسافري معانا
هتف عبارته وهو لا يعلم سبب لسؤاله هذا... ولكن لم يجد رد منها الا اماءه خافته من رأسها ثم غادرت
رمقها وهي تخرج بحيرة واجابه واحده كانت تصل لعقله
انها تعيش حياه تعيسه ... فكما أخبرته هند شقيقته ان عائلة حمزه الي الان لا تتقبل ياقوت زوجه
ضمھا نحوه وهم يستمتعون بأخر يوم لهم في أجواء لبنان.. كانت السعاده ترتسم فوق شفتيهم
مراد هو انا بحلم
ضحك مستمتعا وهو يضمها اليه اكثر حتى كادت ان تختنق فلطمته فوق ذراعه
السؤال ده سألتيه كتير اوي النهارده
عشان في يوم حلمت ملقتش حاجه...
تلاشت ابتسامته وهو يسمعها وابتعد عنها بعدما تذكر جرحه وان لولا عشقها له ماكانت سامحته...
تعلقت عيناها به تهمس بآلم رغما عنها
مراد انا سامحتك... بس الذكرى لسا محفوره جوايا
لم يجعلها تكمل ما رغبة بالافاضه به فكانت ذراعيه تسبق اي حديث
عارف ياهناء اني ۏجعتك اوي وعلى قد ما ۏجعتك على قد ما انا ندمان ونفسي اعوضك
وصوره تلو الأخرى كانت تلتقط لهم واخر جالس فوق مقعده يطالع تلك الصور يتأملها پحقد
قريبا سأحرق قلبك مثلما احترق قلبي مراد
اجتمعت العائله الا شريف كالمعتاد.. فأصبح اغلب وجوده لدي مها بالمشفى...كانت عين ناديه متعلقه ببطن ياقوت التي أصبحت ظاهره مما يجعلها تشعر بالسعاده فحلمها لرؤيه أبناء لشقيقها قد تحققت
كانت ندي تشارك ياقوت الفكره التي رغبة في فعلها من أجل انشاء ملجأ وتديره مثل السيده سلوى
ضحكاتهم معا كانت تجعل الشقيقان ينظران الي بعضهم مبتسمين من تطور العلاقه بينهم الي ان قطعت تلك السعاده حينا سألت ناديه
مش هتفرحينا ياندي بخبر كده
صمت الجميع فبهتت ملامح ندي ف ناديه ضغط على أكثر اوجاعها
خبر ايه
خبر حملك...
اطرقت ندي عيناها فأي حديث ستقوله..
في ايه يافؤاد بتبصلي كده ليه... مش مرات اخويا وعايزه افرح بعيالهم
ناديه ديه حاجه تخصني انا ومراتى ممكن
هتف بها شهاب وهو يشعر بمشاعر زوجته ونهض يسحب يدها يتمتم بسعاده
انا وندى مقررين نستمتع بحياتنا شويه...
أودع قبلة فوق كفها مما جعل ياقوت تنظر نحوهم بسعاده.. ولم يكن حمزه مهتم بأي حديث الا نظرات زوجته نحو شقيقه وزوجته
مش عارفه يارؤي اخرج... قوليلي اجي ازاي بس
براحتك يامريم... البارتي يجنن هتضيعي من ايدك
تسألت مريم بحماس
هو البارتي بدء
لا لسا بس انا قاعده مع فارس... بيته يجنن
تعلقت عيناها ب ناديه وزوجها من خلف زجاج شرفتها وهم يصعدون سيارتهم
شكلي مش هعرف اجي يارؤي
اتاها صړاخ رؤى بحماس عن جمال الحفل.. ولكن أسرعت في غلق هاتفها وهي تسمع طرقات ندي فوق باب غرفتها
وكانت كالمعتاد تجلس ندي معها لدقائق تثرثر معها ثم تذهب لغرفتها سريعا وكأنها تقضي واجب ثقيل عليها ولم يكن الا شيطانها يفسر لها هذا
تنفست براحه متمتمه
عقبال اللي في بالي ما تمشي خالص من البيت
ولم تكن تقصد الا ياقوت
............................
دلفوا لغرفتهما واتجهت لالتقاط منامتها حتى تبدل ثيابها ولكن اقتراحه الذي سمعته للتو صدمها... ألتفت نحوه ببطئ تنتظر سماعه ثانيه
ايه رأيك ياياقوت
رأي في ايه
تمتمت بغباء ليقترب منها ضاحكا
نخرج نسهر بره
انا وانت نسهر وبره... وشغلك الصبح
تسألت وقد اجتاز الغباء معها مراحله
شغلي وانا عارف هصحاله ازاي... وحتى لو مصحتش ليه انا اشتغلت كتير ومن حقي اسهر.. هتسهري معايا ولا اشوف واحده غيرك
اردف عبارته الاخيره يرمقها بمشاكسه الي ان استوعبت حديثه بأعين متسعه... ركضت من أمامه نحو الخزانه تلتقط ثيابها
انا جهزت اه
وفي دقائق كانوا يهبطون الدرج ناسيه كل همومها مع عائلته
اضاءت سيارته شرفه مريم فأقتربت من شرفتها تبعد ستائرها قليلا وعيناها عالقه ب ياقوت التي تصعد السياره والسعاده ترتسم فوق ملامحها
فرفعت هاتفها نحو اذنها تخبر صديقتها
ابعتيلي العنوان انا جايه الحفله
..........................
