الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة مروة جمال

انت في الصفحة 33 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز


جاءت من أجل التفكير ولم تفعل شئ منذ وصلت سوى الهروب منه وكأنها تتمنى العودة لمنزلها معه وتجاهل كل ما يحدث حولها من جديد ولكن هل حقا ستستطيع أم ستظل في منتصف الطريق تخشى العودة وترهب الإستمرار 
إبتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية حقا إفتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية كانت تجلس بالعيادة تنهي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصة مع إنشغال خالد بإتمام التزاوج الثمين وإنتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة !!!! تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصة إذا كان رجل كانت تتمعن في الصورة أمامها ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها إنتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته فبادرت بوضع الصور سريعا في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضا الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغما عنها جلس على المقعد أمامها دون إكتراث قائلا صباح الخير

إيناس صباح النور
خالد أخبار الشغل ايه تمام
إيناس تمام
خالد كويس فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة
إيناس أيوه
خالد إكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقه
إيناس حاضر حجهزها وأبعتها لحضرتك
خالد لأ إكتبيها دلوقتي علشان فورا حابعته تاني
إيناس دلوقتي حالا
خالد أيوه يا دكتورة ولا نسيتي وحترجعي تدوري في الكتب
قامت وقد قالت له في ضيق لأ منسيتش ثواني
أخرجت كتابا صغيرا وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم !!!! وكأن أقلام الكون إختفت بتلك اللحظة كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصة مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها قالت وهي تواصل البحث دون ان تنظر نحوه معلش بدور على القلم مشكلة دايما تضيع مني الأقلام 
إبتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى فاللوحة المتجسدة أمامه بإرتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها ناولها القلم وهو يبتسم بثقة إتفضلي أنا معايا قلم
إيناس متشكرة
شرعت تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق أخذها دون أن تنتبه له كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث وجه بشوش ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة يبدو كرجل مسالم هادئ 
إنتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول خلاص إتفضل
خالد تمام إبتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلا دي وقعت منك
بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة سحبتها سريعا من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت أيوه
نظر بسخرية وتابع دي صورة أخوكي
صمتت قليلا من أنت لتسألني عن صاحب الصورة فهذا ليس بحق لك 
نظرت نحوه پحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعيناها وقالت لأ دي صورة جوزي 
زوجي نعم كانت تلك هي كلمتها لم تقل زوجي الراحل ولم تقل المرحوم كما إعتادت والدته بل قالت زوجي وكأنه ما زال زوجها وكأنه لم يرحل قابع بعالمها يأبى أن يتحرك ما هذا هل يشعر بالغيرة من الرجل ربما فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له بإخلاصها وبراءتها حتى بعد أن ېموت !!!!!!!
كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه وليس من حق أي رجل طرقات الباب تدق من جديد تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى وولكن تلك المرة لم يكن هو كان حمزة بإبتسامته المعتادة وكأنها جاء في أكثر الأوقات خطئا بالعالم رحبت به بفتور لم يثنيه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل 
حمزة صباح الخير
إيناس صباح النور إزيك يا بشمهندس
حمزة تمام إنتي إيه أخبارك
إيناس الحمد لله
حمزة أبلة روكا لسه مارجعتش
إيناس لسه
حمزة كئيب المكان من غيرها صح
إيناس اه فعلا
حمزة أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة أصله ما يقدرش يستغنى عنها
إيناس ربنا يخليهم لبعض
حمزة طيب أنا مش حعطلك أنا بس كنت محتاج منك خدمة
إيناس إتفضل
حمزة إنتي بتعرفي تدي حقن
إيناس اه بعرف
حمزة لبنى آدم مش حصان
إيناس أيوه بعرف كنت بديهم عندي في البيت
حمزة حقن عرق
إيناس أيوه
قام من على كرسيه على الفور وهو يقول كويس جدا ثم أخرج حقنه معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع ممكن بقه تديني الحقنه دي
إيناس بتلعثم دي حقنة إيه
حمزة إتخضيتي كده ليه هو شكلي مدمن وعلى علشان ببان مبسوط
إيناس لا أنا آسفة مش قصدي
حمزة أصل أنا رحت للدكتور وقالي عندك فيروس
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 92 صفحات