الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية جديدة كاملة بقلم الكاتبة سارة مجدي

انت في الصفحة 7 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

ثم قال
مش صاحبى ولازم تقف جمبى
ليصمت رواد لعده دقائق وهو ينظر الى صديقه بتمعن ثم قال
انت عايز ايه منها يا ابن الاكابر انا مش قادر افهم و لا استوعب اللى بيحصل 
كان الدور على أيهم ان يظل صامت لعده دقائق ثم أخذ نفس عميق ووقف على قدميه ينظر الى باب الورشه والى المكان التي كانت تقف فيه منذ قليل وقال
صدقنى مش عارف ... بس كل الى انا عارفه دلوقتى انى محتاج اعرفها محتاج اقرب منها مش عارف ليه اول ما عينى بتشوفها قلبى بيضحك و احس انى محتاج افضل معاها محتاج احس بوجودها جمبى نظره عيونها اللى دايما خاېفه بتخلينى احس اى محتاج امحيها و بدل منها اشوف ضحكه عيونها عامله ازاى 
ابتسم رواد ابتسامه صغيره ثم وقف على قدميه واقترب من صديقه و وقف خلفه وربت على كتفه وقال
شكلك بتحب يا صاحبى ... كل الى بتقوله ده علامات الحب .... لكن متنساش انها دلوقتى بنت منطقتي ومش هقبل اى اذيه او غلط في حقها ... او في حق الأستاذ عبد الحميد
الټفت أيهم ينظر الى رواد بصمت وعيون قاتمه ثم قال
مش هقولك انك عارفنى كويس ولا ان في بينا عشره سنين و لا هقولك ان اخلاقى متسمحليش اعمل كده ... لكن هقولك ان ليا آخت تقريبا في نفس سنها و معنديش استعداد اوجع اختى او اتوجع عليها ... علشان عارف كويس اوووى كما تدين تدان 
ثم غادر من أمامه وعاد الى السيارة الذى تركها قبل ان يخرج ليبحث عن ضى
وظل رواد واقف فى مكانه ينظر الى ظهر صديقه بتمعن ثم قال
معدنك اصيل يا ابن الاكابر ... وانا واثق فيك يا صاحبى
نظر أيهم الى صديقه بابتسامه صغيره ثم عاد الى ما كان يقوم به بتركيز شديد دون ان يشعر بذلك العاشق الذى رقص قلبه بين ضلوعه لمجرد ذكر صغيرته فقط نظر الى السماء يدعوا الله ان يجمعه بها يوما ما رغم يقينه من استحاله الامر بقلمى ساره مجدى 
عادت الى البيت وهى تفكر فيما حدث لقد اشفقت على ذلك الشاب حقا و تألمت بشده من تلك النظرة التي رأتها في عينيه
ولكنها لا تفهم لماذا يفعل رواد به ذلك هي تشعر ان هناك شيء غير مفهوم شيء غير واضح او كشىء ليس في موضعه هناك شىء خاطىء فى كل ذلك الامر
كانت تتناول الغداء وهى سارحه تفكر في كل ما حدث نظرت الى عمها وقالت بتردد
عمى هو انا ممكن أسألك سؤال 
ليهز عبد الحميد راسه بنعم وقال
اكيد اسألى يا بنتى 
انتبهت نودى اليها فقالت هى بهدوء عكس كل ما بداخلها من فضول
هو حضرتك تعرف رواد ده من زمان اصل يعنى اخته قالتلى اننا ممكن نكون صحاب فعلشان بس يعنى لو جمعتنا صدفه اعرف اتصرف معاها
كانت نودى تشعر منذ رجوعها ان بها شئ ما و لكنها لم تتبينه و زاد احساسها الان .... لكنها لن تترك الامر حتى تفهم ما يحدث بالكامل 
أجابها عبد الحميد سريعا
والله يا بنتى احنى مشفناش منهم حاجه وحشه طول عمرهم معانا .... لحد ما سافروا للعاصمة كام سنه كده علشان يدرس هو واخته ... ورجعوا تانى بس الى اعرفه انهم محترمين و اهلهم كانوا ناس كومل الله يرحمهم ... بس كمان المثل بيقول حرص ولا تخونش خلى بالك برضوا و خلى فى حدود فى البدايه لحد ما تطمنى من جواكى 
لم تكن اجابه عمها مريحه وكافيه او كما ارادت هو لم يقل شيء خاص او شيء يوضح شخصيه ذلك الرواد
هي الان ليس بيدها شيء سوا تصديق ما تراه حتى تتضح الأمور لها بقلمى ساره مجدى 
ظل يعمل في الورشه دون ان يشعر بالوقت فالسيارات حياته وحبه الكبير الذى يعرض نفسه الان بسببه لڠضب والده ولكنه لا يستطيع ان يقاوم ذلك العشق و الشغف الذى يتملكه للسيارات من تصليح وتجديد وتحديث وأيضا الأشياء الجديدة الذى يقوم بها في بعض الأحيان وتنجح انه حلم سنوات عمره حاله يعيشها تجعله فى نشوه وسعاده كبيره عقله لا يشغله سوا السيارت وعمل المؤسسه ولكنه اليوم من وقت لآخر تخترق الى زهنه صوره أخرى... صوره لفتاه رقيقه و قصيره وهادئه ليشعر بالاندهاش من ذلك ويسأل نفسه نفس السؤال الذى سأله صديقه رواد
ماذا يريد منها و لماذا اوصل اليها تلك الكذبه ... هل وقع في غرامها ام هو فقط الفضول الذى يجعله يود التقرب منها هي حقا مثيره للاهتمام .... نوع مختلف من الفتايات لم يقابله قبلا .... وايضا احساسه القوى انه التقا بها من قبل يجعله يريد اكتشافها .... نفخ بضيق حين لم يستطع تركيب تلك القطعه الذى كان نزعها من السيارة حتى يرى ما سبب العطل اغلق السيارة ودلف الى الورشه ليخلع عنه ملابس العمل وارتدى بنطال مع قميص باكمام قصيره ثم اغلق الورشه وهو يقرر عدم العودة الى البيت الان هو بحاجه الى التركيز وترتيب افكاره ليعلم جيدا ما هى المرحله القادمه وماذا سيفعل و مؤكد هواء البحر سيساعده فى ذلك ... ابتسم بسخريه فمذ متى يهتم أيهم الهوارى بالجلوس على البحر منذ متى اصبح هواء البحر يساعد على التركيز و ترتيب الافكار ان صديقه معه حق هناك شئ ما اختلف فيه او تبدل ... فقط فى يومين! بقلمى ساره مجدى 
كان يجلس ممد القدمين فوق سريره عقله يدور فى دوائر الحيره هل يظل صامت على ما يقوم به ابنه ام يتدخل و ينهى الامر من الاساس .... لكنه يعلم جيدا ان هذا المشروع هو مصدر رزق رواد و اخته و لا يوجد لهم مدخل رزق اخر ... و هو ابدا لن يضر احد فى مصدر رزقه و بالاساس هو لا يحبذ تلك الفكره 
اقتربت مرڤت منه و جلست بجانبه هى تلاحظ حاله الشرود التى اصبح عليها منذ عاد من العمل و تعلم جيدا انها بسبب أيهم و لكنها ايضا تثق فى زوجها جيدا 
ربتت على يديه بحنان و قالت 
ايه اللى شاغلك يا صفوان 
نظر اليها بحنان و حب فهى حبيبته منذ كانوا صغارا فحبها يساوى سنوات عمره و هو يعلم جيدا انها رقيقه و لا تتحمل القلق و الخۏف و هو لا يريد من الاساس اتعاب عقلها او قلق قلبها فقال بأبتسامه صغيره 
صفقه كبيره .... ادعيلى تتم 
نظرت اليه باندهاش وهى تقول 
كنت فكراك مضايق بسبب أسهموا اننا منعرفش هو فين 
ربت على وجنتها برفق و قال 
انا عارف هو فين .... ابنك فتح ورشه ميكانيكا مع صاحبه رواد فى مدينه .... 
لتشهق مرڤت پصدمه ليبتسم صفوان و هو يقول 
و خلال يومين الورشه سمعت حلو اوووى ... اطمنى عليه لانى انا مطمن مش قلقان 
كانت تشعر بالحيره و الصدمه و لكنها ظلت صامته تنظر الى زوجها باندهاش لم يغفل عنه لكنه تجاهله ببراعه و هو يعتدل نائما و هو يقول 
يلا تعالى فى حتى بقا علشان محتاج انام 
لتنفذ من فورها و هى تبعد عن عقلها اى افكار فالنوم بين ذراعى صفوان هو امانها و لا تضيع الفرصه ابدا بقلمى ساره مجدى 
دلفت الى غرفتها وجلست على السرير بعد ان فتحت النافذه لتخترق جميع حواسها رائحه البحر المنعشة وأمسكت هاتفها واتصلت بوالديها لتطمئن عليهما وتطمئنهم عليها فكم تشتاق اليهم و الى حياتها السابقه قبل الحاډث هذا الهدوء و الحياه السعيده التى كانت تمتلىء بالضحك و السعاده 
وبعد ان انتهت تمددت وهى تخرج من أسفل وسادتها دفترها الصغير وكتبت
اليوم بدايه جديده بدونك .... وانت في عالم اخر غير عالمى وحيده أواجه حياه قاسيه كنت انت راحتها و امانها كنت الملاك الحارس واليوم اقف انا فى مواجه المخاطر وحدى بدونك ... اين انت الان 
ظلت صامته ممسكه بالقلم وهى تفكر فيما حدث اليوم لتجد نفسها تكتب
عيناك بحر عميق لا شاطئ له وانا ڠرقت فيه دون علمى ورغبتى 
انتبهت لنفسها و ما كتبته لتغلقت الدفتر بقليل من العڼف وهى توبخ نفسها قائله
من امتى بكتبى اى حاجه عن اى حد غير سعيد من امتى يا ضى من امتى 
كانت تنوى ان تقطع تلك الصفحه التي كتبت بها تلك الكلمات لتجد انها كتبت الجملتان في صفحه واحده و خلفهم كلمات كثيره كتبتها لسعيد .....
تجمعت الدموع فى عينيها و أغلقت الدفتر من جديد وهى تهمس
سامحنى يا سعيد ... سامحنى
ثم وقفت على قدميها ووضعت حجابها فوق راسها ووقفت امام النافذه تنظر الى البحر ولكن عينيها جحظتا من الصدمه وهى تجده يقف هناك ينظر اليها بقلمى ساره مجدى 
توجه الى طريق البحر و عبر الشارع المليء بالسيارات و الماره رغم تأخر الوقت و هذا من طبيعه تلك المدينه الساحره .... وقف هناك في نفس النقطه التي كانت تقف فيها صباحا متعمدا و كأنه يبحث عن رائحتها و ذكرى وقوفها هنا و نظره عيونها البريئه 
ظل يفكر في كل ما حدث وهو يتذكر نظراتها له ويقارنها بنظراتها اول مره التقاها وكم كانت مزعوره وخائڤة .... اڼهيارها بين يديه
وايضا شعر بالاندهاش من نفسه وهو يتذكر تلك الكذبه الغريبه و التى اشرك صديقه بها ... لماذا يريد ان يوهمها انه فقير وحالته سيئه ما الهدف من ذلك لم يجد اجابه سوى انه خشى ان علمت من هو يتضح انها من هؤلاء الفتيات الذين يتقربون منه فقط من اجل ماله و منصبه واسم عائلته و كم يتمنى ان لا تكون مثلهم
كل ذلك كان يفكر به وهو ينظر الى البحر يتذكر وقفتها صباحا طرف فستانها المتطاير مع الهواء على استحياء .... وجهها الخالى من مساحيق التجميل الصافى الذى يشوبه حمره طفيفه ... رائحه عطرها المميز .... وفى وسط افكاره شعر بالهواء من حوله يتغير ورائحه رائعه تملىء المكان ورغم عنه وجد نفسه يلتفت لينظر الى كل البنايات المتراصة بجوار بعضها و هو يفكر
هي ساكنه في العماره دى بس يا ترى انهى دور ويا ترى شباكها بيبص على البحر ولا لا 
كان ينظر الى كل نافذه مفتوحه حتى وجدها تقف أمامه صحيح هي غير واضحه المعالم ولكن قلبه يخبره انها هي تلك الرائحه التى تداعب حواسه تخبره انها هى رغم انه اذا قال لاحد انه يشتم رائحتها من تلك المسافه سيقول عنه مچنون ابتسم ابتسامه صغيره و ظل ينظر اليها طويلا ثم تحرك وعاد الى بيته وهو يشعر بالسعاده تملىء قلبه وروحه
وكانت هي تشعر بالحيره و الصدمه لماذا يقف هنا ولماذا كان ينظر الى

انت في الصفحة 7 من 18 صفحات