الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

خدي العلاج في مواعيده بانتظام 
ثم رفعت أنظارها تجاه المطبخ وجدت الحوض ممتلئ بالأواعي المتسخة 
فاستأذنت منها قائلة
_بعد إذنك ياأمي هجيب كوباية مايه أشرب 
وقامت ودخلت المطبخ وارتدت المريول وأخذت تنظف الأواعي في هدوء وبعد مدة خرجت وأكملت جلستها مايقارب من الساعتين ثم أخذت أبنائها وصعدت لكي يخلدوا للنوم .
___________________________
قبل ساعتين من الآن 
حيث تجلس نور وأخيها نادر في المطعم السوري يتناولون الطعام بمرح وحب أخوي 
نظر نادر إلي أخته قائلا بمحبة
_ إيه رأيك في المطعم حلو يانونا 
والشاورما عجباكي ولا إيه 
أجابته بإبتسامة وهيا تمسح صوص الكاتشب من علي فمها بالممسحة الورقية
_ تحفة جدا يادوك 
ابقي جبني هنا علطول واكسب ثواب في أختك الغلبانة دي
وأشارت بإصبعها علي حالها بابتسامة شقية تنم علي سعادتها.
نظر إليها قائلا بغمزة
_ الجميل جمال ملهوش مثال يؤمر وأنا عليا الطاعة أميرتي الصغيرة .
لااا لااا كده هتغر ياندروة
قالتها بغرور مصطنع.
ابتسم لها وردد
_اتغر براحتك ياقمر هو إحنا عندنا كام نور يعني 
ثم نظر إليها قائلا بجدية
_ نونو عايز أستشيرك في حاجة وآخد رأيك فيها شاغلاني من بقالها كتير ومخوفاني .
نظرت إليه بجدية مماثلة مرددة بقلق
_ مالك ياحبيبي إيه إللي شاغل بالك ومغير حالك 
نظر إليها مدعيا الحزن علي علامات وجهه 
_ أنا هحكي لك وتقول لي رأيك 
بصي ياستي أنا كنت معجب بواحدة صاحبتي وهي في أولي جامعة في كلية التجارة 
المهم مش هدخلك في تفاصيل
اتعرفنا إزاي وبعدين الاعجاب مع الأيام اتحول لحب وكنت بكلمها علطول بس مرة واحدة فقت وقلت أنا عندي إخوات بنات وإللي بعمله في بنات الناس هيترد في إخواتي 
واسترسل حديثه بجدية
_ فكلمتها وقلت لها بصي يا بنت الناس إحنا مش هينفع نتكلم مع بعض من غير علاقة شرعية تربط مابينا 
وأنا خفت عليكي زي مابخاف علي إخواتي بالظبط بس حاليا أنا مينفعش أجي أخطبك إنتي عارفة أنا لسة قدامي ٤ سنين علي ماأخلص الجامعة وسنة الامتياز يعني قدامي لسه ٥ سنين علي الأقل 
هتقدري تستنيني 
أنا مش هجبرك بس لازم ترسيني علي بر علشان معلقش نفسي بأمل كذاب 
المهم بقي إنها ثارت ساعتها وڠضبت إني مش هكلمها بس أنا هديتها وفهمتها بالراحة وأقنعتها بوجهة نظري 
وبعدين قالت لي هستناك طبعا أنا كمان لسه قدامي ٤ سنين جامعة واتفقنا خلاص هطمن عليها من بعيد لبعيد وهيا كمان 
وأنا وعدتها إني مش هسيبها وهفضل أدعي ربنا إنها تكون من نصيبي وفضلنا علي وعدنا ده سنة بحالها أعرف أخبارها من بعيد لبعيد وهيا كمان 
واستطرد حديثه قائلا 
_ وفجأة مرة واحدة بقيت مش عارف أوصل لها ولا عارف عنها حاجة لمدة شهرين 
لحد ما ظهرت في الجامعة ولقيتها ماشية جمب واحد وبتعرف صاحباتها عليه إنه خطيبها وهتتجوز بعد ماتخلص سنة تالتة وهتاخد السنة الأخيرة عنده لما تتجوزه وعلامات السعادة باينة علي ملامحها 
المهم اټصدمت وزعلت منها جدا ورغم حبي الشديد ليها اتمنيت لها السعادة ورضيت بعذاب قلبي 
وللأسف مقدرتش أنساها وكل مابشوفها قلبي يدق جدا بس ولا مرة ضعفت وبعت لها 
ومن سنة بالتحديد كده جالي رسالة علي الواتساب منها اڼصدمت أول ماشفت الرسالة 
كانت باعتة بتقول لي إنها تعيسة في حياتها مع جوزها وأنها اتسرعت إنها سمعت كلام أهلها ومستنتنيش وأنها ندمانة 
المهم هديتها وقلت لها حاولي تصلحي من حياتك وغيري من جوزك واصبري 
ردت عليا بدموع وقالت لي
_ تسمح لي نبقي أصدقاء وأشتكي لك دايما علي إللي تاعبني المهم هيا صعبت عليا جدا ووافقت لأني منكرش عليكي قلبي لسه متعلق بيها 
كل ذلك ونور تومئ برأسها لأخيها أن يكمل وكلها آذان صاغية 
أكمل نادر حديثه بشجن
_ بس ومن ساعتها المكالمات بينا بدأت تزيد يوم عن يوم 
بس ضميري بيأنبني إني وبيقول لي إنت خاېن 
إزاي تكلم واحدة متجوزة وعلي ذمة راجل تاني 
وأكمل حديثه متسائلا
_ قولي لي أعمل إيه بقلبي المتعلق بيها يانور ومش قادر أنساها
قولي لي أعمل إيه في ضميري إللي معذبني وبيجلدني كل يوم 
أنا حاسس إني خاېن خاېن 
خاېن لربنا ولجوزها ولبابا وماما وليكم انتوا كمان .
