السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


وتصر على موقفها حتى ولو لقليل قبل أن تخضع ففي النهاية هي تعلم جيدا أنها بلا مأوى!
نصف ساعة وخرجت من الغرفة وقد اتخذ هو الاريكة مجلسا له يفكر في القادم بينهما...
قطعت تفكيره وهي تضع الحقيبة مرة أخرى ڼصب عيناه ليزفر پاختناق وهو يردد بسأم 
_ استغفر الله العظيم انت طلعتي تاني! ده انا قولت عقلتي لما دخلت الاوضة وهديتي وفكرتي فيها صح.
نظرت له بثبات وهي تجيبه بأعين مثبته عليه بقوة 
_ مانا عقلت وفكرت فيها صح فعلا.
رفع حاجبه ساخرا يسألها 
_ ده ازاي بقى اومال ايه الشنطة دي
_ لا دي مش شنطتي دي شنطتك أنت.

نهض واقفا بعدم استيعاب لجملتها وهو يقول 
_ مين قالك اني ناوي اسيب بيتي!
احتدت نبرتها وهي تخبره 
_ لا مهو مش بمزاجك.. أنت مش كده كده هيبقالك بيت تاني وهتقعد فيه اكيد ويوم ما مزاجك يجيبك هتيجي هنا... فانا بوفر عليك الپهدلة وبقولك احنا مستغنيين عن وجودك خليك هناك معاها ووقت ما تحب تيجي تشوف ولادك البيت مفتوح.. بس تشوفهم وتمشي متعملش حسابك تبات وورقة طلاقي توصلي وياريت يكون عندك كرامة وتقبل بالوضع ده.
انفعل عليها من صډمته فيما تقوله فلم يتوقع ان تضعه في ذلك الموضع وما زاد من انفعاله هو جملتها الأخيرة فهدر بها 
_ يكون عندي كرامة! لا أنا عندي كرامة اوي كمان متفكريش اني همسك في ديلك واقولك مش مطلقك لو ده اختيارك يبقى أنت الي اختارتي بس كوني عارفة إني مكنتش مخطط اني اطلقك ولا اسيب بيتي وولادي واعتقد ان في كتير زيي بيتجوزوا وبيوازنوا بين البيتين وفي ناس عندهم ٣ بيوت وعادي لكن مادام ده اختيارك فأنا مش هراجعك فيه.. بس افتكري كمان اني مظلمتكيش.. بس ياترى مين قالك اني هسيب شقتي وامشي!
انسدلت دموعها التي حاولت كثيرا كبحها واختنقت بتلك الغصه التي انتابت حلقها 
_ مظلمتنيش! اه فعلا والناس الي بتتكلم عنهم دول كدابين كلهم محدش يقدر يعدل بين بيتين محدش يقدر يوازن بينهم انتوا بس بتريحوا ضميركوا..
وهتسيب الشقة وتمشي عشان انا حاضنه وعشان مش هترضى لولادك الپهدلة لو طلعت من هنا بيهم ويكون في علمك هتبقى على مۏتي لو طلعت من هنا من غيرهم.
حرك رأسه بيأس من الموقف وتنهد تنهيدة عميقة قبل أن يقرر فعل الأصلح.. ويبدو أن الأصلح هو ما طلبته..
وها هو يبرر لولديه غيابه عن المنزل يأتي ليراهم يوميا تقريبا لكنه بالأخير يذهب! اربعة اشهر مروا على هذا الحال حتى بات تذمر الصغار يظهر. 
_ بابي انت ليه مبقتش تنام معانا هنا
كان هذا السؤال الذي خرج من فاه طفله ساجد ليجيبه بحنان وهو يعبث في شعره 
_ معلش يا حبيبي انا بس شغلي كتير وبضطر ابات في الشغل وباجي كل يوم اهو اشوفكم.
_ ازيك يا معاذ اخبارك ايه
رفع رأسه حين استمع لصوتها ليبتسم لها بهدوء وهو يجيبها 
_ بخير عامله ايه يا زينة
جلست بكل ثقة أمامه وهي تجيبه بزهو 
_ تمام جدا أنا حتى كنت لسه هعزمك على افتتاح الأتيلية بتاعي الاسبوع الجاي يوم الخميس اوعى متجيش.
ابتسم بالكاد وهو يرى أنها تخطته! بل وبدأت تخطط لحياتها ومستقبلها كأن غيابه لا يعنيها! لن ينكر انه شعر بالغيظ حيال الأمر فقد كان يمني ذاته بعودتها له بعد شهر على الأكثر ويجزم أنها لن تستطيع العيش بدونه وللعجب انها خالفت توقعاته!
_ بجد مبروك مبسوط انك حققتي حاجه لنفسك بس من امتى
 

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات