الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم الكاتبة ندا حسن

انت في الصفحة 33 من 68 صفحات

موقع أيام نيوز


محاولة إظهار الندم
اللي حصل حصل بقى كانت لحظة تهور
نفض جسدها پعنف بذراع واحد والآخر معلق على الرباط الطبي أثر رصاصة عاصم التي اخترقت لحمه يكمل قائلا بثقة
لأ يا روح أمك مكانتش لحظة تهور أنتي كنتي عارفه كويس أوي هتعملي ايه بس أنا المغفل اللي سمعت كلامك وادي أخرتها
دفعته پعنف وشدة وهي تعود للخلف مبتعدة عنه قائلة بوقاحة

أخدت رصاصة وايه يعني ما تسترجل
أنا راجل ڠصب عنك يا بت وأنتي عارفه كده كويس ولا لسه عايزة تجربي
بقولك ايه يا جلال أقف عوج واتكلم عدل
سألها بسخرية وقحة
وأنا كده بتكلم إزاي بقولك لسه عايزة تجربي لو مش مقتنعة إني راجل
نظرت إليه نظرات ڼارية مشټعلة قائلة بتساؤل وحړقة
ده أنت مصمم بقى تقفلها كده
وأقفلها ليه مش مراتي لا قولت حاجه حرام ولا عيب
خرج صوتها عاليا نسبيا ثم عندما أدركت ذلك اخفضته
أنت هتفضحنا ولا ايه ما تخرس بقى
أقترب منها بعيون جائعة للشړ والقسۏة وما فعلته به ينهش ما بداخله يشعر أنه يود لو يقوم بقټلها الآن وډفنها أسفل ما تضع قدميها وهي تعلم جيدا من هو
لسانك بدل ما اقطعهولك هو أنتي فكراني ساكتلك علشان سواد عيونك لمي نفسك معايا يا بت
أكيد مش معاكي من بعد اللي عملتيه ده ماهو كان ممكن سي عاصم بتاعك يوري الفيديو لجبل والبت تعترف إني عملت فيها كده وأنها مكانتش موافقة ومن غير ما تعترف كانوا هيصدقوها وتقولي عليا يا رحمن يا رحيم 
قالت بلا مبالاة وبساطة
مكانتش هتوصل لكده
هتف قائلا بجدية مغتاظا من برودها
أنتي عرفتي منين أنها مكانتش هتوصل لكده البت دي أكيد هي اللي وقفت عاصم علشان هي عملتها على روحها مني لكن لو عليه هو يولع فيا
أكمل شامتا بها تفعله وأردفت قائلة
وقتها هيبقى عندي الحل
أومأ برأسه إليها وهو ينظر إليها باشمئزاز متناسيا نفسه وقال متأكدا وهو يتابع نظراتها الغريبة
قادرة وتعملي أي حاجه
ابتسمت إليه بثقة عالية فأكمل وهو يكرمش ملامحه غير قادر على تكملة النظر إليها بعدما فعلته به فصاح بها قائلا
أمشي غوري من وشي
بصق بقوة من فمه على الأرضية بعدما رحلت لاعنا نفسه على التوريط في هذا الأمر 
توجهت إلى القصر لتعود إلى الداخل دون أن يراها أحدا ولكنها عندما وجدت عاصم هنا بين الحرس غيرت رأيها وذهبت لتجلس على أحد المقاعد المقابلة له تنظر إليه وهو يتحدث مع أحد الحراس 
بقيت تتأمله وتنظر إليه بعيون محبة إلى درجة الأنانية تابعت حركاته واللمعة تزداد داخل عينيها تظهر الشړ الذي قبع داخلها عيون تطالب الحب منه ولكنه قابله بالرفض! 
