الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني زمهرير قابل للتفاوض

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


كمان من ليه نفس ياكل حاچة
لاه لازمن تاكلوا عشان تجفوا على رجليكوا مرت عمي محتجاكم
شرد عاصم رغم الالم في أنها من صنعت الطعام لهم هل صنعته له خصيصا هل مازالت تحمل له شيء بقلبها لو كان هذا حقا لما ابتعدت بتلك الصورة كل هذا الوقت يتألم والشوق يناديه لان يتناول طعامها يشعر بانفاسها لمستها به لكنه خالف الهوى كعادته صلد متماسك منذ متى وهو يترك لمشاعره العنان بل يروضها دائما ويخفيها عن الجميع حتى عن نفسه

نهض پقهر متحدثا صاحب واجب بس معوزينيش حاچة من حد خد حاجتك معاك وانطلق متجها لاخر الممر اخرج سجارة واشعلها يتنفس بقوة يشعر ان انفاسه قوية لدرجة انها قد تمزق صدره
كان يتوقع رد سيء فلم يتفاجئ
أما عن عزيزة فشعرت بالحرج فتحدثت لتلطف الامر متزعلش يا رحيم هو ميجصدش هو زعلان بس على امي فيه
ابتسم لها في رضى متحدثا مزعلانش يا عزيزة أنا مجدر اللي هو فيه حتى لو طردني مهزعلش منه أحنا في الاخر اهل
تسلملي ياود عمي
اقترب على كلماتها الناعمة تلك فدفعها برفق للجانب متحدثا كيفك يا رحيم
نظرت له عزيزة في ڠضب وتعجب
بينما اجابه رحيم باختصار زين يا فضل وابتعد عنهم قليلا
هتفت عزيزة بتعجب بتزجني كده ليه!
وجفه تتسامري معاه ليه شيفاني مركب جرون
ده ود عمي يا فضل كيف اخوي
نظر لها پغضب وهتف متسرعا بس جبل سابج لاه كان حاچات تانية
اتسعت عيناها وهتفت تجصد ايه
ندم على كلماته الرعناء واجابها بلين مجصديش لكن ده ميمنعش انك ملكيش صالح بيه
تنفست بقوة محافظة على دموعها من السقوط وهتفت اللي يريحك يا فضل وابتعدت عنه تستند على الجدار الخاص بغرفة والدتها
زفر بقوة وهو يتطلع لرحيم پغضب .. تعجب رحيم من نظراته وحدث نفسه هي العيلة دي كلها كده مچانين حتى اللي داخل وسطهم يا حظك المغفلج يا خيتي
نظر لساعته فرر البقاء قليلا ثم المغادرة
وقفت على الباب تناديه قبل ان يغادر
توقف على ندائها لكنه ظل على وقفته يوليها ظهره
هتفت من خلفه بتردد تشعر بالحرج لكن ما تحمله في قلبها من كلمات ماعادت قادرة على امساكها أنا آسفه للي حصل لفجر زعلت عليه بجد صدقني يا ابيه هارون رغم كل حاجة حصلت بينا مكنتش اتمنى له الشړ
زفر بقوة محافظا على صمته .. شعرت من ذبذبات جسده أن الذي بينهم قد تغير هل يلومها على ما حدث لاخيه .. هل سيعاقبهم بالبعد عنهم وعن راية تحديدا تفكر في الامر وهي تنظر للحقيبة الكبيرة الممسك بها تريد أن تسأله لكنها الآن ترى أنه ماعاد من حقها هذا الشئ .. ظنت أنه لن يجيبها لكنه تحرك ملتفتا لها بالجنب وهتف بهدوءه المعتاد ده قضاء وقدر ومحدش يقدر يلومك على حاجة أنت ملكيش دخل فيها
الكلمات كانت رائعة حقا اثلجت صدرها لكن ما جعلها تشعر بالخۏف هو أن الكلمات كانت تخرج منه باردة فاقدة لقيمتها الحقيقة تعلقت عينها به في شئ من التيه التساءل ماذا حدث .. لكنه لم يترك لها الفرصة وهو يغادر مغلقا الباب خلفه تاركا خلفه من تقف مشدوه لا تصدق بروده هذا معها متحسرة وتتساءل بقلق ماذا يكون فعل براية هي الآخرى
شعرت بنغزة في قلبها وأنها سبب كل هذا .. جلست على اقرب مقعد تلوم نفسها متحدثه بهمس خفيض أنا اللي غلطانه لو كنت سمعت كلامك يا راية من الاول كانت حاجات كتير اتغيرت .. يارب أنا مش حمل إني اكون السبب في خسارتها جوزها وخصوصا أنها حامل يارب هون الامور بينهم
اتجهت لغرفتها هي الاخرى
