الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني

انت في الصفحة 31 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


ان قلبها ېنزف ألما مما واجهته في عمر صغير 
قطع حديثهم صوت الخادمه وهي ترحب ب ناديه التي رمقتهم جميعا بأبتسامه رقيقه ثم جلست معهم تتحدث بلطف الي ان تعلقت عيناها ب شهاب وندى تتسأل كالمعتاد 
مش هتفرحوني بقى بالخبر اللي مستنياه
تبدلت ملامح ندي للشحوب وقد لاحظته ياقوت كما اعتادت عندما تتحدث ناديه في هذا الأمر 

ضم شهاب ندي اليه يرسم فوق شفتيه ابتسامه واسعه جاهد في رسمها 
احنا مبسوطين كده ياناديه...مالك بقيتي زي الحموات
تقبلت ناديه عبارته ضاحكه تنظر نحوهم 
عايزه اطمن عليكم 
واردفت بعدما أخرجت من حقيبة يدها عنوان يخص طبيب ما 
على العموم ده كارت دكتور بيقولوا عليه شاطر اوي.. روحوا اكشفوا واطمنوا 
لم تنتظر ندي سماع المزيد من حديث ناديه وانصرفت هاربه تخشي سقوط دموعها أمامهم 
صمت الجميع فنظرت ناديه لخطي ندي متعحبه ثم وضعت الكارت جانبا 
ناديه ياريت تبطلي تلميحاتك ديه لندى... الموضوع ده امر يخصني انا وهي بس ومحدش ليه الحق يتكلم في 
ولم يشعر وهو يتبع عبارته 
ندي مش ياقوت اللي فضلتي ليل نهار تسأليها اذا كانت حامل ولا لاء وتعملي عليها الحما 
شهاب 
هتف حمزه صارخا بشقيقه ثم سقطت عيناه على ياقوت التي بهتت ملامحها واطرقت عيناها نحو يداها المضمومه في حجرها عاجزه عن الدافع عن نفسها... فكما قال شهاب هي ليست ندي 
هبت ناديه واقفه تنظر لملامح شقيقها 
خلاص ياشهاب انا طالعه أطيب خاطر ندي... 
كانت عبارتهم تقظ خيبات داخلها... ف ناديه قبل حملها كانت تتعامل معها وكأن حمل طفل شقيقها هو أساس تلك الزيجه ومن دونه سينتهي كل شئ وستعود من حيث أتت
اختنقت من كم الذكريات التي اخترقتها ونهضت تحت نظرات شقيقتها التي ظلت جالسه بمكانها تتابع تحركها 
حمزه انا اسف مكنتش اقصد 
اعتذر شهاب بعد انصراف ياقوت ليرمقه حمزه بنظرة معتابه دون كلمه مما جعل شهاب يتنهد بسأم
اما مريم جلست تتابع كل شئ بضيق يفسر لها شيطانها ان ياقوت هي سبب عدم هدوء حياتهم التي كان يحسدهم الجميع عليها 
...............................
ابتعدت عنهم منعزله بحالها تتأمل الظلام الذي يبعث ظلمته بالكون وسكونه بالنفس... شعرت بيداه على كتفيها يمسدهما برفق 
بعدتي ليه وسبتي المكان 
تنهدت وهي تخبره كاذبه 
حسيت اني عايزه اشم شويه هوا 
عارف انك بتكذبي عليا.. 
حمزه بلاش نتكلم في الموضوع ده... 