شردت وهي تنظر إليه عائدة إلى ذكرى راحلة حدثت بينهم منذ سنوات 
كانت استدعته إلى خلف القصر ذلك المكان الذي يحدث به أي شيء لا يريد أحد أن يعلم به ولكن في ذلك الوقت لم يكن كالآن بل كان مضي بالأنوار مثله مثل القصر كله وبه كثير من الحراس في فترة كانت الاغتيالات بها كثيرة والجواسيس تملأ الجزيرة 
وقف أمامها قائلا بجدية يسألها مستفسرا
عن سبب استدعائها له
نعم يا فرح عايزة ايه
تغنجت وهي تتمايل أمامه بدلال وابتسامة هادئة فعلتها
مافيش ازيك الأول
ابتسم يبادلها الهدوء والبساطة وقال متأسفا يسألها
معلش أنا آسف ازيك عامله ايه
أجابته برقة وهدوء متسائلة عن أحواله
كويسه أنت عامل ايه
أجابها ولم يعطي إليها الفرصة للحديث مرة أخرى باغتها متسائلا عن سبب طلبها له هنا
تمام كويس 
ها في ايه
تصنعت الحزن وهي تقول مغيرة تعابير وجهها وصوتها هادئ ولكنه عابس بسبب سرعته وإرادته في الرحيل عنها
مالك أنت مش عايز تقف معايا ولا ايه أنا حلوة على فكرة
ابتسم بهدوء يسألها ثم يصحح لها حديثها يغازلها باحترام حتى لا تحزن من حديثه واستعجاله معللا لها سبب ذلك
حد قال عليكي وحشه أنتي ست البنات بس أنا عندي شغل
تلهفت
أكد ما قاله بجدية شديدة ولم يكن يقصد الغزل حقا ولكنه لم يكن يريد أن تعبث ملامحها وتحزن بسببه وهي من قالت أنها ليست بشعة فكان من المفترض أن ينفي ذلك
أكيد يا فرح أنتي جميلة
اتسعت ابتسامتها وظهرت من خلفها أسنانها البيضاء معتقدة أن مهمتها بهذه الطريقة ستكون أسهل بكثير
عاصم أنا أنا كنت عايزة أقولك حاجه مهمة أوي
أومأ إليها متعجلا يسألها
تمام قولي مالك في ايه
حاولت الحديث متعلثمة
أنا بجد حاسه 
لم تستطع أن تكمل وتخرج كل ما كان في جوفها فوقفت صامتة تنظر إلى الأرضية خجله مما تريد قوله
أخذ الحديث منها بطريقة أخرى وصب تركيزه في عمله فسألها بقوة وتمعن
حاسه ايه في حركة مش مظبوطة في القصر ولا ايه
نفيت سريعا مشيرة بيدها معقبة بانزعاج وضيق
لأ لأ قصر ايه بس
اقتضبت ملامحه بسبب تأخيرها وحديثها المتقطع أو الذي بدون فائدة فقال بحدة
اومال ايه بس يا فرح ما تتكلمي
أخذت نفس عميق وأخرجته ثم نظرت إليه
تحاول دفع نفسها في الحديث قائلة له ما تشعر به في الأيام الماضية وقلبها يرفرف لأنها تعترف له بمكنونه
أنا أنا مش مركزة في حاجه طول الوقت بفكر وبالي مشغول قلبي وعقلي مشغولين بحاجه واحدة بس مش قادرة أبطل تفكير فيها
انزعج أكثر من اللازم وهو ينظر إلى تفاهاتها وهذا الهراء الذي تقوله له وما ډخله من الأساس تحدث يسألها بجدية والضيق يظهر على ملامحه
أنتي جيباني هنا علشان تقولي الكلام ده حاجه ايه يا فرح انجزي
باغتته بقولها السريع المتلهف ونظرة عينيها نحوه حالمة طائرة فوق السحاب وكأنه استمع إلى ما قالته وأجاب بالموافقة
أنت
أشار إلى نفسه بعدم فهم ولم يربط الحديث ببعضه متسائلا
أنا حاجه أنا حاجه إزاي يعني
أقتربت منه أكثر تبحر بعينيها داخل عيناه ترتفع على أطراف أصابعها لتقابله بذلك الطول الفارع
أنت اللي بفكر فيه يا عاصم بالي مشغول بيك دايما وقلبي لما بيشوفك بيدق أوي لحد ما بحس أنه هيقف بعد كده حتى عقلي
تابعت تكمل حديثها الحاني ونبرتها الرقيقة تتردد في أذنه ينظر إليها باستغراب تام غير مصدق أنها تجرأت وقالت له هذا الحديث
عقلي مش مبطل تفكير فيك وخيالي كل شوية يسرح ويفتكرك بجد مش عارفه أعيش كده
تصنع عدم الفهم على الرغم من أن أي حد يستطيع فهم المبتغى مما قالته ولكنه كي يبعث إليها رسالة أن هذا مرفوض تماما قال مبتسما
أنا عملت ايه لكل ده
اعترفت بها صريحة وواضحة وشعورها نحوه بالحب يزداد ويكبر أكثر من اللازم تنظر إليه بهيمنه وافتتان
عاصم أنا بحبك بحبك أوي وبموت فيك كمان مافيش واحد على الجزيرة كلها زيك مافيش أحسن منك ولا حتى يشبهلك
قضبت ملامح وجهه بالانزعاج والضيق وأظهر إليها الجدية الخالصة قائلا
فرح أنتي عارفه أنتي بتقولي ايه
أقتربت منه تتمسك بيده تضغط عليها بقوة تحسه على التحرك نحوها والاعتراف بما داخله تبعث إليه نظرات شاعرية لو أحد غيره لانتهز الفرصة وسرقها
بقولك الحقيقة أنا بحبك وعايزاك
عاد للخلف مبتعدا عنها سريعا باعدا يدها التي أقتربت منه وصاح قائلا بقسۏة وغلظة شديدة وهو يشير إليها لتذهب من أمامه
أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه أنتي بتقولي ايه انسي الهبل ده واطلعي يلا
استغربت ما قاله وضيقت حاجبيها تعقب
صغيرة صغيرة إزاي بقى كل ده صغيرة
الټفت حول نفسها وهي تقول تلك الكلمات تظهر إليه جسدها الأنثوي ومفاتها لتستطيع أن تغريه بها
ارتفع صوته بعدما اغضبته بشدة بسبب هذه الفعلة الجريئة والدنيئة للغاية
اطلعي يا فرح يلا
أشارت إلى نفسها ترفض ما يأمرها به موضحة له مصرة على موقفها معه وتريد لو يبادلها ما تشعر به لتلتحم معه في عناق قاسې تشعر داخله بأنها ملكه
عاصم أنا مش صغيرة ولا حتى أنت صغير أنا عارفه أنا بقول ايه وبعمل ايه
مرة أخرى پغضب وقسۏة قال
لأ أنتي لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه 
تغيرت ملامح وجهها إلى الانزعاج والضيق هي عندما
تلاته وعشرين سنة مش صغيرة
أشار إليها بيده لتذهب من أمامه
اطلعي يا فرح يلا وتنسي كل اللي قولتيه ده
أقتربت منه ثانية محاولة التأثير
عليه وهي تتحدث برقة
طب قولي أنت بتحبني ولا لأ
بمنتهى السهولة والقسۏة وبكل الإخلاص داخله واللا مبالاة بمشاعرها قال
أكيد لأ أنتي أخت صاحبي مش أكتر وأنتي
بكرة تعقلي وتنسي كل ده
نظرت إليه نظرات ڼارية محتقرة واشټعل فتيل الڠضب داخلها بسبب رفضه لها بتلك الطريقة المهينة القاسېة تقول غير مصدقة
ايه
أجاب ببرود
اللي سمعتيه
أبصرها بقوة وعنجهيته ظهرت في نظرته فبقيت بالنسبة إليها تكبر عليها ومن بعد هذه النظرة رحل وتركها تقف وحدها ولم يفكر لحظة فيما قد يمر بها أو
تمر به تاركا خلفه أنثى مطعونة بقسۏة وغرور ملقاة أسفل قدمه بعد أن قدمت نفسها إليه وهو من قام برفضها 
خرجت من شرودها وهي مازالت تنظر إليه إلى تكبره وعنجهيته إلى ثقته من نفسه وغروره الواضح إلى قوته وعنفوانه تنظر إلى رجل لن يتكرر ولكنه رفضها وهي لن تنسى ذلك ولن تصمت عنه ولكن لكل شيء موعد 
جلست زينة في حديقة القصر نهار اليوم التالي تنظر إلى ابنتها التي كانت تركض هي وشقيقتها يتمازحون سويا 
شعرت بمن يجلس جوارها ف أدارت رأسها لتبصر تمارا هي من أتت إليها ابتسمت لها بعملية وعادت تنظر إلى شقيقتها وابنتها غير مبالية بتلك التي أتت لها ولم تعيرها أدنى اهتمام 
ابتسمت تمارا بسخرية وهي تلاحظ عدم اهتمامها بها أو بالأحرى تجاهلها لها وكأنها لم تراها من الأساس 
استمعت زينة إلى صوت تمارا يخرج بسخرية واستهزاء
مش أنا عرفت يا زينة سبب جوازك من جبل
استدارت معتدلة تنظر إليها باستغراب ثم سألتها قائلة
وايه هو السبب تصدقي إني لحد دلوقتي معرفش السبب
حركت تمارا حاجبيها بطريقة تدل على عدم تصديقها قائلة بسخرية
ده بجد
أغاظتها زينة بقوة وهي تردف
أكيد مش مصدقة حقك بصراحة أصل الأسباب كانت كتيرة منها أن جبل مقدرش يخليني اسيبه وأمشي
ألقت كلمات ذات مغزى بتهكم واستعلاء
وأنا بصراحة مش زي حد مقدرتش أبعد عنه
كتمت الأخرى غيظها منها ونظرت إليها بعمق ونظراتها مشټعلة
بنيران الغيرة والحقد عليها ولكنها شددت على نفسها قائلة
غريبة أصلي عرفت إنك حاولتي تهربي
ابتسمت إليها وأكملت على حديثها بالكذب لتشعرها
بالغيرة أكثر
آه حاولت بس الحمدلله إني معرفتش أهرب كنت هعيش ندمانه طول عمري إزاي اسيب جبل واسيبه لمين
اتسعت ابتسامة تمارا وهي تدري أنها كاذبة فقالت بجدية شديدة
ما تيجي معايا دوغري يا زينة 
سألتها زينة باستغراب
أكتر من كده
عقبت قائلة ما حدث وملامح وجهها تشير إلى أنها تعلم كل شيء قائلة من خلالهم لا مجال للكذب
أنا عرفت إنك كنتي عايزة ورثك مش أكتر بس مرات عمي وجبل عايزين وعد ومكنش فيه حل غير إنك تتجوزيه وأنتي كنتي رافضة واتجوزتي ڠصب
حركت كتفيها بدلال وقالت بنبرة هادئة ترفرف بعينيها السوداء
ده كلام حقيقي بس مافيش حاجه بتفضل على حالها يا تمارا كل حاجه وارد تتغير
صمتت قليلا وهي تراها مصرة على الكذب وإظهار أن كل ما بينها وبينه على
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 68 صفحات