قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة مروة جمال
وبعد أطفأوا الشمعة الواحدة المعبرة عن مرور أول عام بعمر الصغير وبعد تناول الطعام طلبت نيرمين من حمزة بصوت عال أن يبدأ بالغناء أمسك حمزة بجيتارة وإلتف الجميع حوله شعرت إيناس أنها بعالم مختلف علاقات مجتمعية مترابطة ربما لم تتأثر بعد بصخيب الزحام وضوضاء المدينة صوت هادئ لا يصاحبه سوى موسيقى الجيتار خاصته ربما بعيدا كل البعد عن ثقافة إمتزاج الأصوات التي أصبح يعاني منها المجتمع ككل فأصبحنا لا نفسر أغلب ما نستمع إليه وأجمل ما إلتقطته أذناها تلك الكلمات التي يغنيها حمزة شعرت أنها تخترقها بل تقرأها بل ربما تقرأ الجميع
انا زحمة و ربكة و شغل جنان
نص بيضحك و التاني زعلان
انا شيخ فلتان
طيب شرير
و جريء و جبان
أوقات مشرق و أوقات بهتان
و ساعات سلم و ساعات تعبان
مفتري جدا
و كمان غلبان
شبابيك وببان
توهة عنوان
انا من الاخر عفريت لابس بدلة إنسان
مازالت الكلمات بأذنها وكأنها تصف حالها حال رقية التي أصابتها حالة من الشرود بعد إنتهاء الحفل وكأن الدقائق القليلة التي تقضيها مع عمر توقظ داخلها مشاعر الامومة الفطرة التي تولد بها كل إمرأة وربما تصف حاله هو أيضا كان خالد يقف مع السائق لحظة خروجهم من البناية رمقها بنظرته الحادة كعادته وكعادته أيضا أصدر الأوامر للجميع فأمر السائق بالعودة وحيدا بالسيارة وأخبرهم أنه سيوصلهم بسيارته في طريق العودة
أجابها دون إكتراث وهو يغير وضعية مرآة السيارة إنتي عارفة مليش في جو الحفلات والتجمعات ده أنا كان عندي سهرة مع بتوع الحسابات
جلست إيناس في المقعد الخلفي وعادت رقية لشرودها
كان خالد يتابعها بعيناه عدل مرآته ليراها جيدابل أطال النظر نحوها على أمل أن تلتقي نظراتهما عبر المرآة لا يعلم ماذا يصيبه أمام ملامحها الهادئة أهدابها الطويلة تطلق العنان لخياله كما إنطلقت نسمات الهوء الباردة فعبثت بخصلات شعرها النائم فأيقظته من سباته ولكن لم توقظها هي من شرودها كانت تبدو وكانها في عالم آخر أغمضت عيناها وأشعلت النسمات الباردة ذكرى مدفونة داخل عقلها كانت تستمع بتلك النسمات ليلا في شرفتها عندما كان شريف يحضر لها المثلجات بنكهتها المفضلة
الفصل الرابع عشر
كانت إيناس في البداية تخشى الإقتراب من الخيل بل وتتجنب التعامل المباشر معهم ولكن مع مرور الأيام إكتسبت شجاعتها المفقودة بدأت تستكشف تلك الكائنات الجميلة عن قرب والبداية كانت مع سهيلة تلك الفرسة الناعمة كالثلج وكأن إسمها من صفتها فكان لها لونا ثلجيا مميزافجسدها يبدو كمزيج سحري من اللبن والفضة مزيج رائع يسلب اللب ويأسر الكيان في لحظات خاصة عندما تلمح خصلاتها المنسدلة التي تبدو كخيوط رقيقة من الألماس كانت سهيلة فرسة هادئة الطبع مما شجع إيناس على الإقتراب منها والتعامل السلس معها فكانت نقطة البداية مع سهيلة وأول إبرة علاج أعطتها إيناس للخيل بيديها كانت لسهيلة أول من إلتهم قطع السكر من يديها كانت سهيلة
كانت بالغرفة تتحسس خصلاتها الماسية بيديها وتقدم لها بعضا من السكر وكأنها تشيد جسرا من التآلف الحلو المذاق بينهما لحظات ثمينة قطعها صوت صهيل قوي بل خائڤ خرجت من الغرفة مسرعة وعندها وجدت أحد العمال يحاول سحب رعد بقوة خارج الإسطبل
نعم فثورة رعد نابعة من خوف حقيقيخوف من الظلام الحالك المحيط به خوف من المجهول الذي يتقدم نحوه رغما عنه
نظرت إيناس للسائس پغضب وقالت إيه في إيه
السائس معصلج يا دكتورة مش راضي يطلع وإحنا المفروض كل يوم نطلعه نمشيه
إيناس طيب إشمعنه النهارده
السائس لا هو كده أوقات يطلع معانا وأوقات يرفض ونضطر نطلعه بالقوة
شعرت إيناس بالأسى من أجل الفرس المسكين فالسائس يصر على إخراجه والفرس متشبث بالأرض وكأنه طفل يخشى التعثر إقتربت إيناس من السائس وفي حركة غير متوقعة سحبت منه السير المتصل باللجام لفت الحزام بثقة حول يديها وتابعت هو إنت أول مرة تتعامل معاه ولا إيه مش بالعڼف ده بالراحة
السائس بجدال يا دكتورة زيه زي بقية الخيل محتاج شدة
إيناس وقد شعرت بعدم جدوى النقاش معه فين دسوقي
السائس دسوقي خالد بيه بعته مشوار وعلشان كده خلاني أنا اللي أطلع رعد
إيناس اممممممم طيب روح إنت شوف شغلك وسيبلي رعد
السائس بدهشة حاضر يا دكتورة
تركها السائس وحيدة بالإسطبل مع الحصان كانت تشعر أن دقات قلبها كطبول الحړب ماذا تفعل الآن مع