انا عارف انهم بيضيقوكي بكلامهم ديما... ساعات بحس اني ظالمك ياياقوت... بس خلاص قدرنا بقى واحد ومقدرش اخيرك انك تتحرري من آسري 
بس انا مش عايزه اتحرر منك ولا ابعد عنك... الحياه مبتديش كل حاجه احنا عايزينها 
تعمق في النظر إليها ولم يشعر الا وهو ينحني نحوها ولأول مره لا يفكر اذا ألتقط احد وضعهم هذا 
كانت ياسمين ذاهبه نحوهم حتى تطمن على شقيقتها.. وعندما رأت المشهد اغمضت عيناها بقوه وابتعدت بخطواتها سعيده من أجل شقيقتها 
وقفت متحجرة العينين وهي تستمع الي صوته وصوت الرجل الآخر الذي ينعتها بالسجينة صاحبة السوابق 
كان ابن عمه.. ف العائله المتفككه بدأت بالظهور لتدافع عن اسم العائله العريقه
انت كده بتضيع مستقبلك وبتشوه اسم العيله... الست ديه لازم تخرج من حياتك
صړخ فرات بعلو صوته يقطع حديثه 
مجدي الزم حدودك... لولا انك في بيتي كنت طردتك 
احتدت نظرات ابن عمه 
تطردني يافرات... عشان حتت الجربوعه اللي اتجوزتها تاجرة المخډرات 
صفا دخلت السچن ظلم.. وده اختياري وانا حر 
قبض مجدي على كفه پغضب يتذكر منصبه وحديث الجرائد عن فرات واسم العائله 
فاديه كان عندها حق.. البت ضاحكه عليك ومش بعيد يبقى اللي في بطنها ابن واحد قليل الشرف زيها 
تجمعت الدموع في مقلتيها ولكنها لم تذرفهما... القهر كان يتغلل داخلها ولكن وقفت كالحجر مستمعه 
اخرس مراتي ست شريفه واللي في بطنها ابني 
اشتدت المناوشة بينهم ليغادر مجدي مكتبه حانقا بعد أن اخباره انه قد فقد منصبه بالدوله بترأس احدي الوزارات 
وقف مجدي أمامها ينظر إليها پغضب واكمل خطواته يلعن غباء ابن عمه 
دلفت لغرفته ببطئ وانفاس مسحوبه.. تأملته وهو يقف في منتصف الغرفه يزفر أنفاسه بقوه وكأنه يصارع شئ داخله 
عندهم حق... هتخسر مستقبلك وسمعتك عشان واحده خريجة سجون 
ظل فرات واقفا في نفس وضيعته دون أن يلتف إليها... ليغمض عيناه طالبا منها 
سبيني لوحدي ياصفا 
ارميني بره بيتك واخلص مني عشان ترتاح 
صفا قولت سبيني لوحدي 
افزعها صراخه فأبتعدت عنه تضغط على شفتيها بقوه تسحب اقدامها بصعوبه الي ان أصبحت في غرفتها 
دقائق مرت وهي تلتف حولها...باتت تحقد على كل فرد من عائلته... الحقد توغل داخل قلبها حتى باتت تشعر بالاختناق...
دلوفه لغرفتها افزعها وجمد أطرافها ليقترب منها جاذبا اياها نحوه. 
أوقف سيارته پحده قويه أمامها... لتفزع مما حدث ولكن عندما رأته اتسعت عيناها تهتف بأسمه
مستر خالد
هبط خالد من سيارته يسحب يدها تحت أنظار المارين عبر الطريق
لازم نتكلم ياهناء
دقيقه مرت حتى هدء قلبها من فزعته لتنظر نحو يده القابضه فوق معصمها فنفضت ذراعه بقوه
انت ايه اللي عملته ده... ابعد عني
قولت لازم نتكلم ياهناء
مافيش بينا كلام
هتفت بها بصوت غاضب... وقد سقطت ما كانت تحمله بأيديها
هناء ارجوكي
خرج صوته متوسلا ف لأول مره كانت تراه هكذا يتحدث... تعجبت من امره ولكن سريعا ما أدركت مكان وقوفها ونظرات الناس.. تجاوزته پحده.. فأسرع بالوقوف أمامها
قولت لازم نتكلم...
مبتكلمش مع ناس اتهمتني في شرفي
كان يعلم تماما مقصد عبارتها ليطرق عيناه أرضا متمتما
هناء
انا بحبك 
ولم يكن يتوقع انه سيخبر بها احداهن يوما ويخضع لسلطان الحب.. وقفت متسعة العينين والفاه لا تصدق مع سمعته 
................................
