الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

البارت_الاول
بينما هي جالسه تحفظ وردها اليومي المقرر عليها في الجامعة في العيادة التي تعمل بها
دخلتا عليها امرأتين إحداهما في العقد الخامس من عمرها والأخري في العقد الثاني
فأغلقت مصحفها ورفعت أعينها وقالت بوجه بشوش
_ أهلا بيكم اتفضلوا
وتابعت بعملية
_كشف ولا استشارة 
أجابت السيدة الكبري
_كشف إن شاء الله .

سألتها عن الإسم وأعطتها إياه
سجلت الإسم في مدونة الكشوفات وقالت بمهنية 
_ تمام يامدام هنا دورك الثالث والدكتور قدامه ساعة ويجي وللأسف الحجز بالتواجد إنتي عارفة إحنا في قرية والناس مش بترحم حد .
ردت حماتها وقالت بطيبة
_عادي إحنا هنقعد نستني الدكتور ورانا إيه يعني 
واسترسلت متسائلة بإبتسامة
_ اسمك إيه بقي ياقمر 
ردت الممرضة بإبتسامة
_ إسمي مهرة ياحاجة .
سألتها باستكشاف
_بنت مين يامهرة 
قلبي ارتاح لك أول ماشفتك ياعسل .
أجابتها مهرة بإبتسامة خفيفة
_بنت محمد الشريف .
ابتسمت لها السيدة إبتسامة تنم عن معرفتها بأبيها قائلة
_أها عارفةباباكي وعمك كمان يبقي اسمه وليد مراته أم محمد كانت صاحبتي جدآ 
هيا عامله إيه بقالي كتيييييير مشفتهاش 
أجابتها مهرة بود قائلة
_ كويسة الحمدلله هبقى أوصل لها سلامك ياحاجة.
سألتها باستكشاف آخر
_إنتي بتشتغلي هنا بقالك كتير
مهرة لأ بقالي شهرين بس بسلي نفسي وكليتي مش بروحها كتير
ثم وجهت حديثها إلي زوجة ابنها قائلة
_وأنتي ياقمر جاية تعبانة من إيه شكلك عروسة جديدة ومش بقالك كتير .
ردت هنا وقالت
_ آه متجوزه بقالي شهر وبطني تاعباني فجيت أكشف.
ردت حماتها وقالت بصدق
_علشان نشوف القمر أم وش بشوش دي .
قالت مهرة بخجل
تسلمي لي يا حاجة ده إنتي إللي قمر والله وتبادلا أطراف الحديث ومر الوقت 
ثم قالت السيدة بتأكيد
_ والله لاأجوزك إبني ده إنتي ډخلتي قلبي من أول ماشفتك وحبيتك يامهرة ياقمر إنتي.
قلب وجه مهرة ألوان الطيف ولم ترد واستغربت حديثها وتلك الجملة التي رددتها كثيرا 
وفجأة بالهاتف المحمول الخاص بالعيادة يرن استجابت علي الفور وردت بمهنية شديدة
_ أيوه يادكتور حضرتك مش جاي النهاردة 
رد عليها قائلا
_أيوه يامهرة عندي حالة ولادة اعتذري للناس واللي حاجز النهاردة يجي بكرة
أجابته بطاعة قائلة
_ تمام يادكتور 
ثم وجهت بصرها إلي الجالسين جميعهم قائلة بأسف وأدب
_بعتذرلكم جدآ ياجماعة الدكتور مش جاي عنده حالة ولادة متعسرة ألغي الحجز ولا هتيجو بكرة إن شاء الله
ردوا جميعهم
لا جايين بكره إن شاء الله .
في اليوم التالي جاءت هنا وحماتها وأخو زوجها معهم 
استغربت مهرة من مجيئه ولم ترفع أعينها عليه ولا حتي لمحته وتبادلت الحديث معهم بشأن الكشف
ثم أمسكت مصحفها وجلست في جانب وبدأت تحفظ وردها ولكن في حرج شديد لفهمها مغزي مجئ ابنها معها .
أما هو منذ دلوفه إلي تلك العيادة 
لم يرفع اعينه من عليها ولو ثانية تفحصها جيدا بصمت تام ووقف قبالتها مايقارب الساعة وأمه كل حين تتبادل معها الحديث لتلفت انتباهها له 
ولكن هيهات لم ترفع عينها عليه ولو برمشة عين فهي عندها غض البصر شئ لاتحيد عنه أبدا 
حتي ولو كان رئيس الجمهورية بذاته هو الواقف أمامها! 
فتلك هي مهرة الأدب والحياء والخجل مبدأ حياتها ولا تحيد عنهم أبدا .
