الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

وأعدت لهم طعام الغداء دون أن تنتظر علي أو حتى تتصل به كما كانت تفعل وها أولي خطتها 
ستهمله ولا تهتم به لكي تريه الفرق وليكن مايكن ستستمر وتشغله بها ڠصبا 
ثم انتهت من تناول الطعام وأجلست أبنائها للإطلاع إلي دروسهم فورا وانشغلت هيا في تنظيف اواني الطعام بنظام شديد 
فهي تعشق النظافة والترتيب وتكره الفوضي 
واستمرت في الترتيب بسرعة رهيبة كأنها تسابق الزمن قبل أن يرجع علي الي المنزل .
أما علي فخرج متمشيا علي نهر بلدتهم وقام بمهاتفة نور وانتظر الإجابة على عجل ثم أتاه الرد منها بزعل مصطنع قائلة
_ نعم ياعلي عايز ايه وبتتصل ليه
أجابها سريعا بحنية مصطنعة
_ حبيبتي إللي زعلت مني وأنا مليش ذنب ومش مقدرة وضعي مع إني متفق معاها ومعرفها ظروفي
وأكمل مدغدغا مشاعرها
_ وبالرغم من كده وإن أنا إللي الحق أزعل مهنتيش عليا وبعت لك هدية بسيطة تليق بمقامك الغالي يانوري 
وخلاص بقي حني علي الغلبان من الهجر والخصام وارجعي للود والوصال يانور أيامي .
كانت تستمع لمغازلته بحالمية وقلبها يدق بوتيرة سريعة من كلامه المعسول وهى لاحول لها ولا قوة بمكره الهائل 
وأجابته قائلة بحب صادق
_ بجد ياعلي أنا نور أيامك وبجد بتحبني متتصورش إحساسي إني أحبك وأنت متجوز بيقطعني من جوايا وبيحسسني إني واحدة خاېنة 
بيحسسني إني واحدة أقل مايقال عنها إنها خطافة رجالة متتصورش الإحساس ده بېقتلني .
تأففت بوجهه من كلامها ولكنه جاراها ورد عليها بزيف
_ ليه كده يانور ليه بتقولي الكلام ده 
وأنا حاكي لك كل حاجة عن حياتي المريرة مع أسماء ريحي بالك وقلبك ياحبيبتي لأني مش هسيبك خالص وماسك فيكي ومتبت ومش هسيبك إلا وأنتي في حضڼي يانوري .
ردت عليه بحب ودلع
_ بجد ياعلي مش هتسبني في يوم من الأيام ولا هترجع في كلامك معايا 
أجابها بصوت شغوف لينيم ضميرها
_ مقدرش أسيبك ياقمري وقريب أوي هدق بابك وأخطفك لقلبي يابنت قلبي بس يارب باباكي يوافق وميعترضش .
أجابته بلهفة وعشق
_ متقلقش ياحبيبي هخليه يوافق بابا بيحبني ومعودنا علي الديمقراطية واحترام
آرائنا وهحايله إنه يوافق بس أنت تعالي بس
قالتها ولاتدرك أن أبيها لن ولم يوافق علي 
تلك المهزلة 
مخطئة انتي يافتاة وحساباتك خاطئة للغاية وسترين عقاپ استهتارك يافتاة من ربك ومن أهلك .
البارت_الرابع
في منزل محمد الشريف
بعد عودة مهرة من الجامعة أدت فريضة العشاء وقرأت وردها اليومي في خشوع وبعد ساعة خرجت من غرفتها 
وجدت والدتها في المطبخ وقد انتهت من طهي طعام العشاء 
دخلت مهرة إليها وهي مشمرة عن أكمامها قائلة بأدب 
_هاتي ياماما أكمل تحمير البطاطس وأنتي استريحي ياحبيبتي إنتي هتلاقيكي تعبانة في شغل طول النهار .
اجابتها والدتها بنفي
_ لا ياحبيبتي والله أخواتك البنات ماشاء الله عليهم مكنش وراهم دروس النهاردة ومسكو البيت روقوه زي مانتي ماشايفة كده وأشارت بيدها إلي بيتها المنظف والمرتب 
وأكملت وهي تكمل طهي طعامها قائلة بحنو 
_روحي إنتي استريحي إنتي جاية من سكة سفر والسفر متعب جدا ياحبيبتي 
وانا خلاص خلصت .
أمائت بموافقة لوالدتها وخرجت تستريح من تعب اليوم وإجهاد السفر 
وبعد مدة قليلة خرجت أم مهرة بطعام العشاء ونادت مهرة علي والدها ليتناول معهم العشاء 
وبعد مدة انتهوا من تناول الطعام وأخبر محمد زوجته انه خارجا للقاء أحد أصدقائه 
فنظرت له وقالت بسماحة 
_ ماشي يابو مهرة لاإله إلا الله 
قالتها بابتسامة مودعة أثناء خروجه .
رد عليها ببشاشة
محمد رسول الله عليه أفضل والسلام .
ثم وجهت حديثها إلي مهرة وقالت لها بتروي
_تعالي يامهرة ياحبيبتي عايزاكي تطلعي تجيب لي حاجة من العالي جوة من أوضتي وأنا مقدرش أطلع 
ولكنها تريد أن تختلي بمهرة لكي تتحدث معها دون أن ټجرح شعور أخواتها حتي لاتتناجي اثنتيهما دون أخواتها 
فأم مهرة حريصة جدا على تعاليم دينها وتريد بثه بالمواقف والأفعال والكلام أمام بناتها كي تعلمهم دينهم تعليما صحيحا 
استجابت لها مهرة علي الفور وردت بإحترام
حاضر ياأمي وسبقتها علي الغرفة 
علي الفور دخلت ورائها بعد أن استأذنت بناتها الدخول وذهبت كل منهن إلي مذاكراتها .
دلفت أم مهرة الغرفة وأغلقت الباب ورائها ثم تحدثت لمهرة بتأني وتروي 
_ تعالي يامهرة ياحبيبتي اقعدي جمبي
وأشارت إلي تختها واسترسلت متسائلة بإبتسامة هادئة
_هتكلم معاكي شوية الأول ياحبيبتي .
استجابت لها مهرة وسارت إليها بموافقة وقالت
_ حاضر يا ماما اتكلمي ياحبيبتي أنا كل آذان صاغية ياقمر 
قالتها بدعابة .
علي الفور دخلت أمها في الحديث متسائلة بهدوء 
_ احكي لي ياحبيبتي جواد قال لك إيه ومتخبيش عني حاجة
يامهرة .
فركت مهرة يدها بتوتر وخجل مجيبة والدتها
_ حاضر ياماما أنا أصلا مقدرش أخبي عنك حاجة حبيبتي 
ثم سردت لها حديثه وردها بالتفصيل وعلامات الإحمرار بادية علي وجهها كڼار تدفئ بردان في ليلة شتاء شديدة البرد .
استمعت إليها والدتها وربتت علي ظهرها بحنو بالغ قائلة لها
_ وأنتي إيه رأيك في كلامه يامهرة 
ومستريحة ولا لأ ياحبيبتي 
أجابت والدتها بتأني وخجل 
_ أنا معرفهوش ياماما ولا أعرف شكله حتي بس والدته من كلامي معاها في العيادة ست طيبة جدا وتتحب وتدخل القلب بسرعة بس إللي إنتي تقولي عليه إنتي وبابا يبقي أمر بالنسبة لي وانا واجب عليا الطاعة .
نظرت لها والدتها وقالت بتساؤل
_ طيب إنتي حسيتي من كلامه معاكي بالراحة ولا كان كلامه تقيل علي قلبك 
استكانت في ردها وأجابت والدتها بهدوء
_ بصراحة ياماما أنا حاسة براحة جدا من غير حتي ماأشوفه ولا أعرفه بس أنا هشوف بابا الأول ورأيه هو فاهم وأدري أكثر مني 
وعندي ثقة فيكم بعد ربنا إن رأيكم هو اللي هيوصلني لبر الأمان 
استكانت معالم وجهها وأحست بالفخر من حسن تربيتها وحمدت ربها علي أدب وأخلاق ابنتها ثم ربتت علي ظهرها مرددة بحب
_ ربنا يكملك بعقلك ياحبيبتي ويجعل الخير كله من نصيبك وإن شاء الله لما يجي باباكي هتكلم معاه وطبعا رأيه وإللي يشوفه هيبقي الصح والخير ليكي حبيبتي .
استمعت إلى حديث والدتها بحرص وأمائت برأسها دليلا على موافقتها لكلام أمها
ثم قامت واستأذنت والدتها في الخروج بأدب
_ تؤمريني بأي حاجة ياأمي .
اجابتها والدتها
_ الأمر لله وحده ياحبيبتي يالا روحي نامي وارتاحي من تعب السفر .
خرجت علي الفور بدقات قلب سريعة وخجل لأول مرة يعبر جسدها بهذا الشكل 
ودخلت غرفتها وحاولت النوم وبعد مدة غفت في ثبات عميق .
______________________________
في منزل الشيخ علي 
رجع على من المسجد بعد صلاة العشاء 
ودخل المنزل وجده يعم بالهدوء فنادي بصوت عالي
_ياأسماء يامازن يايزن 
ولا يوجد رد منهم استغرب لذلك فبحث في الغرف فلم يجدهم ثم ذهب إلي الشرفة حينما سمع صوت يزن يصفق فدخل إليهم وجدها تلعب مع أطفالها لعبة بنك الحظ ومندمجين فيها ثم نظر إليها قائلا بتأفف
_ الهانم إللي قاعدة هنا وأنا عمال أنادي ومبتردش 
إيه القطة بلعت لسانك 
أجابته ببرود دون أن تنظر له 
_ مسمعتكش كنت عايز حاجة 
أجابها ببرود مماثل
_ أيون عايز أتعشي حالا علشان عندي حصة كمان ساعة قومي يالا حطي لنا الأكل عقبال ماأغير هدومي .
