الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 7 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

أمام عيناه مرددة
_ ايه يا عم الطبيب جاي تسرح وتتوه عندي هنا .
إبتسم بمرارة وتحدث وهو يهدهد علي ظهرها قائلا بحنو 
_ إيه رأيك نخرج النهاردة أنا وأنتي تنقي لي طقم حلو كده يليق بأخوكي الدكتور علشان عندي ميعاد في مستشفى خاصة كانت عاملة إعلان إنها عايزة دكاترة حديثي التخرج 
وغمز لها قائلا
_وبالمرة أعزمك علي أحلي ساندويتش سوري من عمك فواز السوري 
يالا أهو كله بثوابه
قالها بهزار .
قفزت من مكانها بسرعة البرق واحتضنته قائلة 
_ ياخراشي أحلي دكترة ده ياولاد 
امته بقي ياشقيق علشان البرنسيس نور تجهز حالها 
قالتها بفخر .
رد عليها بنفس الفخر والهزار 
_ ياسعدك ياواد يانادر هتخرج مع البرنسيسة نور بجلالة قدرها ده إنت تبقي محظوظ 
وقرصها من خدها علي سبيل المداعبة 
ثم قال لها وهو يغادر 
_ هلحق أنا اتوضي بقي علشان صلاة الجمعة وجهزي نفسك علي بعد صلاة المغرب ولو ملقتكيش جاهزة هروح للبت نيرو علطول .
أجابته بسرعة
_ نيرو مين ياعم الشباب هو في حد في زوق نورا الأمورة
وأشارت علي حالها بفخر علي سبيل الدعابة 
_ هتلاقيني بعد المغرب مستنياك تحت قدام الباب يابرنس .
رد عليها وهو خارج من الغرفة
_ ياخراشي يانادر علي إللي بلفتك في ثانية وثبتتك وبتقولك عم الشباب كمان وبرنس 
ثم قال لها مداعبا
_ ضيعتي هيبة البالطو الأبيض ياشقية 
ابتسما كلاهما ثم خرج إلي غرفته ودخلت هي إلي تختها بوجه سعيد من ذالك الأخ الجميل .
____________________________
في منزل محمد الشريف
يجلس هو وزوجته وابنته مهرة يتحاورون في موضوع جواد 
حيث سردت والدة مهرة لزوجها ما قصه جواد لإبنته قائلا لهم بعتاب لطيف
_ كده ياأم مهرة تخليه يكلمها وتخليها ترد عليه 
اچابته بوجه بشوش وابتسامة
_ متحبكهاش ياابو مهرة الواد إنت سألت عليه محترم وابن ناس محترمة ومتربي
وبعدين ده متقدم لها وكان عايز يصارحها بحاجة مهمة 
واسترسلت حديثها بنبرة واثقة
_ وبعدين أنا واثقة في تربية مهرة العالية إنها مش هتتجاوز أبدا 
بدليل إنها كلمتني استأذنتي وأنا لولا عارفة إنك بتثق فيا وبأرائي أذنت لها وقلت لها مطولش عن عشر دقايق 
وهيا ماشاء الله عليها بنت أبوها بصحيح وتربية أمها 
وأشارت علي نفسها بإعتزاز مكملة 
_ يعني مفيش حاجة بنتي تجاوزت فيها 
كل ذلك ومهرة تفرك يداها بتوتر وخجل
ثم نظرت إلى ابنتها متسائلة بهدوء
_ صح يامهرتي 
اكتفت مهرة بإيماءة خفيفة من رأسها مؤمنة كلام والدتها ولم تستطيع النطق من شدة الخجل .
نظر إليهم محمد قائلا بحكمة
طيب ياأم مهرة أنا شاورت عقلي وبصراحة كده أنا مش موافق .
انقبض قلب المهرة من حديث والدها وكأنها سمعت خبر مۏت عزيز عليها ولكن لم تفتح فمها بكلمة وظلت علي وضع الصامت تستمع إليهم 
إلي أنا قال والدها عن أسباب الرفض بطريقة عقلانية بعدما سألته أم مهرة 
شوفي ياأم مهرة هو بيقول إنه مخلصش الكلية وقعد منها وبنتنا هيبقي معاها كلية وأكمل بحكمة 
_ ينفع تاخد واحد أقل منها في التعليم هيا في الكلية وبإذن الله هتخلصها بتقدير محترم زي إللي جابته السنة إللي فاتت 
وكان في دماغها تعمل دراسات عليا 
واسترسل حديثه بتعقل
_ وكمان مش معاه شغلة مستقرة ولا هيبقي معاه شهادة معقولة يقدم فيها في شغلانة 
حلوة 
فأنا شايف إننا منتسرعش وبعدين دي كان لسة متقدم لها عريس وكان مدرس 
وشغال محفظ كمان 
وقالت مش مرتاحة يابابا يبقي نصبر عليها دي لسة صغيرة
هرد عليهم بكدة وهقول لهم إنها لسة صغيرة وإنها مش هترتبط إلا لما تخلص كلية 
علشان ميحسش إن سبب الرفض الفرق التعليمي ونجرحه 
وذهب إلى ابنته واحتضنها وقبل جبينها قائلا بإعتزاز
_ مهرتي الجميلة ووردة أبوها الغالية إيه رأيك ياحبيبتي في كلامي
نظرت إلى والدها بخجل وتحدثت بتلعثم
اللي تشوفه يابابا أنا مقدرش أعارض حضرتك 
ثم قامت علي الفور مستئذنة للخروج 
محتاج مني حاجة تانية يابابا قبل ما أخرج .
أجابها والدها بإبتسامة رضا
لأ ياحبيبتي روحي شوفي مذاكرتك وربنا يوفقك ياحبيبة أبوكي إنتي .
خرجت علي الفور وهي تشعر بدقات قلبها تعنفها جدا وكأنها تلومها على ذلك الرفض
ودخلت غرفتها واغلقت الباب ورائها 
ووضعت يدها علي صدرها محدثة نفسها 
إهدي يا مهرة في إيه 
ليه قلبك بيدق بسرعة كده وعلشان إيه يدق أصلا 
وليه إحساس الزعل والقهر ده ده إنتي حتي متعرفيش شكله 
وإشمعنا ده بالذات إللي فرق معاكي كده 
وشغل بالك بالطريقة المرعبة دي 
كل هذه الأسئلة طرحتها علي نفسها ولم تجد لها إجابة وتلقائيا رفعت بصرها إلي السماء تدعوا الله أن يريح بالها ويوصلها إلي بر الأمان .
أما في الخارج عند والد مهرة ووالدتها ما زالا يتحدثان 
حيث قالت أم مهرة لزوجها بتروي
_ ليه يابو مهرة ترفض علشان فرق التعليم ده الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 
ومجابش سيرة فرق التعليم خالص وبعدين أنا جسيت نبض البنت ولاقتها مرتاحة جدا كمان 
وأكملت بتذكر 
وبعدين قبل كده كنت بسألها وتقولي مش مرتاحة ياماما إلا المرة دي بالذات 
لقيتها بتقول لي أنا حاسة براحة ياماما غير كل مرة 
وبعدين يابو مهرة من رضي بقليله ربنا رضاه بكتيره متصعبهاش أوي كده .
رد عليها باستنكار وحدة خفيفة 
مش مهرة اللي أرضي لها بالقليل دي بنت عمري وبنت قلبي إللي شافها قبل عيني 
وبعدين أنا عامل لمصلحتها علشان ميحصلش مواقف بينها وبينه في يوم من الأيام بسبب الموضوع ده ويبقي فيه حساسية 
فكده أفضل بكتير ياأم مهرة أنا شايف إن الجواز لازم يكون مبني علي توافق فكري وعلمي 
والراجل لازم يكون مستواه في العلم أعلي من الست 
وخلاص البنت اقتنعت وقالت اللي تشوفه يابابا 
فمتتكلميش تاني قدامها علشان منعلقهاش بوهم وحاجة مش هتحصل 
ثم أكمل برفض قاطع 
أنا مصمم ومش هغير رأيي وهبعت لهم الرد إن شاء الله علطول دلوقتى.
استمعت له وقالت بطاعة 
خلاص إللي تشوفه ياابو مهرة كلامك علي عيني وراسي .
ثم أمسك بالهاتف واتصل بزوج عمة جواد وبعد السلامات أبلغه الرد علي إستحياء 
ثم أغلق الهاتف وبعث إشارة اطمئنان بعينيه إلي زوجته معناها أن كده الأفضل لجميع الأطراف .
____________________________
في نفس اليوم بعد المغرب 
كانت نور مرتدية ملابس الخروج المناسبة لكي تستعد للخروج مع أخيها وهي في قمة فرحتها 
خرج أخيها من غرفته وممسكا بمفاتيح دراجته البخارية الموتوسيكل 
ونظر إلى أخته بإشارة تدل علي المغادرة متحدثا
_ يالا يانونا قبل ماأرجع في كلامي .
انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب قائلة 
_ترجع إيه ده إنت دكتور قد الدنيا هو فيه دكتور يرجع في كلامه 
وغمزت له بأعينها كنوع من الدعابة .
أجابها بحب 
في طريقهم أولا إلي محل الملابس 
وصلوا إلى المنطقة المزدحمة بالمحلات وأخذوا يدوروا فيها مايقارب الساعة 
ثم انتقوا طاقما في غاية الشياكة وكان من اختيار نور فهي ذوقها عالي جدا 
ثم ذهبوا إلى الكاشير وسددوا الفاتورة وغادروا المنطقة 
ثم أخذها إلي مطعم سوري خاص بأكلة بالشاورما التي تعشقها وطلب لها ماتريده 
وطلب لنفسه وبعد انتهائهم من تناول الطعام
حمحم بصوته ونظر إليها قائلا بتأني
نور عايزة أتكلم معاكي في موضوع مهم ممكن 
أجابته قائلة بابتسامة عذبه ظهرت غمازاتها من خلالها 
_ يعني مخرجني ومعشيني وباسطني وكمان بتستأذن 
ده انت تؤمرني أمر أطيع فورا 
قالتها بهزار وإبتسامة .
رد لها الإبتسامة وتحدث بجدية ....
__________________________
في منزل جواد
حيث أبلغه زوج عمته برفض والد مهرة وقال له سبب الرفض 
وعند سماع جواد بذلك الخبر غادر المنزل علي الفور فهو يريد الإختلاء بنفسه كي
لايلحظوا عليه علامات القهر التي ظهرت فورا علي ملامحه رغم ظهوره لهم بمظهر ثابت 
إلا أن وجهه بان عليه جدا لاحظت والدته ذالك وحزنت كثيرا 
وبعد خروجه من المنزل حدث نفسه بحزن 
أيعقل أن يخونني شعوري بارتياحها لي !
أيعقل أن أكون متوهما أنها لم تشعر بي من النظرة الوحيدة من
عيني لعينها والتي عبرت بها عن مكنون الحب من النظرة الأولى 
أيعقل أن تكون المهرة لجواد غيري يروضها 
وعند ذالك السؤال انقبض قلبه ورفض رفض تام مرددا مع نفسه بحيرة 
_لقد حلمت أحلاما وبنيت قصورا من الحب في أحلامي 
وزينته بالعشق وطرزته بالغرام في أوطاني 
وألبسته حلة من الأمل والآمال وتغلغل في كل كياني 
وأغلقت علي بابه بمفتاح من الهيام وجلست أشاهده بكل أماني
ولكني رميت بقنبلة الفراق وتركت أحترق وتهدمت أمالي
وبابي مغلق ولم أعرف أفتحه فدمرني غرامي وأصبحت هشيما لأوهامي 
لأ وألف لا لن أتنازل عنكي يافرسة أحلامي فالجواد لايليق به إلا أنتي يامهرة أحلامي .
خاطرةجواد
بقلمي_فاطيما_يوسف
وصمم في نفسه علي أن لايتنازل عن مهرته مهما كان سيحارب لأجلها وبإذن الله سيصل لها .
البارت_الخامس
في منزل والد علي حيث يقطن علي في الدور الثالث ووالده في الدور الأول 
نزلت أسماء مع طفليها لكي تسهر معهم 
وتتبادل معهم أطراف الحديث علها تنسي المرار التي تعيش به 
دخلت بوجه بشوش مرددة
_ السلام عليكم ورحمة الله 
ونظرت إليهم بحب نابع من قلبها وقالت بابتسامة
_ عاملين ايه يا حلوين 
وأشارت إلي أطفالها مازن 
واسترسلت بحنان وهي تمسك يداهم
_تعالو لما أحط لكم تاكلوا يانور عيوني انتوا.
أجابوها ببراءة
_ الحمدلله ياتيتا إحنا أكلنا وشبعانين علي الآخر 
سألها يزن 
_ آمال فين المكعبات ياتيتا عايز ألعب بيها 
ماما مش بتخلينا نلعب بيها فوق خالص بتقول بتضايقني .
أجابتهم الجدة بحنو بالغ
_ يانهار أبيض من العين دي قبل دي ياعيوني 
وقامت علي الفور وجلبت لهم المكعبات وأجلستهم في جانب وتركتهم يلعبون مع بعضهم وأوصتهم بأن لايتشاجرو مع بعضهم وخرجت لزوجة إبنها .
ونظرت إليها مردفة بابتسامة
_إيه ياسمسمة ياحبيبتي تشربي إيه أعمله لك
ردت عليها أسماء بشكر
_ متتعبيش نفسك ياماما أنا لو عايزة أشرب حاجة هدخل أعملها لنفسي أقعدي ياحبيبتي أنا مش غريبة 
وأفسحت بجانبها مكان لكي تجلس بجوارها
جلست بجانبها قائلة بحب
_ غريبة إيه ياحبيبتي ده إنتي بنتي التانية وأخت جهاد ومحبتك زيها بالظبط 
قالتها بصدق حقيقي 
وأكملت بتساؤل
_ مالك ياأسماء ياحبيبتي وشك دبلان كده ليه 
هو علي مزعلك 
عرفيني لو مزعلك وانا أشد لك ودانه ده إنتي أم الغاليين 
ونظرت إلى أحفادها بمشاعر حب صادقة .
اجابتها أسماء بإبتسامة كاذبة
_ لأ ياماما مش مزعلني ولا حاجة ده أبو مازن مفيش منه تسلم تربيتك ياأمي 
واسترسلت حديثها بكذب كي لاتقلق هذه الطيبة قائلة
_ إنتي عارفة الأولاد تاعبيني ومش بيبطلو خناق وضړب في بعض وبيعصبوني .
نظرت إليها أم علي 
_ معلش ياحبيبتي العيال كلهم في السن ده كده ربنا يعينك علي تربيتهم يارب ويطلعو من الأتقياء الأنقياء الصالحين يارب .
آمنت أسماء علي كلامها وتبادلا أطراف الحديث ثم نظرت أسماء إليها متسائلة بجدية
_الضغط والسكر أخبارهم إيه معاكي النهاردة ياحبيبتي 
تنهدت بضيق وأجابتها
_ والله ياأم مازن الدوخة مش سايباني والزغللة في عنيا 
وأكملت بحمد
_ بس الحمدلله إحنا أحسن من غيرنا كتير .
نظرت إليها أسماء بإبتسامة حانية وأردفت
_ ربنا يشفيكي ويعافيكي يارب ياحبيبتي بس أهم حاجة

انت في الصفحة 7 من 18 صفحات