وقف فرات أمام باب الشقه يسند جسده فوق الحائط... فوقفت خلف الباب تسأل پخوف
مين
افتحي ياصفا
صوته جعلها تبتعد عن الباب ثم عادت تقترب لفتحه غير مصدقه انها تسمع صوته
تعلقت عيناها به وفعلت اخر شئ توقعه منها... فقد ارتمت فوق صدره ولم تكن فعلتها الا استمداد للأمان ولأول مره يشعر بدفئ امرأه بين ذراعيه... فكل ما مضى كان شئ اخر
متسبيناش تاني
هتفت بها پضياع وقهر وضعته فاديه في قلبها وهي تتذكر جرها خارج المنزل تحت أعين الخدم والقاءها وكأنها ك القمامه
وهاهي أفعال فاديه قد اثمرت وستجعلها تحتمي تقسم انها ستكون سيدة هذا المنزل الذي طردت منه ك الشريده
تعلقت عيناها بذلك الوافد نحوهم بهيام وكأنه آسرها من اول نظره
رمقهم هاشم ساخطا فلولا إلحاح فارس عليه وتوسله بأن يقيم حفل عيد ميلاده هنا لكان الان عائد لمنزله حتى ينعم بالراحه
وكظت رؤى مريم التي تحمل في يدها كأس عصير فلم ترغب بالشرب ثانيه بعد تجربتها الأولى
عينك هتطلع على الراجل
مين ده يارؤي
ألتمعت عين رؤى وهي تنظر لملامح مريم المبهوره بجسد ذلك الواقف
الفصل الرابع والخمسون
رواية للقدر حكاية.
بقلم سهام صادق.
مالت صفا نحوه تضع الوساده خلف رأسه حتى يتمكن بأن يستلقي براحه فوق الاريكه... كانت أنفاسها قريبه منه للغايه فأغمض عيناه وهو يتذكر كل كلمه سمعها منها في أحلامه وهو غائب وكيف كانت ترجوه بأن يستيقظ والا يتركها
مشيتي ليه ياصفا
تمتم عبارته بعدما اعتدلت في وقفتها ثم انحدرت عيناها نحو يده القابضه فوق معصمها.. طالعته فأعاد سؤاله مره اخرى وتلك المره كان يحدق بها ينتظر تفسيرا لرحيلها
المفروض كنت اصحى الاقيكي جانبي حتى لو بينا مليون خلاف حتى لو بتكرهيني
ألقي عبارته وهو يتفرس ملامحها تبدلت نظرة عيناها وألتمع القهر بداخلهما فماذا ستقول له انها طردت كالحشره من منزله لم يسمح لها بزيارته وكانت تذهب لرؤياه متخفيه وكل هذا واتهام شقيقته بأنها من قټلته رغم ان هي من كانت هدف القاټل
لو السچن كان قاسې عليها الا انه كان ارحم من حياتها معهم وفي النهايه يخبرها بواجبها نحوه... فنعم هي تكرهه ولكن ستجعل كرهها خفي لټنتقم من فاديه
انا ممشيتش انا اتطردت من
بيتك اسأل حرسك اللي جروني ورموني في الشارع
تجمدت ملامحه وهو يسمع الحقيقه التي اخفاها عنه عامر.. تذكر فاديه وثورتها عندما ذكرى اسمها فور افاقته فتأكد ان شقيقته هي الفاعله
ومدفعتيش عن نفسك ليه وحقك ياصفا
عشان انا خريجة سجون وعار عليكم
نطقت بها ولم يعد بقلبها الا الجمود الذي غللته قسۏة الناس عليها وكأنها ليست بشړ تخطئ يوما وتهتدي
اشاحت عيناها بعيدا عنه حتى تستمد قواها فآلم قلبها عاد ينغزها مجددا
صفا..
لم يكد يكمل عبارته فتعالا رنين جرس الباب ليرمقها متسائلا
مين جايلك دلوقتي
طالعت الوقت نحو الساعه المعلقه وقبل ان تجيب عليه كان ينهض من رقدته يخطو نحو الباب بملامح قاتمه
فتح الباب يرمق الطارق لتتجلجل السيده الواقفه أمامه
مكرم بيه بعتني بالحاجه ديه لست صفا
طالعت صفا السيده الواقفه وقد ارهبها فرات بجسده العسكري فرغم خروجه من عباءة ضباط الجيش الا انه مازال وكأنه رجلا عسكريا
شكرا يافهيمه
هتفت بها وأسرعت نحوها تحمل الأكياس منها ثم انصرفت نحو الاسفل
ليرمقها فرات بنظرات فاحصه ولم تعد ملامحه مرئية بالنسبه لها
جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا
مش هرجع البيت اللي اتطردت منه تاني... انا مش ذليله تحت رجليكم
لم يمهلها عقلها التفكير إنما قلبها هو من هتف بمرارة الذل... تعجب من نبرتها الجديده ولأول مره منذ أن رأها أصبح يرى في عينيها نظرة عجيبه لم يفهمها
تركها ليتجه نحو الغرفة القابعة بها يبحث عن متعلقاتها يجمعها في حقيبتها... ألتف إليها وقد وقفت على اعتاب الغرفه تطالعه
عشر دقايق وتكوني جاهزه.. قدامنا لسه سفر للمزرعه
..................................
كانت عيناها تجول في المكان تبحث عنه هنا وهناك.. فالوسيم اختفى من الحفل ولم تعد تراه... زفرت أنفاسها بضيق وقد نست من في الحفل لتقترب منها رؤي تضع يدها فوق كتفها تسألها بخبث
بتدوري على ايه
ألتفت مريم نحوها تدراي شعورها عنها
ولا حاجه بس زهقت يارؤي
رفعت رؤى حاجبيها مستنكره