رتبت حقيبه سفر صغيره لهما وهي لا تصدق انها ستسافر معه لمدينه شرم الشيخ رغم ان انها رحله عمل الا انه فجأها بأخذها معه 
اللي يشوفك وانتي مبسوطه يقول ان احنا مسافرين لبره البلد 
تهللت اساريرها واقتربت منه تحتضنه 
انا فعلا مبسوطه اوي ياحمزه... بس مش مبسوطه عشان الرحله... مبسوطه اني هكون معاك 
ابتسم وهو يضمها نحوه وبعدها عنه قليلا يتأمل ملامحها 
لا كده نخلي الاقامه بدل يومين... شهر عسل بحاله
هتف عبارته غامزا لها بوقاحه ثم ضحك على هيئتها وهي تدفعه عنها وهو يخبرها انه اشتاق إليها 
كانت مريم تقف امام باب غرفتهما المنغلقه تسترقي السمع تقبض على كفها الصغير بقوه ثم فرت مبتعده وقد لاحظت ندي مكان وقوفها فزفرت أنفاسها بقلة حيله 
..............................
جلست نغم امام الرجل الذي يبدو على هيئته الهيبه والقوة تتسأل بلغة الانجليزيه 
من انت 
ابتسم الجالس أمامها 
لا يفرق معك من انا... الاهم بيننا مصلحتنا 
قطبت حاحبيها لا تفهم مقصده... تأملت المكان حولها فرجاله يحاوطنه والرجل الذي أتى بها لهنا يقف على يمينه مطرق الرأس 
انتي تريدينه زوجا وانا اريد زوجته ليله لي 
اتسعت عيناها ونهضت من مكانها 
من تقصد
تلاعب بشفتيه ساخرا
يبدو انني أخطأت في اعطائك تلك الفرصه سيده نغم
تلجلجت في سؤاله وقد علمت مقصده منذ البدايه 
عمن تتحدث
مراد الفيومي وزوجته 
ضمھا فرات إليه وهو نائم... كانت تتألم من استسلامها له ولم يكن استسلامها الا عربونا تقدمه لنيل انتقامها منه وحړق قلبه بعدما تغزو قلبه ويجعلها سيده كل شئ 
ألتفت نحوه لتسقط عيناها فوق صفحة وجهه.. كانت لأول مره تتأمل ملامحه بوضوح... رغم انه على وشك إتمام عامه الأربعون الا ان ملامحه لا توحي الا بأصغر من ذلك 
خفق قلبها بدقات متتاليه وارتعش جسدها لتمد يدها نحو وجهه تتلمس ملامحه متمتمه 
انت اللي شوهتني وكسرتني وانت لازم تدوق من نفس الكاس 
ازاح فارس يداها
انا ماشي 
نهضت تتبعه تهتف بأسمه ولكنه لم يعبئ بندائها... عادت لمكانها تلتقط كأس من يد وليد الذي جلس يطالعها ساخرا
حاله اتغير من ساعه من صاحبتك بنت الاكابر بعدت 
ارتشفت رؤى من الكأس وهي تتذكر سؤال فارس المتكرر عن مريم ولما ابتعدت عنهم 
شكله حبها... ماهو فارس كان عينه منها بس كان منعه قربها مننا 
هتف وليد حديثه المسمۏم ثم نفث دخان سيجارته 
دلوقتي بقي شايفها البنت العفيفه اللي لحقت نفسها... وانتي.. 
نعتها بكلمه أشعلت حقدها مجددا نحو مريم 
ابعد عني ياوليد انا مش فيقالك 
عادت ترتشف من كأسها الي ان افرغت جميع محتواه داخل جوفها
هتسبيلها فارس
طالعته رؤى بتشوش الي ان مال عليها يحتضن جسدها بين ذراعيه 
انا عايز اساعدك انتي صعبانه عليا 
هتساعدني ازاي 
هتفت بها بسكر ليقرب وليد وجهه منها 
نضيعلها اهم حاجه في حياه اي بنت بتفتخر بيها 
قصدك ايه 
تمتم بأعين تلمع 
هو انتي فاكراني مش فاهم ليه بلتوثي كل بنت قريبه منك يارؤي
تجمدت ملامحها وهي تنتظر سماع اخر مالديه ولكنه تجاوز مقصده 
وضعت سماح يدها علي فمها بعدما خرج الطبيب من غرفه نورالدين يطرق عيناه أسفا
لم نستطع اسعافه
دموعها سقطت دون توقف الي ان تابع الطبيب الخاص بحاله نورالدين 
اخذت عينه من دماءه حتى اتأكد مما أشك 
رفعت سماح عيناها نحوه پضياع تسأل بأنفاس متقطعه 
بما تشك
لتقع عيناها نحو سهيل الذي ركض نحوهم بملامح باهته يتسأل 
ما به اخي 
وكان الصمت خير مجيبا عليه وعين جين تتربص مكان وقوفهم تبكي بتمثيل تجيده وقلبها يتراقص طربا مما حدث
مۏت نورالدين والسبب في مۏته هي سماح وقد رحل الاثنان من حياتها 
كرر سهيل سؤاله حتى صړخ بهم جميعا لتأتيه الاجابه من آخر من تمنى سماع صوتها 
نورالدين قد ماټ سهيل والطبيب يشك بالأمر 
الفصل الثامن والخمسون
رواية للقدر حكاية.
سهام صادق. 
طالعت ما أمامها بشرود تام بأعين باهته يلمع بها الحزن والآلم ف الي الان لا تصدق ان نورالدين قد رحل دون أن تأخذ له حقه ودون ان يرى ثأره... ماټ وترك تلك الحيه تعيش بينهم كزوجة مكلوله حزينه على زوجها... القدر احيانا لا يكون عادلا كما تظن عقولنا
انما في الحقيقه تأتي حقوقنا ليتأمل الآخرين انصاف الله لعباده اذا كان حيا ام مېتا انها حكمه خفيه لا يعلمها الا الرحمن
دمعت عيناها متذكره حق والدها ووالدتها بعدما ظلمهم عمها فمنذ أشهر علمت ان حق والديها قد أخذهم الله لهم ليصبح عمها الرجل صاحب الأملاك الا رجل مديون ذليلا كسره الفقر والمړض 
انفتح الباب بقوه فجعلها تنتفض من فوق الفراش متعجبه من وجود سهيل الذي اختفى تماما من القصر منذ أن ډفن نورالدين امس 
نهضت سريعا من فوق الفراش تركض اليه لدعمه
لقد ارتاح نورالدين سهيل من تلك الحياه... الله أرحم واحن على عباده 
صمته جعلها تشعر بوجود خطب ما لتبتعد عنه تتعلق عيناها به ثم سقطت عيناها فوق علبه الدواء التي تتذكر تماما لمن فأسرعت في سبر كل ما داخلها اليه 
سهيل انا مثلك أشك بها.. لكن الدليل الوحيد الذي وضعته لم يجني شئ نور الدين ماټ في نفس اليوم الذي وضعت به... 
وقبل ان تكمل عبارتها كان ېصرخ بها ك الثور الهائج
اخرسي سماح... اخرسي أيتها 
سهيل ماذا تفعل انا... 
لم يترك لها مساحه للحديث وانقض عليها يقبض على كتفيها يحركها بين قبضتيه پغضب 
أنتي حقيره ومخادعه وقاتله سماح انتي مثلهن جميعا... انتن النساء لا مأمن لكم... ماذا فعل اخي لتقتليه 
دموعها كانت تتساقط بذهول عما تسمعه لم تشعر الا وهي تدفعه بقوه عنها
انا لم اقتله... نورالدين كان كأخي 
رفع يده بعلبة
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 53 صفحات