_______________________
جالسة في غرفتها تمسك هاتفها تفعل مايحلو بها وغافلة عن مذاكرتها طالما تتبع هوي النفس قائلة
_ إنت إللي وحشتني أكتر ومتتصورش وأنت معدي من قدام بيتنا ببقي طايرة من الفرحة
وأكملت بحزن شديد
_ بس لما تبقي مراتك ماشية جمبك ببقي متضايقة ومخڼوقة علي الاخر امتي بقي تاخد الخطوة وتفكر تتقدم لي 
رد عليها علي بخبث فهي عادته متتصوريش أنا بفكر في اليوم ده وبرتب له إزاي بس إنتي لازم تراعي ظروفي علشان الخطوة دي صعبة جدا ولازم أرتب لها كويس جدا إنتي عارفة إني متجوز وعندي ولدين وأخذ يبلف عقلها يمينا ويسارا
تارة بالكلام المعسول وتارة أخري باللف والدوران نعم فهي عادته عند إيقاع صيد جديد من صيداته ولننظر إليه تقشعر الأبدان من ذاك الخبيث فهو إماما وخطيبا !
نعم هو كذالك بمثابة رجل البر والتقوى شكلا وليس مضمونا فهو يخدع الفتيات ويصور لهم أنه التعيس في حياته الذي يعيش مع زوجة كئيبة وفيها طابع النكد المستمر لكي يجذب شعورهم بأنه مظلوم 
وإحقاقا للحق فهو يعيش مع ملاك جمال وعلم واخلاق عالية ولكن فراغة العين ودناوة الطبع جعلو منه إنسانا غير سوي يوقع البنات في شباكه بكل سهولة ويسر 
في عيادة النساء ظل ذالك الواقف متسمرا يراقب تلك الملاك التي لم ترفع شلالات العسل نعم فعيونها شلالات من العسل المسكر إذا نظرت إليهم تتوه وټغرق في بحورها صاحبة الوجه المنير والجمال الطبيعي الرباني 
مايهلك ولكنها تخفيه وراء الملابس الفضفاضة الواسعة ولكنها منمقة وعصرية جدآ في ملابسها
طالت نظرته وعقله يفكر كيف يصل إلي هذه 
_انظري إلي فلقد اخترق السهم ونفذ
أريني البراءة المفقودة في وجوه
الإناث ولم تعد موجودة إلا قليلا
ماذا لو نورتي دنياي واحلامي
فبات أقصي أملي وآمالي وسلامي
فبنظرة من عيني لعينك امتلكتي فؤادي وحطمتي أسواري وبنيتي عشقك بخلاياي
كل هذا حدث من نظرته ومتابعته لها في كيفية معاملتها مع الموجودين مراقبا لردات فعلها بعيون صقر تريد استكشاف المزيد والمزيد عن تلك الخجولة التي اخترقت أسهمها القلب بلا رحمة لحاله 
جاء الدكتور وتوالي الكشف ونادت مهرة علي هنا بعملية
_ اتفضلي ياهنا دورك دلفت هنا مع حماتها إلي غرفة الكشف وأغلقت مهرة الباب ثم عادت إلى مكتبها وممسكة هاتفها تقلب به بإرتباك شديد لعلمها بالواقف أمامها ولم يحيد ببصره عنها 
نعم هي تعلم أنه لم ينزل بصره من عليها فهي ذكية جدا ولماحة جدا ولكنها لم ترفع بصرها إليه وظل الواقف يرتب كيف العبور الى المني والمنال
أدت هنا الكشف وخرجت ثم قامت مهرة تتابع خروجها من غرفة الكشف وتتابع عملها وإذا بها تغلق باب غرفة الكشف أدارت وجهها وجدته يقف في ظهرها مع حفظ المسافة 
تلاقت العيون وخفق فؤاد كلاهما واحمر وجهها بشدة وأخفضت بصرها سريعا من ذلك المتصنم بها ولا يحيد ببصره قائلا 
_________________________
في اليوم التالي قامت نور بالإتصال علي من تسميه حبيب عمرها فهي كالمغيبة تماما عن الخطأ الذي تلقي نفسها به حالها كحال فتيات كثيرة ومراهقات حالمات بالرومانسية والزواج بطريقة الأفلام والمسلسلات التي لغت عقولهم عن الحلال والحرام الصح والخطأ عن إتخاذ الخطوات الشرعية الصحيحة لتلك الخطوة وذالك المصير الذي تبني عليه حياتهم متعجلين علي الدلوف لعالم في خيالهم شئ والواقع شئ آخر ولكن انتبهي ياكل فتاة من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه 
ردت نور علي هاتفها قائلة
_ ازيك ياحبي عامل إيه ياقلبي 
رد عليها علي قائلا بحرفية صياد ماهر يعرف كيف يوقع شباكه بمهارة عالية
قلبي اللي واحشاني ومجناني ومطيرة النوم من عيوني بشقاوتها وحلاوتها إللي جابتني علي ملا بوزي ودخلت القلب وربعت وقفلت عليه .
ردت عليه نور ببلاهة وتيهة 
بجد ياعلي للدرجة دي بتحبني ومش قادر على بعدي عنك وكلامك ده بجد .
رد عليها قائلا وهو يبتسم ابتسامة سخرية من تلك البلهاء
طبعا ياقلبي كده تششكي في حبي ليكي ووقوعي في غرامك وسحر عيونك لأ كده أزعل منك وأخاصمك يانوري .
ردت عليه بحزم قائلة
_امال هتيجي تتقدم لي امته
رد عليها بمماطلة وكذب
قريب جدا جدا ياقمر هخطفك من الدنيا بحالها وأجيبك لقلبي يابنت قلبي وهقفل عليكي بمفتاح الهنا والسعادة بس اصبري عليا شوية هظبط أموري وهبلغك بالخطوة دي عاجلا ياحبيبي .
ردت عليه نور بحلم 
_تمام ياعلي هصبر عليك بس إنت عارف إني قربت اخلص الجامعة يعني كلها شهور بسيطة 
وتيجي بعدها علطول أنا مش قليلة ولا وحشة علشان تماطل معايا وافتكر إن أنت إللي جريت وسعيت ورايا علشان بس أوافق اكلمك وأرد عليك .
علي بخبث ودهاء 
_ده إنتي إللي ليا والعين الجوانية وقلبي امتلكتيه وبصمتي عليه بالعشرة محدش يدخله بعدك ويطرد كل إللي قبلك بس اديني فرصتي بس وأنا اثبت لك حسن نيتي يعني واحد زيي إمام وخطيب هيضحك عليكي وأنا عارف ربنا كويس جدا 
جبس إنتي عارفة إللي فيها 
ثم تلألأ في الحديث ورد عليها بتوتر
_طيب معلش هقفل معاكي مراتي رجعت من السوق سلاااام .
دخلت زوجته منادية عليه بنفس منقطع إثر طلعوها من علي السلم قائلة
_ ياعلي مازن ويزن فين مش سامعة صوتهم أنا سايباهم نايمين
رد عليها من غرفته بملل
_ نزلو عند ماما تحت مش ناقص صداع وۏجع دماغ وبعد كده وأنتي نازلة خديهم معاكي ولو نايمين صحيهم سامعة .
أسماء بحزن
_ ليه كده ياعلي هما ولادي لوحدي ولا ولادي من راجل تاني يعني
علي بصوت عالي
_ أنا زهقت منك ومن العيشة إللي كلها صداع دي الواحد بيتجوز مراته تدلعه وتهنيه وانا متجوزك تخلفي وتربي عيال وتنضفي وعايشة حياتك في شغل البيت وانا ولا حياة لمن تنادي .
أسماء بترقب ودموع علي وشك السقوط _وأنا مقصرة معاك في إيه ياعلي
أنا بهتم بتربية ولادنا علشان يطلعو اتقياء أنقياء صالحين وبهتم بنفسي جدا عمري ماكنت مهملة في نفسي ولا دخلت لقتني مرة شعري منكوش حتي ودايما بلبس أحسن لبس وعمرك مادخلت البيت إلا ولقيته نضيف وريحته حلوة
عايز إيه تاني أكتر من كده علشان أبقي حلوة في عيونك
قولي علي تقصير قصرته في حقك أو في حق بيتي
علي بثرثره 
_بيتي بيتي بيتي ياشيخه زهقتيني بنكدك ده أنا نازل المسجد وغاير من وشك .
اسماء بحزن شديد في نفسها 
_استودعك اللهم الذي لا
تضيع ودائعه ربنا يهديك يا شيخ علي يارب .
ووقفت تناجي ربها بدموع وقهر علي حالها من ذالك الزوج الذي اعتقدت أنها تزوجت رجلا يعرف الله ويتقيه بكت كثيرا وكثيرا بقلب منفطر وعقل منهك من كتر التفكير في كيف الإرضاء لذلك العلي قائلة
_ يارب إنت عالم بحالي وداري بمراري يارب اهدي لي زوجي وأبو ولادي وابعد عنه الشيطان يارب رجعه لقلبي وعمري قبل مايفوت العمر واعيش السنين قهر وحزن .
____________________
في العيادة عند مهرة
جواد بنظره شقية
_هسلم علي الدكتور بعد إذنك ياآنسه .
أفسحت له المجال بأدب شديد وعيون خجلة من الموقف
وردد جواد قائلا بجدية
_ازيك يادكتور عامل إيه
رد عليه الدكتور بإبتسامة 
_أهلا ياجود عاش من شافك مختفي فين كده 
جواد باحترام
_ والله كنت مسافر يادكتور ولسه راجع وكنت جاي أخد الحاجة فقلت أسلم عليك .
رد عليه الدكتور بابتسامة عريضة
_ حمد لله على السلامة ابقي خلينا نشوفك .
نظر إليه جواد قائلا
_ من عنينا يادكتور ووضع يده على صدره والأخري علي جبينه كطريقة لطيفة للمغادرة قائلا
_ تؤمرني بحاجة يادكتور 
سلامتك ياحبيب قلبي مع السلامة .
كل هذا ومهرة واقفة في صمت تام منتظرة خروجه وتبادل السلامات ولكن قلبها يخفق بشدة ولا تدري لماذا
مع أنها وضعت في مواقف مشابهة لذلك كثيرا بسبب عملها إلا أن ذاك الموقف حيرها بشدة
وباتت تسأل لما خفق قلبي وأصبح يدق بوتيرة سريعة 
نفضت الأفكار عن رأسها سريعا وعادت مكملة عملها واندمجت ونسيت كل شيء

انت في الصفحة 1 من 18 صفحات