رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
بين يديه لفعلها ولن يتردد
وأخذ محدثا نفسه بسعادة غامرة
_ آه ياقلبي المعذب من نظرة عيناها
نظرة واحدة أفقدتك عقلك وبت منتظرا لقاها
فياربي قرب لي بعيدا واجعله قريبا مني كي ألقاها
فلقد أحببت بل عشقت وأصبحت أتمنى رؤياها
وأتشبع من عسلية وسكر عيناها
خاطرة_بصوت_جواد
بقلمي_فاطيما_يوسف
ثم أخذ يدندن أغنية عبدالحليم بتلوموني ليه بصوت عذب للغاية نعم فجواد يمتلك صوتا يطرب الآذان بطريقة ساحرة .
حتي يكونا علي نور من البداية فهو لن ولم يخدع تلك البريئة النقية الأبية بأحاديث الخطاب المعسولة وأغلبها ماكرة وكاذبة
وبالفعل بعث لها تسجيلا صوتيا بذالك وانتظر ردها.
في جامعة الازهر الشريف
تجلس مهرة وصديقتها بعد إنتهاء المحاضرة الأولي في مكان جانبي بعيدا عن ضوضاء الجامعة
وهم يتناولون مشروبهم المفضل لديهم القهوة الفرنسية بأكوابهم الحافظة للمشروبات الآتين بها من منازلهم
تحدثت مهرة وهي تحتضن الكوب بيداها قائلة بتوتر وخجل
_ مش قلت لك يارقية أنا حاسة إنه مش بيلعب بيا ولا نظراته اللي حسيتها واللي من شدة إحساسي بيها وصلت لي من غير ماأبص له نظرة واحدة
مش عارفة ليه كل شوية يجي علي بالي وساعتها قلبي يدق دقات غريبة محستهاش قبل كده
وأكملت باندهاش لصديقتها
_ معقولة إللي أنا فيه ده يارقية وإللي أنا حاساه ده وإللي مش لاقيه له تفسير .
نظرت إليها صديقتها بشرود وتيهة وتحدثت قائلة بتساؤل
_اوصفي لي إحساسك بالظبط يامهرة
قالتها بمحبة وصدق نابعين من قلبها الجميل.
رفعت أنظارها إلي صديقتها وتحدثت بتيهة وحيرة
_ هقول لك إيه يارقية هقول لك إن من أول ما ماماته فتحت معايا الموضوع وقالت لي والله لأجوزك إبني وأنا في العيادة وأنا قلبي دق بالرغم إنك عارفة إني من ساعة مارحت العيادة وسمعتها من ستات كتيير ولا كان يفرق معايا
ولا أقول لك إن لما الدكتور اتصل وقال لي مش جاي حسيت ساعتها إن ده القدر علشان يجي ويشفني وحسيت بنبض قلبي بيدق بطريقة غريبة عمري ماعهدتها ولا شفتها قبل كدة في حياتي
وأول مادخل خيال طلته بهرني وشتت كياني مع إني مشفتهوش ومرفعتش عيني فيه حتي
أقول لك إن الساعة إللي وقف فيها قدامي يطلع لي فيها كأني في امتحان خفت أفشل فيه وساعتها قلبي انقبض من حكاية فشلي وأنا معرفش ليه قلبي ينقبض بالشكل ده أصلا !
ولا وأنا بقفل الباب وبدور ورايا لقيته في وشي ومن غير ماأشوف ملامحه ومن نظرة واحدة في عنيه هزتني وهزت كياني رغم اني خفضت بصري في ثواني
لدرجة إنه كان قريب جدا مني ولكني مشفتش حاجة من ملامحه بس نظرة عنيه توهتني
ولا لما كلمني وسمعت صوته في التليفون ايدي كانت بتترعش من صوته بس برغم إني كلمته بحدة
ولما قفلت معاه حسيت بحنين جامد لأني أسمع صوته تاني من مجرد مكالمة متعدتش خمس دقايق
وأكملت بنبرة صوت متوترة ومشتتة
_ معقولة تكون دي المراهقة اللي بيقولوا عنها
ولايكون الحب إللي من نظرة إللي بيحكو عنه
قولي لي يارقية وفسري لي الإحساس إللي أنا فيه ده إيه
إقشعر بدن صديقتها من وصف حالتها وتمتمت لها بتأكيد وخبرة عن تجربة
_ ياحبيبتي يامهرة كل ده إحساس حسيتي بيه وشغل بالك ومقلتليش !
كل دي أسئلة قاعدة تطرحيها مع نفسك ومشاركتنيش إحساسك بيها
طمني قلبك يامهرة ياحبيبتي دي مش مراهقة دي بداية حب وباين كمان من عنيكي ومن إحساسك وأنتي بتحكي .