اڼصدمت هيا مما استمعت له للتو وأجابته بنبرة صوت قلقة 
_ ياحبيبي يانادر كل ده عڈاب شايله لوحدك 
كل دي هموم مكتف بيها وتقيلة علي قلبك 
وقامت من مكانها وجلست بجانبه واحتضنت كفيه وأكملت حديثها بنبرة حنونة ونصح 
_ لازم تبعد عن البنت دي يانادر وتحاول تنساها ياحبيبي الله أعلم دي بتكذب عليك ولا بتمثل عليك 
ولاتلاقيك حليت في عنيها بعد ماخلصت بتقدير امتياز وطالع الأول علي دفعتك وندمت عليك وقالت في نفسها ده هيبقي ياما هنا وياما هناك
واستغلت طيبة قلبك وطفولة مشاعرك إللي اتولدت علي إيديها أول واحدة 
ابعد عنها يانادر واعمل لها بلوك من كل الصفحات ومتكلمهاش تاني 
أقول لك غير خط الفون بتاعك خالص والأكونت بتاعك اعمل لها حظر من عليه 
وابعد عنها خالص ياحبيبي وقرب من ربنا وادعيه يهدي قلبك ويبعد عنك الخبيثين ويحط في طريقك الطيبين ياأطيب خلق الله 
ابتسم داخله علي براءة أخته التي دمرها الخبيث وعزم أمره علي أن لايواجهها قبل أن يأتي لها بالدليل علي دناوة ذالك العلي 
ووعد حاله أن يجاورها كثيرا ولا يتركها كثيرا لذلك العلي وأن يحاوطها هو وأخته نسرين وأن لايتركوها لحالها تتوه في ظلمات الهوي الكذاب.
وبعد عودتهم إلي منزلهم دخلت نور غرفتها وهي تشعر باضطراب شديد في عواطفها 
خلعت ملابسها وبدلتها بأخري بيتية مريحة ولملمت ملابسها الأخري ووضعتها بعناية في الدولاب ثم توضأت وصلت فريضة العشاء
وجلست مع حالها تحدث نفسها بحيرة 
_ ليه يانور قلبك انخلع من مكانه لما سمعتي إللي أخوكي حكاه 
ليه عقلك ربط بين حكايتك وحكايته وتاعبة حالك 
ليه أعضاء جسمك كلها بتنتفص لحد دلوقتي وگأنك زي الخاېنة المتجوزة إللي بتبعت له 
وبعد حيرة شديدة استقرت علي أن علي حبيب روحها ليس كمثله شئ وفورا بعثت له رسالة برجوعها ونيمت ضميرها بكلام علي عن عناؤه الشديد مع زوجته.
____________________________
في اليوم التالي في العيادة
تجلس مهرة ممسكة هاتفها تتصفح الفيس بوك بملل وقلبها وعقلها منشغلين بالتفكير علي أمل ضاع وحزينة علي ضياعه ولا تدري مالسبب 
وحدثت حالها بتيهة
_ أيعقل مهرة أن تكوني أحببتيه
أيعقل أن تكوني عشقتي طيفا لم تنظري
إليه ولم تعرفي ملامحه حتى 
كيف ذالك ياربي لقد زارني في حلمي أمس جائني كملاك ذو طلة هادئة وحدثني ولكني لم أري ملامحه 
أيعقل أن يحب الإنسان ويعشق الروح من نظرة عين لم تكمل الدقيقة حتي !
كف قلبي عن الدقات ستقف من تلاها 
كف عقلي عن الانشغال سوف ټنفجر من الفكر وتتوه في غياهب دنياها .
وعلي نفس حالها يجلس جواد في شرفة بيته يتقطع ألما علي من تمناه ولم يلقاها 
محدثا حاله بشوق
_ حبيبتي انتظريني فلن أتركك لغيري ولن أتخلي عنكي ملاكي 
سأصنع المعجزات لكي أفوز بكي وأنال رضاكي 
وسأصنع حيلا وسأعبر شوكا كي أنعم بطلة بهاكي 
وسترين كيف يفعل الجواد لأجلكي مهرة كي ينول لقاكي 
وأنا واثق جدا من أنكي تنتظرين جهادي لكي أنعم برؤياكي 
وبعدها سأسقيكي أنهارا من عشق الجواد ولن تملي منها ياأغلي مافي حياتي .