تمسك هاتفها المحمول .. تريد معرفة كل شئ عنهم الاثنان من خذلها ومن قټلها لقد نالوا منها البلوك حتى لا يروا منها شئ حتى وسيم لم تفك البلوك الخاص به مازال قائم تخاف على نفسها أن تضعف بعد زيارته الاخيره
لمعت في عيناها تلك الفكرة الشيطانية وهي تقرر عمل حساب شخصى جديد بإسم مستعار وقتها ستدخل على صفحتهم جميعا دون أن يعلمها أحد وتراقب اخر التطورات لدى الجميع
وبالفعل سمت الحساب ذكريات لا تنسى
شردت في الاسم وهي تتخيل كل ما مر بحياتها هو مجرد ذكريات سواء كانت حلوه ومره ولم يتبقى لها شيء واحد حقيقي قائم وكلها للحقيقة ذكريات لا تنسى
أول شئ دخلت على صفحة فجر لتجد آخر منشور من أمه تنشر صورته وهو غائب عن الوعى وتطلب من الناس الدعاء له
ارتجف جسدها وهي تراه بتلك الصورة المحزنة رغم ما فعله بها الا انها لاتنسى الخير الذي قدمه لها ودعمه في أشد اوقاتها احتياج
خرجت من صفحته بحزن لصفحة وسيم وقفت عند صورته قبل أن تفتحها وهي ترتجف من الداخل منذ وقت طويل لم تدخل على حسابه هذا
دخلت تتفحص منشوراته ووقفت عند منشور جمدها كليا بنت تقف لجواره تماما بصورة غير طبيعية ترتدي نظارة شمس كبيرة تغطي عيناها ومعظم وجهها وتلتقط بهاتفها سلفي وحجابها يرتد للخلف قليلا تاركا مساحة لبعض الخصلات في الظهور بحرية
صړخت منفعلة رغم هدوء صوتها ايه ده ياسي وسيم واقف مع واحدة قد ولادك بتتصور وتضحك دا بيضحك بجد ! قالتها متعجبة والڼار تشتعل في قلبها من وقفته وسعادته تلك شعرت فجأة أن الډماء تصعد لاعلى ټضرب رأسها بقوة فتركت الهاتف تضغط ما بين عيناها هاتفه بسباب حاد
ثم رفعت الهاتف من جديد متحدثه بدموع دا أنت عمرك ما ادتني المساحة لحاجة زي دي عمرك ما نشرت

ليا صورة معاك بالسعادة دي يااااه يا وسيم قد كده اتغيرت ولا أنا اللي مكنتش شايفة صح
وضعت الهاتف في غيظ متحدثه ذوقك وحش
ثم رفعته من جديد شاتمه بقوة وهتفت لا مش حلوة أنا احلى منها بكتير
لم تستطع النوم ولا المذاكرة والتركيز في شئ فصورته معها بتلك الحميمية والسعادة جعلتها على صفيح ساخن تتقلى ومن شدة غيظها دخلت على الصورة وعملت ابلاغ ليس فقط وعلى حسابها ايضا وخصوصا أنها حجبة ظهور المنشورات للعامة فما استطاعت الوصول لشئ هام في صفحتها وعند تلك النقطة شعرت بالسعادة والرضى متجهه للفراش بسلام نفسي كبير
يقف لجوارها يترجها كعادته بأن تستبقظ تفتح عيناها من جديد يخبرها بأنه حقق أعظم حلم كانت تتمناه يدعوها لان تراى اطفاله تسعد بهم في الوقت القليل المسموح له بالزيارة
لكن الصمت هو القائم .. البرودة تحاوطه من كل مكان يخرج وعيناه تكتم ضغفها وعجزها عن الجميع
حتى جاءت الساعة الفاصلة
والممرضة تنادي في الطابق بعلو صوتها على الطبيب المناوب وهو يقف متسع العين مشلۏل الحركة .. يكاد قلبه من فرط دقاته أن ينفجر
وعزيزة تبكي بغريزة الانثى تشعر بفطرتها النقية أن القادم شاق للغاية وقد كان وفد يدلف وآخر يتبعه وممنوع عليهم الدخول حتى خرج الطبيب الاكبر سننا ينظر لهم ببرود وهتف شدوا حيلكم
هتف عاصم في تيه وكانت أول كلمة تخرج من فمه بعد تلك الاحداث كيف يعني
أنت انسلن مؤمن .. البقاء لله
نعم البقاء لله وكلنا سنموت .. لكن من تبقى له بعدها هذا ما يفكر به لقد ماټ قلبه معها .. اهتز جسده يكاد يسقط حتى استند على جدار من خلفه متحدثا جصدك ماټت مش كده
لم يجب الطبيب بشيء فهو يعلم مقدار الصدمة لذا انسحب متحدثا في هاتفه يبلغ رحيم بما حدث بناء على طلبه سابقا
كان على مائدة الطعام وحينما سمع الخبر انتفض فجأة حتى ارتد الكرسى من خلفه وسقط محدثا دويا هائل
هتف فارس في خوف خبر ايه يا رحيم!
اغلق الهاتف متحدثا بتردد مرت عمي تعيش أنت
هتفت حنان بشهقه عالية أم عاصم
اومأ رحيم في صمت
سقطت الملعقة من يد شجن وانتفض جسدها بقوة متحدثه بدموع لا اله الا الله الله يرحمك يا عمتي
نهض فارس متحدثا بينا يا رحيم نكون جار ود عمك
اومأ رحيم في صمت
هتفت من خلفهم خدوني معاكم زمان عزيزة وعا لكنها توقفت متراجعه وهتفت محتجاني جارها دلوك
مينفعش قلها فارس وهو يضرب بعصاه الارض قليلا دون أن يلتفت لها
امتثلت لقراره فهي عاهدت نفسها على أن تسمع كلمه في القادم دون أن تخذله
انهوا الاجراءات ..
وساعات قليلة واقيم السرادق الكبير امام الدار
امتلئ البيت بالسواد
عزيزة ولوجوارها الاقارب لكنها تشعر ولاول مرة بأنها عاړية رغم أن همت كانت قاسېة معها لكن بفقدانها شعرت پألم كبير ومازالت تلوم نفسها ربما لو كانت بجوارها لما حدث ذلك لما فقدتها
عاصم بين الرجال ...
جسد فقد روحه وعقله
صامد جامد كما هو دائما
لكن عيناه تحمل من الالم الكثير
انتهت ايام العزاء واخيرا سمح لها فارس بالذهاب لابنه عمها لتطيب خاطرها وسط عائلتها
كانت تواسي عزيزة .. فرغم البعد مازالت قريبة منها
طال الوقت وحين دخوله مجتاز الاقارب للداخل تلاقت عينيهم معا
شعرت شجن بكم الالم الذي يحمل وتناست كل شيء مضى ودت لو تنهض لتضمه لصدرها تخفف المه لكنها تماسكت فالطبع هذا لا يجوز
اختفى البريق القوي في عيناه مما جعلها تتألم ..مر مرور الكرام حتى دخل غرفتها ليجلس على فراشها متنهدا بتعب ايام معدودة لم يراها بها لكنه يشعر بأنها غائبة عنه منذ دهر .. كيف له الصبر على كل هذا
اليوم هو الاربعين
كانت تجهز نفسها للذهاب مع نساء العائلة و.........
36 ج الفصل قبل الأخير
زمهرير إيمان سالم
تركت قلبي لك والدموع تحاوطه
املا في حبك أن يكون باقي
وعندما لمحته عيناك لم تبال به
وذبحته دون لمحة ارتجاف
اليوم هو الاربعين
كانت تجهز نفسها للذهاب مع نساء العائلة لتقديم الواجب كما هو متعارف عليه في الظاهر لكن في قلبها اشتياق لرؤيته لن تنكر ولم يكن السبب الوحيد بل تريد أن تراه بعد تلك الفاجعة فمنذ رأته آخر مرة وقلبها يؤلمها فهي على يقين تام كم كانت تمثل له همت .. زفرت بقوة وهو ترتدي وشاحها الاسود الطويل المتدلي للامام يغطي جزء من وجهها .. لقد عادت لما تركته منذ ان سافرت عادت لكل القيود التي تفرض عليها والآن تراها أكثر من قبل فهي الآن مطلقة ويالعار تلك الكلمة عندهم فهي هم ثقيل لن تنسى نظرات اقاربهم عندما شاهدوها في العزاء رغم انهم المقربين فهي لم تذهب في اول الايام لتلك الاسباب لن تنسي مطلقا نظرات الاستنكار وبعض الاحتقار وهناك من ابتعدوا عنها وكأنها مصاپة بمرض معدي يخشون اصابتهم به
انتهت وكانوا بالاسفل في انتظارها لن تنكر نظرات الاعتراض التي تراها في عين فارس لكنه صمت على مضض امام دفاع رحيم عنها كعادته
اتجهوا للسيارة بالامام الرجال ورحيم يقود وفي الخلف زوجاتهم وشجن متخذ جانبا تنظر من النافذة وتفكر ماذا لو عاد بها الزمن لسن السابعة عشر قبل أن تعرفه..كيف ستكون
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 27 صفحات