ردت عليها مهرة بإستغراب وعيون تائهة
_ حب! حب إزاي يارقية ده أنا حتي معرفش شكله ولا أعرف عنه أي حاجة هحبه إزاي
هو الحب ده مش بنحب إنسان شفناه وعرفناه ولمسنا منه مواقف تعلقنا بيه ومع الوقت ننشغل بيه ونفكر فيه ويبقي كده اسمه الحب
لكن أنا معرفهوش يارقية يبقي إزاي
اجابتها رقية بمحبة وصدق بعد أن ضمتها لتهدأ روعها من هول الموقف قائلة
_ مين قال لك كده يامهرة عن الحب
مين قال لك إن الحب إنك لازم تشوفي إنسان وتعرفيه الأول علشان تحبيه
آمال محبتنا لربنا إللي نابعة من قلوبنا واحنا مشفنهوش وده أسمي أنواع الحب وأصدقهم
ومحبتنا لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إللي بنشتاق لشوفته ورؤيته وده تاني أصدق أنواع الحب إللي مش متشاف ومفيش زي النوعين دول في جمال حلاوتهم وتذوقهم
وأكملت حديثها برتابة
_ إللي إنتي فيه يامهرة حب صادق
حبك للروح مش المظاهر الخداعة حبك ده نابع من جوه قلبك لطيف مر عليكي وعلشان متقعيش في سهم نظرة إبليس ربنا ريح قلبك وشغلك بنصيبك علشان عارف عبدته إنها بتخافه
وصفك ده يامهرة مش حب لأ ده وصل للعشق يامهرتي
ثم أكملت بإرشاد ونصح
_ بس أنا عايزاكي تستغفري ربك ومتنشغليش بغيره وسيبي خطاكي لربنا هيسرها لك وإن كان خير ليكي هيقربه منك وإن كان شړ ليكي
هيبعده عنك ماشي ياحبيبتي
ثم فجأة أعلن هاتف مهرة عن وصول رسالة عبر الواتساب أخرجت هاتفها من حقيبتها الجلدية وإذا بوجهها يتوهج إحمرارا من رؤية رقمه الغير مسجل ولكنها حفظته جيدا عن ظهر قلب باعثا لها برسالة صوتية
اړتعب داخلها ولكنها أوت إلي صديقتها المقربة لقلبها تستشيرها ماذا تفعل وعلي الفور اجابتها رقية بجدية
_ اصبري ماتفتحيش أنا هدخل علي الإعدادات بتاع الموبايل وهعمل لك خاصية إنك تفتحي الرسالة المبعوتة ليكي من غير إللي باعتها مايعرف إنك شفتيها
وبالفعل اخذت الهاتف ونفذت علي الفور واعطت لها الهاتف قائلة بإبتسامة مطمئنة
_يالا ياقمر افتحي الرسالة وشوفي محتواها .
استجابت لها علي الفور وقامت بفتحها وسماع مافيها وعندما استمعت صوته دق قلبها بسرعة چنونية وعندما أنهي رسالته نظرت إلي صديقتها تسألها بحيرة
_ أعمل إيه يارقية بيستأذن مني بيقول عايز يكلمني علشان يوضح لي أمور مهمة علشان أحطها في اعتباري قبل ماأوافق أو أرفض قولي لي أعمل إيه
اجابتها صديقتها علي الفور بنصح
_ حالا تبعتي محتوي الرسالة لوالدتك وتشوفيها هتقول لك إيه وبناءا عليه تتصرفي .
استمعت لنصيحتها ونفذتها علي الفور وأعادت توجيه رسالته كما هي إلي والدتها
ثم بعثت رسالة صوتية أخرى إليها قائلة بخجل
_ قولي لي ياماما أتصرف إزاي
وعلي الفور استلمت والدتها الرسائل وسمعت محتواها بتركيز شديد فهي عادتها دائما هاتفها يلازمها طالما قرة أعينها خارج البيت لكي تطمئن عليهم دائما وترد علي اتصالاتهم فورا
ثم أجابتها بحكمة
_ إبعتي له رسالة وقولي له إنك موافقة بس المكالمة متزدش عن عشر دقايق يامهرة فاهماني
وابقي عرفيني قال لك ايه وعايز إيه
استلمت الرسالة الصوتية من والدتها وسمعتها جيدا وردت عليها بإحترام
_ حاضر ياأمي ربنا يخليكي ليا ياست الكل .
وأبلغت صديقتها بما قالته والدتها وقالت لها بتأني
_ اصبري نص ساعة وبعدين ابعتي له رسالة نصية إنك موافقة بس بشرط ماتطولش عن عشر دقايق بس
وبالفعل تبادلا أطراف الحديث وانتهت النصف ساعة وبعثت له الرسالة النصية بالمختصر الشديد .
وحاله لايفرق عن حالها فكان منتظرا ردها على أحر من الجمر ويسير بهاتفه يمينا ويسارا دليلا على سرعة انتظاره لردها
وبعد طيلة انتظار بالنسبة له أعلن هاتفه عن وصول رسالة نصية فتحها علي الفور وقرأ محتواها وانفرجت أساريره ثم بعث لها رسالة نصية محتواها
_ طيب ينفع أرن عليكي دلوقتى ياآنسة مهرة ولا مش فاضية
انتظرت خمس دقائق وأرسلت له رسالة مختصرة جدا محتواها
_ إتفضل ياأستاذ جواد.
استلمها وفورا ضغط علي حروف كلمة Ha_BeB التي يسجلها بها منتظرا الإجابة.
استأذنت منها صديقتها لتعطي لها الحرية الشخصية في الرد لكي لاتتطفل عليها وقالت بنبرة جادة
_ هروح أجيب لنا ساندويتشات ناكلها عقبال ماتخلصي وتركتها علي الفور
ثم ضغطت مهرة علي زر الإجابة قائلة بنبرة صوت حازمة وجادة وفي نفس الوقت خجلة
_ السلام عليكم ورحمة الله.
رد عليها السلام بسلام مثله وزاد قائلا بدهاء
_ إزيك يا مهرة عاملة إيه
ردت عليه باختصار شديد
_ في نعمة وفضل من الله إتفضل ياأستاذ جواد قول إللي انت متصل علشانه أنا سامعاك.
رد عليها بجدية وصدق
_بصي يامهرة كنت حابب أعرفك علي شخصي بنفسي ووالدك ممكن يتأكد طبعا من كل كلمة بقولها
واستطرد قائلا بحديث صادق
_ أنا إسمي جواد العمري وعندي ٢٩ سنة معايا ثانوية أزهرية ومكملتش الكلية انشغلت بالعمل في مهنتي إللي أنا بحبها ومكملتش الكلية
أنا بشتغل شيف حلواني وساعات بسافر في شغل برة كمساعد لشيف مطلوب لشغل معين وبرجع تاني
وكان ليا علاقات عابرة زي أي شاب ومنكرش إن ده غلط
وأكمل بدعابة
_ بس عفي الله عما سلف ولما شفتك اتعلقت بيكي ونفسي تكوني ليا .
زلزلتها تلك الكلمة وبعثرتها نفسي تكوني ليا تاهت بها وصمتت ولكنها تذكرت حالها سريعا وأفاقت وردت عليه بصوت هادئ مختصر
_ إن شاء الله ياأستاذ جواد إللي فيه الخير يقدمه ربنا وردي هتعرفه من والدي
ودلوقتى مضطرة أقفل معاك بعد إذنك.
استمع لكلامها بآذان واعية متلهفة ورد عليها بشغف
_ ربنا يجعلك من نصيبي ياأحلي نصيب وأغلق الهاتف علي تلك الكلمة.
تاهت بكلامه البسيط وذابت به وعلي الفور رجعت صديقتها وقصت لها ماحدث
وهاتفت والدتها وقصت عليها بالتفصيل دون زيادة أو نقصان وردت عليها والدتها بتمني
_ لما تيجي نتكلم ياحبيبتي في الموضوع ده وربنا يهيئ لك الخير يارب .
أمنت علي كلام والدتها واغلقت الهاتف واستكملت حديثها مع صديقتها .
_____________________________
في نفس اليوم عصرا عقب خروج علي من منزله قامت أسماء من قيلولتها وعلمت خروجه عندما استمعت قفل الباب
وسرحت مع نفسها قليلا تعيد ترتيب أفكارها في إعادة تأهيل ذلك العلي وعزمت الأمر علي أن تعيد تربيته من جديد وأنها ستغير طريقة تعاملها معه وستريه الويلات وستشغله بها إجبارا وسترده لها ذليلا
وستحيط به وببيتها كما أحاط هدهد سيدنا سليمان علما بنبأ سبأ وهو كان علي يقين
وجلست ترتب أفكارها من أين
تبدأ وكيف تبدأ
واخذت تدعو الله أن يمنحها القوة في حفاظها علي بيتها وزوجها
لاتريد هدم بيتها ولا انهزام حياتها ولا تشتت أبنائها
فوضعت خطة محكمة علي يقين أنها ستجدي نفعا مع شريك عمرها الذي عقدت أمرها علي أن لاتخسره ولا تنسحب
قامت وأيقظت أبنائها وحممتهم وألبستهم ملابس بيتية مريحة ولملمت الفوضي من ورائهم وذهبت