الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

وغرامي وامتلاكي .
خاطرة_مهرة
بقلمي_فاطيما_يوسف
_____________________________
في داخل شقة علي
ولج علي إلي شقته بعد صلاة العصر ليتناول طعام الغداء بعد عودته من المسجد وإذا به ينصدم مما رأي 
حيث وجد شقته النظيفة والمعطرة دائما بل كان يشتم رائحة عطرها عند طلوعه السلم وقبل دخوله إليها وجدها ممتلئة بالفوضى في كل مكان حيث الأرائك تمتلئ بالملابس الملقاة عليها في كل مكان والمنضدة فرشتها ملقاه أرضا 
والسجاد ممتلئ ببواقي المحمصات 
ثم ألقي نظرة علي المطبخ وياليته مانظر وجده ممتلئ بالأواعي المتسخة وملقاة في كل مكان في المطبخ ورائحة الطبخ تملأ المكان بشكل فظيع 
ثم دخل غرفة نومه وجدها مفرش التخت منزلق والوسائد ملقاه أرضا ووعاء الملابس النظيفة كما هو لم يطبق والأخر ممتلئ بالملابس المتسخة 
فخرج من الغرفة وذهب إلى مكان الجلوس الذي يوجد به التلفاز وفجأة تأوه بصوت عالي فإذا بالمكعبات الخاصة بأطفاله المبعثرة يمينا ويسارا جرحت قدميه وآلمته كثيرا 
ثم نظر إلي الجالسة تستمع إلي التلفاز وهي مندمجة مع صنع مانكير أصابع يديها ولم تنظر إليه ولم تعير لصراخه وألمه أي انتباه 
فنظر إليها پغضب شديد وتحدث بنبرة حادة وعروق وجه بارزة 
_ إنتي ياهانم ياللي قاعدة ولا علي بالك ولا معبرة الكائن إللي كانت رجله هتتفتح دلوقتى 
نظرت إليه بخضة و هي متصنعة فجأة رؤيته ووضعت يدها علي صدرها قائلة بزيف 
_ يانهار أبيض خضتني ياشيخ مش تنادي ولا تقول حاجة اټخضيت يالولو .
نظر إليها نظرة أرعبتها وقال
_ إيه القرف إللي أنا دخلت شفته ده والريحة المقرفة دي 
والهدوم المرمية في كل حتة والمطبخ إللي مقلوب عاليه واطيه وريحته المقرفة 
ولا المكعبات المرمية إللي كانت هتفتح رجلي دي 
وأكمل باندهاش
_ إيه ده ياأسماء أول مرة من ساعة ماتجوزنا أشوف المنظر المقرف ده ! 
مش من عوايدك إنك تبقي مهملة كده وسايبة الدنيا ټضرب تقلب وكمان قاعدة تعملي مانكير ومش تعبانة يعني ولا فيكي حاجة 
دي عمرها ما حصلت ده إنتي لما كنتي والدة وفي عز تعبك كنتي بتهدي الشقة وبتجيبيها فوقاني تحتاني إيه إللي حصل لك 
أجابته ببرود وهيا تمسك المبرد وتساوي أظافرها بحرفية قائلة 
_ والله صاحية النهاردة مليش مزاج أنضف ولا أعمل حاجة خالص زهقت ياعلوة من الروتين إللي بعمله ٣ مرات كل يوم فقلت أريح النهاردة وأعمل زي الستات إللي دايما بتقول لي عليهم 
اللي عايشين حياتهم ومش هالكين صحتهم في شغل البيت ومش بيهينو نفسهم 
وأكملت بمكر ودلع
_ مش هو ده اللي كان نفسك فيه ياعلوة إني أهتم بنفسي 
ثم قامت من مكانها وذهبت إليه وحاوطت رقبته بذراعيها مكملة حديثها بدلع
_ إيه رأيك يالولو مش أنا كده زوجة مطيعة وبسمع أوامر حبيبي وجوزي .
أنزل يديها من علي رقبته پعنف من دلعها الذي ليس في محله وعدم اكتراثها بغضبه وأعطاها ظهره قائلا بتساؤل
_ وهما الستات إللي إنتي بتتكلمي عنهم دول سايبين بيوتهم كده بالشكل المقرف ده 
أجابته بسرعة ومكر 
_ أمال إنت مفكر إيه وأكتر من كده كمان يالولو فأنا قلت لنفسي بعد تفكير يابت ياأسما ليه تزعلي جوزك وأبو ولادك نفذي له أوامره وريحيه علي الآخر.
تحدث بسرعة إليها
_ لااااا ياأسماء مش عايزك تبقي زيهم أنا غلطان ليكي علي الأخر 
ثم أكمل برجاء
_ أرجوكي ارجعي زي ما كنتي وأنا مش هتنفس ولا هفتح بقي تاني ياأم مازن 
واستطرد حديثه وهو متوجه إلي غرفة المكتب قائلا
_ أنا داخل المكتب أظبط للبث إللي هعمله بعد ساعة عقبال ماتحطي الأكل .
نظرت له بإبتسامة خبيثة مرددة لنفسها بخبث
_ ادخل ياحبيبي ادخل وشوف إللي مستنيك .
دخل هو إلي غرفة المكتب وإذا به ينصدم مما رأي حيث وجد كتبه ملقاه أرضا وأقلامه مبعثرة وكراسة الملاحظات مفتوحة ومرسوم بها رسومات كرتونية في أغلب الصفحات 
ووضع يده علي مكتبه وجده ممتلئ بالغبار
وكل شيء مبعثر عليه 
حدث حاله پصدمة 
_ ماكل هذه الفوضي ياإلهي ! أحقا هذه غرفة مكتبي التي كانت مرتبة ومنظمة ومعطرة كل الأوقات ماذا حدث
ثم نادى علي زوجته پغضب
_ أسماء تعالي هنا حالا. 
استجابت علي الفور لعلمها السبب الذي يناديها لأجله وردت ببراءة مزيفة
_ نعم ياعلي 
ثم شهقت بكذب مدعية التجاهل لما تري وهيا واضعة يدها على صدرها قائلة 
_ ايه ده وايه المنظر ده 
أجابها بعصبية
_ والله أنا إللي منادي الست هانم علشان تقول لي إيه المنظر ده وتفسريهولي حالا .
أجابته بثقة 
_ أكيد مازن ويزن إللي عمله كده وأنا كنت نايمة ساعة الظهر .
نظر إليها پغضب قائلا
_ وإنتي إزاي ياهانم تدخلي تنامي وتسيبي الأولاد يبهدلولي مكتبتي وكتبي كده وكل حاجة شغلي 
أجابته بعبث وهي تعطيه ظهرها منتوية الخروج 
_ معلش ياحبيبي النوم غلبني ونمت من غير ماأدري وصحيت ومدخلتش الأوضة دي خالص رتبها إنت بقي عقبال ماأجهز الغدا وطارت هي إلي المطبخ .
جز هو علي أسنانه پغضب وحدث نفسه بضيق بالغ
_ بقي دي أخرتها أنضف وأرتب والله لولا البث إللي أنا معلن عن وقته مااعمل حاجة خالص ماشي ياأسماء لعبتيها صح المرة دي 
وأخذ يلف في الغرفة بسرعة البرق يرتبها وينظفها ويرجع كل شيء بمكانه 
وأثناء انشغاله في الغرفة خرجت أسماء إلي المطبخ ونظفته بسرعة وحرفية ونظام عالي اعتادت عليه و كانت هي محضرة طعام الغداء ووضعته في الفرن الكهربائي لكي يظل ساخنا 
انتهت من تنظيف المطبخ وترتيبه في أقل من نصف ساعة ثم خرجت إلي الصالة ولملمت الملابس ورتبت الأرائك ونظفت السجاد ورجعت كل شىء مكانه في سرعة هي معتادة عليها فهي خفيفة جدا ونشيطة في عملها وانتهت من تخليص الفوضي قبل أن ينتهي هو من تنظيف غرفة المكتب 
ثم جلست تتصفح هاتفها وبعد دقائق خرج هو من الغرفة ونظر حوله واڼصدم مما رأي 
فلقد رأي شقته النظيفة والمعطرة والهادئة عادت كما كانت فتح فاهه علي وسعه من سرعة أسماء في إعادتها المكان إلي جنة معتاد عليها 
فسألها بإستغراب
_ إنتي لحقتي تنضفي الشقه وتنضفي المطبخ بالسرعة دي إزاي 
أجابته 
_ عادي ايدي واخدة علي الحاجات دي يوميا إنت بس اللي كنت مفكر إني مقضية حياتي شغل بيت وبس 
وقامت من مكانها ووضعت الطعام بخفة وأبهي صورة 
نظر إليها نظرة مطولة وجلس يتناول طعامه في صمت .
أما هي شعرت بلذة الإنتصار داخلها وأنها أوصلت له معلومة كانت خاطئة بدون أقصي مجهود منها ببعض الكيد والمكر استخدمتهم دهاء الأنثي وجاد نفعا وآه من مكر حواء 
وجلست تردد في نفسها بزهو 
_ كيدهن عظيم طبيعة والست في الخديعة ضليعة 
الله عليكي يابت ياأسما لما تشغلي الجي وتروقي الدي تقصد الجمجمة والدماغ
وابتسمت ابتسامة محارب انتصر في معركة شرسة وفاز فوزا عظيما .
__________________________
في منزل جواد 
ارتدي ملابسه الكاجوال بعناية وصفف شعره بحرفية ووضع عطره المفضل لديه وارتدي نظارته الشمسية ذات الماركة المعروفة فجواد يمتاز بالملابس العصرية والتي في غاية الشياكة والأناقة 
ثم خرج لمقابلة صديق الدراسة الذي لم يراه منذ أكتر من سنة ولكنه قابله في أحد الأفراح واتفقا علي موعد يتقابالا فيه 
وصل للمكان المنشود ووجد صديقه بانتظاره تبادلا الأحضان والسلامات ثم جلسا وطلبوا مشروب القهوة المفضل لديهم وتحدث كل منهم باختصار عن السنة التي لم يروا بعضهم فيها 
ثم سأله صديقه 
_ آمال إنت ليه مخطبتش لحد دلوقتي ياجود إيه ياعم ده إنت مقطع السمكة وديلها ولا عاجبك حوار السنجلة إللي إنت فيه ده ومقضيها علي الماشي 
ضحك جواد بشدة وأجابه بإبتسامة
_ والله إيدي علي كتفك ياحبيب اخوك 
ثم أكمل بحزن بان علي معالم وجهه 
_ مش هخبي عليك ياصاحبي أنا وقعت وحبيت واقول لك الأدهي أنا مش حبيت بس ده أنا عشقت وفي العشق دبت 
عشقت اللي مش ليا واللي قلبي مش طايلها وبالرغم من كده مش قادر انساها ولا عارف أطلعها من جوه قلبي ولا أنا عارف أوصل لها بالرغم من إني حاسس محبتها ليا وأنا عمر إحساسي ماخاب ولا ضحك عليا 
نفسي أخدها وأرتاح وأوصل معاها لبر الأمان بس مش عارف وأديني بعافر بس يارب متعبش من المعافرة وأقع في نص الطريق وساعتها هتهد من جوايا.
نظر إليه صديقه بحزن شديد عليه مردفا بتساؤل
_ مين دي إللي عملت كده في الجواد إللي عمره مالان ولا قلبه دق رغم كل إللي عرفهم 
مين دي إللي خطفت قلبك ومعذباك وسايباك ټموت من عشقها ومش راضية 
مين دي ياجواد قول لي ياصاحبي وايه سبب الرفض ده إنت الجواد 
وأكمل بحيرة 
_ و لما إنت حاسس بحبها وعشقها ليه رافضة احكي لي أنا مش فاهم
أجابه جواد
_ هي مش إللي رافضة ياصاحبي ده أبوها إللي رافض تماما
وسرد عليه ماحدث في المرتين التي تقدم لهم
فيها .
نظر إليه صديقه بتساؤل
_ هيا مين وبنت مين ياجواد أنا عارفها
أجابه جواد بعيون تنطق عشقا
_ إسمها مهرة محمد الشريف ساكنة في المنطقة اللي جمب السوق .
نظر إليه بتعجب وتسائل
_ مهرة بنت عم جميلة خطيبتي 
نبض قلب الجواد بوتيرة سريعة جدا ونظر إليه قائلا بأمل وتسائل
_ إنت خاطب بنت عمها 
والله العظيم مااعرف يابني انت عارف انا كنت مسافر وقت خطوبتك ومسألتش إنت خاطب مين .
أجابه صديقه باطمئنان
_ هدي حالك ياصاحبي وأنا هخلي جميلة تبعت لها عندهم لما اكون هناك وهسألها بنفسي عن رأيها وهطمنك ياحبيب أخوك أنا رايح كمان يومين هناك .
نظر إليه جواد بفرحة وإبتسامة أمل
_ بجد يامجدي هتعمل كده والله ماهنسي لك الجميل ده طول عمري . 
وأكملا حديثهما كل منهم يبث الأخر أملا 
ولكن هل يتحقق أمل جواد من خلال صديقه 
__________________________
في غرفة مهرة ليلا
كانت نائمة على تختها بعد صلاة العشاء مباشرة فقد تعبت اليوم في العيادة لتكدثها الشديد بالسيدات 
وما إن وضعت رأسها علي التخت غفت في ثبات عميق وأثناء نومها جائها في الحلم معشوق عيناها في منامها حيث أتاها مرتديا زيا باللون الأبيض وكانت تجاوره مرتدية نفس اللون في حلمها وكان الإثنين ممسكين بفروع نور هيا من طرف وهو من طرف ويعلقونها في الشارع أمام بيتها وفجأة تركها وحيدة وظلت تبحث عنه بعينيها ولم تجده 
ثم قامت فجأة من منامها التي حفظته عن ظهر قلب 
وتذكرت أحداثه بالتفصيل محدثة نفسها بحيرة
_ماهذا الحلم الذي راودني أيعقل أن يجمع الله بيني وبينه 
ولكن كيف 
وأبي رافضا تماما وأنا لن أخذله أبدا وأرفض كلمته ساعدني يا الله وقامت من تختها توضأت وصلت قيام الليل داعية ربها أن يريح قلبها ثم عادت للنوم من جديد .
_____________________________
قبل أربع ساعات من الآن
في غرفة المكتب بمنزل الشيخ علي حيث يجلس ممسكا بهاتفه ويتحدث مع رنا عبر الواتساب قائلا
_ خلاص ياآنسة رنا كدة إنتي تقريبا خلصتي الدورة وماشاء الله عليكي اكتسبتيها بمهارة وهبعت لك شهادة خبرة بكده .
استلمت رسالته
10  11 

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات