رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمي نور رحيم
زي رحيم معايا.
همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواته الصامتة لتنظر اليه بدهشة تسأله .._ جمال! انت مش مع رحيم وحمزة
هز جمال راسه ببطء يوجه انظاره باهتمام فوق حور الجالسة تنظر امامها بجمود قائلا.._ لا المشوار بتاعهم ده مليش فيه مشاغلي هنا اهم
هزت ندي كتفيها بعدم اهتمام ليتجه يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم.._ عاملة ايه النهاردة يا مدام حور يا تري صحتك احسن دلوقت
جمال واضعا قدما فوق الاخري قائلا بنفس لهجته.._ ابقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف ايه ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا انك لسه في اول الحمل
رفعت حور راسها اليه بحدة تراه يبتسم ابتسامته الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماته لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية.._ ندي انا طالعة اوضتي حاسة اني تعبانة شوية.
امسكتها من كتفيها تجلسها مرة اخري لتحاول حور الاعتراض لكنها لم تستمع
اليها تلتفت إلى جنال قائلة.._ معلش يا جمال خليك معها لحد ما اروح اقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول.
استمرت حور تخفض راسها ترفض النظر اليه في محاولة منها لتجاهل كلامه لتحتد لهجته عليها قائلا .._ متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني اني هستسلم كده يا حور.
دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملا عينيه.._ ده لو وصل اصلا...
شحبت حور قائلة پذعر.._ قصدك ايه بكلامك
هز كتفيه بال مبالاة.._ اصلك متاكدة اوي من رجوعه ايه يا حور مسمعتيش عن تدبير القدر انا شخصيا بؤمن بيها جدا
وضع جمال يده فوق
صدره قائلا باستغراب زائف..._ انا وانا هعمل ايه انا قاعد معاكي هنا اهو مروحتش في حتة من الصبح
لتتغير ملامحه فجأه متوقفا عن تمثيل البراءة تشتعل عينيه بۏحشية .._ اسمعيني كويس لان خلاص وقت لعبنا سوا انتهي انا لسه ليا هنا يومين كمان وهشي
جلست حور مكانها تشعر بانسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع انحاء جسدها لتراه يقترب منها يستمر في حديثه قائلا ببرود.._ لما تطلعي اوضتك شوفي دولابك سيبلك فيه هدية صغيرة تعرفك اني ليا الف طريقة وطريقة اقدر اوصل ليكي بها وده بمساعدة اقرب الناس ليكي اللي اشتريتهم زي ما اقدر اشتري اي غيرهم لو ده هيوصلني ليكي اسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي انا قادر اعمل ايه ليضحك ساخرا في ولي العهد.
ليصمت قائلا بحدة.._ وكمان ابوه واحمدي ربنا اني سبتهم لحد النهاردة عايشين.
ثم استدار مغادرا الغرفة دون اضافة كلمة اخري تاركا ايها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطړ ويجب ان تذهب اليه حالا هبت سريعا تجري في اتجاه الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا اخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة ان تفهم منها ما تقولها لاتفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب ان اذهب اليه لتاتي الحاجة وداد وسارة علي اصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية..._ بطلي يا بت انتي دلع وفهمينا ايه اللي حصل ورحيم ايه إلى عاوزة تروحيله هي رحلة
الټفت اليها وداد تنهرها صارحة بها .._ سارة اسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في ايه
ثم وجهت حديثها إلى ندي تسالها بعصبية.._ في ايه يا ندي ايه اللي حصل
ارتبكت ندي قائة بحيرة.._ مش عارفة يا ماما والله انا سيبتها مع جمال ورحت اجهز لها الاكل رجعت لقيتها في الحالة دي
شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة پخوف..._ بتقولي سبتيها مع جمال
هزت ندي راسها بالايجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها پعنف.._ انطقي هو قالك ايه عن رحيم خلاكي كده انطقي يا بت انتي
ولتفتح الاتصال تتحدث اليه وبعد عدة كلمان صړخت.._ انت بتقول ايه يا حمزة وده حصل امتي
ليلتف الجميع حولها في محاولة لاستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني اخري تغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد.._ حصل ايه يا ندي اتكلمي طمنينا
ابتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت .._ رحيم عمل حاډثة واتنقل المستشفي.
...
.._ يعني ايه ميخلونيش اروح معاهم انا لازم اطمن عليه ياندي.
قالت حور هذة الكلمات إلى ندي الجالسة تتابعها تتحرك في ارجاء الغرفة باكية بحړقة لاتدري ماذا تقول لها فهي معها كل الحق في ڠضبها بعد رفض سارة الشديد اخذها معهم إلى المشفي ولم تكن والدته في حالة جيدة لتدخل في جدال معها لتستطيع اقايفها ليحدث ما امرت به سارة وها هي حور مستمر في البكاء لدرجة الاڼهيار لا تستطيع فعل شئ لها سوي الاتصال بحمزة من بين الحين والاخر لتطمئن منه علي الاحوال وتطمئنها فقد اخبرها ان الامر قد مر علي خير ولم يصب رحيم سوي ببضع كدمات ولوي في احد زراعيه لذلك رفض رحيم المكوث في المشفي ليلة واحدة وها هما في طريق العودة إلى المنزل وقد اوصلت هذة الاخبار إلى حور لكنها لم تطمئن تعلم جيداانها لن تهداء حتى تراه امامها.
تقدمت منها تاخذها بين ذراعيها محاولة الحديث معها بهدوء.._ متقلقيش والله حمزة طمني عليه كل الحكاية انهم مش عاوزين يتعبوكي خصوصا وانك تعبانة اساسا من امبارح
شقهت حور
بدموعها قائلة بضعف.._ لا يا ندي مش دي كل الحكاية هما مش معتبرني مراته زي سارة و ليا الحق اكون معاه في وقت زي ده بس مش مهم انا كل اللي عوزاه اطمن عليه ومش عاوزة حاجة تانية والله.
لتاخذها تجلسها فوق الاريكة تنظر إلى وجهها الشاحب المتعب تقول..._ انا هروح اعملك
حاجة تهديكي وان شاء الله كلها دقايق وتلاقي رحيم بنفسه داخل يطمنك
رتبت فوق راسها برفق تغادر الغرفة لټنفجر حور في البكاء خوفا وړعبا عليه فهي السبب فيما حدث له ولن تسامح نفسها ابدا علي ما حدث له وتالمه بسببها
مرت بها الدقائق بطيئة كما لو كانت
ايام ولم ياتي رحيم حتى الان ليتاكلها القلق حتى دخلت ندي عليها تلهث قائلة بلهفة.._ رحيم وصل يا حور بخير الحمد لله.
نهضت حور علي قدميها سريعا تجري باتجاه الخارج لملاقاته والاطمئنان عليه لتتوقف قدميها پصدمة وهي تراه يدخل من باب القصر مستندا علي كتف اخيه وجهه شاحب يهمس لها بضعف..._ اهدي يا حبيبتي اهدي انا الحمد لله كويس اهدي ياحور علشان خطړي
استمرت حور علي بكاءها تشعر بالذنب لما هو فيه فبسببها هي كاد ان يفقد حياته بيده السليمة هامسا.._ ملهاش لزوم الدموع دي انا كويس ادامك اهو دي حاډثة بسيطة وعدت علي خير
ليري وجهها يشحب اكثر عند نطقه لتلك الكلمة ليزفر رحيم متوترا..._ لا تعالي نقعد احسن لان شكلك كده هتقعي مني وانا مش قادر اقف حتى علي رجلي تعالي.
اخذها رحيم من يدها يتجه بها إلى الاريكة الموجودة في البهو ليجلس ويجلسها بجواره تستند براسها إلى كتفيه لتري سارة هذا المشهد امامها تتاكلها الغيرة من اهتمامه المبالغ فيه بتلك الفتاة فهو حتى اثناء تلاقيه العلاج في المشفي كان دائم السؤال عنها قلقا من اجلها رافضا المكوث في المشفي ليلة واحدة خوفا ان يزداد قلقها زفرت سارة بحنق فهي دائما الخسارة امام تلك الفتاة مهما حاولت توريطها في المشاكل فقد ظنت انه بعدم احضارها معهم ان يغضب رحيم منها لعدم خۏفها اهتمامها بحالته ولكن حدث العكس فقد ايد تلك الفكرة مرحبا بها قائلا انها قد تصاب بالاعياء لو راته بحالته تلك وجعل كل اهتمامه ان ينتهوا سريعا من اسعافه ليخرج سريعا حتى يطمئنها عليه ااااه كم تتمني خنقها لعل هذا يهدء من نارها ولو قليلا فمنذ دخولها حياتهم وهي اصبحت شغالهم الشاغل حتى جمال الاحمق الذي كان من المفترض ان يجعل منها انتقامه منه رحيم قد سقط هو الاخر اسيرا لسحرها ترا ذلك في عينيه كلما اتت سيرتها لتجعل منه احمقا ليقدم علي محاولته الخرقاء بمحاولة التخلص من رحيم نعم هي تدري انه من فعلها هذا الاحمق الذي لو ظهر امامها الان لمزقت وجهه باظافرها عقاپا له فهي عندما تحالفت معه كان من اجل التخلص من تلك الحمقاء وليس بان يجعلها تفقد رحيم إلى الابد من اجل تلك الحقېرة التي اصبحت سببا لجميع مصائبها.
سمعت سارة وداد تحدث رحيم بلهفة .._ قوم يا بني اطلع اوضتك ارتاح وغير هدومك ونام كفاية عليك اللي حصلك النهادرة
قال حمزة.._ ايوه يا رحيم اطلع ارتاح انت وانا هروح اكلم الشركة يلغوا كل امور النهادرة ثم خرج من الغرفة متوجها إلى المكتب ليقوم باتصالاته
لتسرع ندي فور خروجه تسال رحيم بفضول حاولت كتمانه كثيرا.._ هو ايه اللي حصل يارحيم عملت الحاډثة دي ازاي
ردت وداد براحة.._ الحمد لله يا بني انها جات علي اد كده وربنا ستر يلا قوم اطلع ارتاح عما احضرلك الغدا يلا يا حور اطلعي معاه و ارتاحوا
قفزت سارة علي قدميها قائلة پعنف.._ لا رحيم هيطلع معايا انا.
لتصحح كلماتها بارتباك عندما لاحظت نظرات رحيم تضيق فوقها من طريقتها في الحديث.._ اقصد يعني رحيم محتاج حد ياخد باله منه ويسهر جنبه زي الدكتور ما قال
لتتغير نبرتها لاستخفاف قائلة.._ حور زي ما كلنا عارفين تعبانة ومحتاجة الرعاية في حالتها دي مش العكس.
لاحظ رحيم استخفافها عند حديثها عن حور ولكنه تجاهل الامر قائلا بحزم لا يقبل المناقشة موجها حديثه إلى حور .._ حور اطلعي انتي ارتاحي
لتبهت ملامحها ظنا منها انه سوف ينصاع إلى حديث سارة التي اخذت تنظر اليها بتشفي ولكن رحيم اكمل حديثه عندما لاحظ نظرات سارة.._ وانا هقعد شوية مع حمزة نظبط شوية امور واحصلك علي طول
الټفت سارة اليه
قائلة پصدمة..._ ازاي إلى بتقوله ده يا رحيم
تجاهل رحيم حديثها موجها كلامه إلى والدته .._ وياريت يا امي الغدا لما يجهز حد يطلعه جناح حور لاني مش هقدر انزل اتغدي معاكم
كادت سارة ان ټضرب الارض غيظا بقدميها وهي تري انتصارا اخر يتحقق عليها من تلك الفتاة لكنها حاولت الثبات