ثم أفاق علي والدته وهيا تدلف إليه تربت على ظهره بحنان قائلة 
_ متستعجلش علي المكتوب ياحبيبي وربك رب قلوب وأكيد ملكش نصيب فيها وربنا هيرزقك ببنت الحلال إللي تنور دنيتك 
ده انت جواد يعني فارس الفرسان ألف من تتمناك ياحبيب قلبي .
نظر إليها قائلا بتأكيد
_ وأنا من الألف دول ياأمي مش عايز غير مهرة ولو مش موجودة فيهم هترهبن وأعيش على ذكراها
وأكمل حديثه بتحدي 
_ طمني قلبك ياأم جواد إبنك قدها وقدود وهيعافر علشان ينول المهرة ويوصل بيها ومعاها لبر الأمان .
طبطت عليه وقالت له 
صعدت أسماء لشقتها ودلفت بأطفالها إلي غرفتهم وقبلتهم وأمرتهم بالنوم ثم خرجت بعد أن اطمأنت عليهم 
ودخلت إلي غرفتها وأحضرت ملابس بيتية مريحة وذهبت للحمام لتنعم بحماما دافئا يزيل عنها تعب اليوم 
وبعد أن انتهت من حمامها وتصفيف شعرها سمعت زوجها علي ينادي بعصبية
_ ياأسماء إنتي فين 
خرجت إليه وقالت بهدوء 
_ نعم محتاج حاجة 
رد عليها متسائلا بإستغراب
_ طلعتي امته ولا سمعت لك صوت ولا جيتي طليتي عليا وأنا بدي الدرس زي عوايدك في إيه كده مالك 
أجابته ببرود 
_ مالي علي الله ياشيخ علي أنا ولا فيا حاجة ولا محتاجة كل مافي الحكاية إني قررت أسيبك براحتك خالص وموجعلكش دماغك كل شوية زي ماكنت بتقول لي .
نظر إليها بإبتسامة مستفزة
_ ياحلاوة ياولاد أخيرا شغلتي الجمجمة بتاعتك دي وهتبطلي شكوك وأوهام في جوزك أبو ولادك .
أجابته باستفزاز مماثل
_ علي الآخر ياعلي خد راحتك وعيش حياتك وانبسط علي كيف كيفك وأنا برده هعيش وانبسط علي كيف كيفي وكل واحد ينام علي الجمب إللي يريحه يالولو 
ثم أشارت له بيديها وأولته ظهرها قائلة بلا مبالاة
_أنا داخلة أنام تصبح على خير.
نظر علي طيفها بشرود مرددا
_ وانتي من أهله .
ثم حدث حاله بإستغراب قائلا
_ هيا مالها دي فيها إيه 
وتقصد إيه بكلامها ده هو أنا ناقصك إنتي كمان 
تاتكم القرف نسوان نكدية 
قالها بتأفف وغادر المكان .
____________________________ 
بعد مرور شهران علي أبطالنا 
حالهم تغير وأصبحو مهمومين 
فمهرة لم تستطيع نسيان طيفها وأصبح ملازمها والجواد يفكر في طريقة للوصول لها 
ونادر ونسرين محاوطين نور ومكالمتها مع علي قلت كثيرا 
وأسماء مستمرة علي التجاهل التام لعلي وذالك شىء بات يثير جنونه .
في منزل والد جواد 
حيث جاء صديق والد جواد الحاج رمضان رجل ذو وجه بشوش البسمة لاتفارقه يجلسون في الشرفة يتحدثون هو وجواد ووالده في أمور الحياة ثم أخذ بهم الكلام وتحدث والد جواد بضيق للحاج رمضان قائلا
في حاجة مضايقاني يا رمضان من جاركم ونسيت أقول لك عليها ومزعلاني جدا .
نظر إليه رمضان بإستغراب وتحدث بتساؤل
_ جاري مين إللي مزعلك يابو جواد وعمل معاك ايه 
أجابه والد جواد بضيق
_ جاركم محمد الشريف ياسيدي أبو مهرة تصور الحاجة أم جواد شافت مهرة بنته في العيادة وعجبتها ولأجل الحظ الدكتور مجاش في اليوم ده 
فاأم جواد قالت له تعالي معايا العيادة وشوفها هتعجبك أوي وأصرت عليه المهم راحو تاني يوم وشافها والحمدلله ارتاح لها ودخلت قلبه 
تاني يوم علطول بعتنا أختي ليهم وقالت لهم علي جواد واستنت رأيهم مفيش يومين لاقينا أبوها باعت الرد إنها لسه صغيرة ومش هيجوزها دلوقتى 
وأنا مش مصدق السبب ده خالص ولا يخيل علي أي حد 
ثم نظر إلي إبنه جواد بإعتزاز قائلا
_ هو إبني معيوب ولا في حاجة لاسمح الله علشان يترفض طيب والله العظيم هما الخسرانين 
ونظر إلي جواد بدعم .
أجابه العم رمضان بمحايلة
_ إزاي بقي الكلام ده ده جواد راجل مفيش
منه ولا في أدبه ولا في

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات