رواية كاملة الفصول اياد وسلطانة
ساكتين
اختفت ابتسامته وزم شفتيه باستياء وانتى مين قلك انى ساكت هو انتى ماتعرفيش
ضيقت عينيها بخبث يماثل خبثه لاقيته
التوت زاوية شفتاه بشبه ابتسامة قاسېة ثم عاد إلى جلسته الأولى من جديد وصمت
حتى قالت بنفاذ صبر رد عليا يا عمر لاقيته
قال بثقة ايوا
قالت بلهفة طب هو فين
رد عليها وقد اختفت ابتسامته من اسالتها المتكررة فى مكانه
رد بثقة وهو على نفس وضعيته مش هيلاقيه أنا عارف أنا بعمل ايه
قالت متسائلة وهتعمل ايه
عادت ابتسامته مرة أخرى وقال ايه دى بقى سيبيها عليا
صمتت ثم ابتسمت ثم قالت هاسبها عليك لما نشوف
.............................................................................................................
رد خميس باسف للأسف لا مش موجود فى السوق
انحنى كتفيها بانهزام وهى تقول ياربى هعمل ايه دلوقتى امى تعبانة
فقال خميس مش عارف اقولك ايه أنا دورت عليه كتير ووصات ناس قرايبى فى القاهرة يسألوا عليه ملقهوش
شردت عينيها كثيرا وانحدرت بعيدا فى مواجهة أمجد ولكن تبدو أنها لم تراه حتى انتبهت وقالت طب خلاص يا خميس متشكرة ليك تعبتك معايا
همست بهدوء يارب
ثم استدارات راحلة وذهبت إلى محلها من جديد تحت أنظار أمجد وقلبه يلتاع على مظهرها الحزين رغم غضبه لكنه تأثر جدآ بمنظرها المنكسر وعينيها الشاردتين بحزن حتى انتبه وخرج من سيارته مسرعا ينادى على خميس قبل أن يبتعد فتوقف خميس واستدار له باستغراب من هيبته وهو يشير إلى نفسه قائلا حضرتك بتنادينى أنا
خميس ببلاهة ايوا
فقال امجد باهتمام طب أسمعنى كويس
خميس معاك يا باشا بس لا مؤاغزة يعنى مين حضرتك
امجد بنفاذ صبر أنا امجد العمرى
خميس امجد العمرى بتاع ....
امجد بتافف ايوا هو ياريت بقى تسمعنى ممكن
خميس حاضر يا باشا
أمجد بهدوء الدوا اللى سلطانة عاوزاه منك اسمه ايه
امجد انت يا بنى ادم ما تركز معايا كده سلطانة عايزة منك دوا اسمه ايه ولمين
خميس بأدراك متأخر ااااه عاوزاه لأمها واسمه .......
امجد وهو يضع يده فى جيبه ليخرج هاتفه ثانية واحدة
ثم نظر له وقال قول تانى
فأملاه خميس اسم الدواء مرة أخرى ودونه أمجد على هاتفه ثم اغلقه وأخرج من جيبه مبلغ من المال وهو يقدمه لخميس قائلا مش محتاج اوصيك سلطانة ماتعرفش حاجة وانا هتواصل معاك لحد ما اجبلك الدوا وانت توصلهولها
نظر له خميس وإلى المال ثم قال مش محتاج يا باشا أنا مش عايز حاجة مادام هتساعدها لوجه الله بس معلش انت تعرف سلطانة منين
امجد بتحذير ما تسألش فى اللى مالكش فيه وإعتبر المبلغ ده حق مساعدتك ليا وتوصيلك للدوا
ثم أمسك يده ووضع بها المال ثم استدار ورحل تاركا خميس فى دهشة وحيرة من أمره
...........................................................................
اما اياد فظل هذا اليوم داخل منزله غارقا فى ذكرياته مع والده يحيط الحزن عيناه ويبعث فى قلبه الاستياء ويشعر بالڠضب الشديد كلما تذكر ليلة أمس من أفعال ذلك الوغد المسمى سعيد لا أسعد الله أيامه .......... يتذكر كيف رباه والده وانشائه نشأة طيبة على الأخلاق منذ أن كان طفلا لا يتعدى السابعة من عمره فنعم هذا ليس والد اياد بل والده بالتبني
أخذه من الملجأ الذى كان به بعد أن وصل إليه كيف لا
يعلم شئ سوى أنه فى يوم كهذا كان يجلس جلسته تلك محاطا بذكريات مماثلة لتلك التى تحيا بين ثنايا قلبه وعقله الآن لثانى مرة يخسر بها والده ولكن الأولى كانت مختلفة قليلا عن الآن فقد أباه وأمه دفعة واحدة جعلته طفلا صغيرا مرتبكا حائرا خائڤا بشدة لا يعلم معنى الفقد أو المۏت كان يسمع عنه لكن كانت تلك المرة الأولى الذى يعايشه ويصيبه فى مقټل هذا كل ما يتذكره عندما كان جالسا على فراش والديه عيناه متجمدتان ثم ما لبث أن راح فى ثبات عميق لم يفيق منه إلا وقد وجد نفسه بين أناس لا يعرفهم ولا يدرك تلك الوجوه الجمته الصدمة وعقدت لسانه فلم يستطع التحدث لمدة عام عام قضاه فى مكان لا يعرفه بين أناس لا يدركهم ولم يدرك سوى أنه فى دار للأيتام حتى اخذه ذلك الرجل الطيب إبراهيم رباه وعلمه وانشأه حتى جعل منه اياد الآن صحيح كان