إحنا أكلنا أنا والولاد 
قالتها ببرود دون أن تنظر له ولا ترفع رأسها من الأساس 
ثم أكملت حديثها بإختصار 
_ الأكل في المطبخ علي الترابيزة متسخن وجاهز ومتغطي ادخل كل 
ثم أكملت تسليتها مع قرة أعينها .
نظر إليها قائلا باستخفاف
ومن امته الست أسماء هانم بتاكل لوحدها من غير ماتستني جوزها 
نظرت إليه قائلة بتحدي وقوة
_ من النهاردة ياعلي ومش بس كده ده حاجات كتير أوي هتتغير يا ياشيخ علي 
قالتها بتريقة .
نظر إليها نظرة ڠضب ثم كور يديه بغل وقال لها
أسماء انظبطي في الكلام معايا ومتنسيش نفسك ياماما مش أنا إللي تتكلمي معاه بالطريقة دي 
ثم قال بصړاخ وحدة
_ فاهمة ولا مش فاهمة 
لم يرمش لها جفن فهي علي يقين بغضبه عليها عند مخالفته 
وكانت مجهزة ردات الفعل بحرفية كالداخل علي إمتحان صعب ومذاكر جيدا الأسئلة الصعبة ومحضرا لها الأجوبة المناسبة 
ثم رفعت رأسها إليه بوجه خالي من التعبير وقالت
_لأ أنا مش فاهمة أصل بعد الشړ عنك الفهم بقي بعافية شوية 
ثم وجهت بصرها إلى أطفالها المندمجين في اللعب قائلة بإبتسامة
_ يالا يا حبايب ماما ننزل نقعد تحت مع تيتا وجدوا شوية 
ثم نظرت إليه وهي مستعدة للمغادرة
_ بعد إذنك 
وخرجت علي الفور هيا وأطفالها وغادرت الشقة .
نظر هو إلي طيفها بإستغراب محدثا نفسه بتساؤل
_ هيا مالها البرنسيسة أسماء سايقة العوح كده ليه ! 
وأكمل بضيق بان علي معالم وجهه
دي أول مرة تنزل وتسيبني وأنا داخل أدي درس علي اللابتوب !
دي كله شوية ألاقيها داخلة عليا الأوضة بمج نسكافيه وقهوة وشاي 
جرالها إيه دي 
ماعلينا لما أدخل أتعشي علشان ميعاد الدرس 
ودلف إلي المطبخ وتناول طعامه بمفرده دون عائلته الصغيرة حقا أحس بالفرق 
لم يأكل إلا قليلا يسد جوعه ثم قام وغسل يديه وأحضر لنفسه كوبا من الشاي 
وإذا به يمسك البراد بيده ليصب محتواه في الإناء حړق يداه وتركه علي الفور فانزلق علي جلبابه وأودي إلي قدميه فنالها من الحړق
فصړخ صړخة عالية وفر إلي الحمام يغسل قدميه ويضع عليها مرهم الحروق 
وأخذ يشتم حظه في سره ويلعن دخوله إلي المطبخ من الأساس 
ثم أغلق المشعل وذهب إلى غرفة المكتب ليلقي الدرس دون أن يتناول شيئا .
فلننظر إليه قليلا ونطرح عليه بعض الأسئلة
_ لما ياشيخ المسجد تفعل هكذا بقرة عينيك 
لما تكن
فظا غليظ القلب وهؤلاء قال عنهم الله سبحانه وتعالى ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك 
ماذا تشعر وأنت تقف تخطب خطبتك وأنت واقف علي المنبر في نفس مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لمكان له هاله وقامة وقيمة وتفعل تلك الأفعال المشينة 
لما تكن من الذين قال الله فيهم أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون 
لما ولما ولما أعاذنا الله من أمثالكم .
______________________________
في يوم الجمعة قبل الصلاة
دق نادر الغرفة علي أخته نور باحترام ووقف منتظرا الرد واستغرب تأخرها في الرد ولكنه ظل واقفا منتظرا ردها إلي أن فتحت الباب وهي تخلع حجاب الصلاة من علي رأسها وتقول له بأسف
_ معلش ياندورة كنت بصلي الصبح 
حقك عليا يادكترة 
نظر إليها برضا قائلا
_ مقدرش أزعل من أم عيون ملونة وغمازات مرعبة
وغمز لها بشقاوة .
_حبيبي حبيبي حبيبي حبيبي خمسة حبيبي 
قالتها بشقاوة 
ثم أفسحت له المجال ليدلف للداخل مشاورة بيدها كطريقة للدخول
إتفضل أخي الحبيب .
ابتسم هو علي شقاوتها وحديثها وقال محدثا نفسه بشرود
_ خدعكي ماكر وألقي بكي في شباك العهر
وأنتي لم تتعلمي العوم وڠرقتي في شط الغدر 
وأسكرك من معسول كلامه أنهارا من الخمر
وسيتركك تتخبطين وأنتي تائهة من السكر
وستفيقي عزيزتي على مر علقم سيظل طعمه في حلقك طيلة العمر 
لكن لاتقلقي غاليتي سأمسك بكي قبل أن يمسسكي الضر 
فاق علي يداها وهي تشاور بها

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات