قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
بأنه رحل و لن يعود ثانية و إن أكف عم السؤال عنه و منذ ذلك اليوم لم أسأل...
بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع
لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي...
لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب...إضطررت
انا للخروج للعمل و ترك دراستي لاوفر لها ثمن الدواء و لكن مرضها إشتد... الطبيب يقول أن مرضها خطېر
في أقرب وقت...نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه
لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتىيجد
من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي
مائة و خمسون ألف يورو..
لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك
ذلك الوقت حتى أنتظره...يجب إجراء الجراحة
وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل
لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف
يورو... الطبيب أخبرني إنه يمكنني أناادفع نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد
إجراءها...أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ
إلى هنا...انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ...كانت
و لكنني لم أكن أبالي...لكنني الان خائڤة جدا من فقدانها...لا أعرف أحدا غيرها... هي كل عائلتي....
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها
أجبرتها على التوقف.... لتسمعه يقول ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض...طبعا
داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا..يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة ليه دلوقتي بالذات...
انا لا أريد شيئا سيدي... لقد اخبرتك أن والدتي
مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا...لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا أعرفه من أجلها هي فقط
لا اريد فقدانها...كنت أريد أن تساعدني...بأن تعطيني
الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد
أخبروني بأن الإجراءات تتطلب وقتا...امي قالت
لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين....سيف بهدوء و قد أيقن أنه وصل لنهاية اللغز و لماذا أنا بالذات
عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج ظرفا كبيرا...
وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها
و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور
و كذلك سلسلة.... هذا كل ما أملكه من دليل سيدي تفحص الأوراق بهدوء و صبر قبل أن ينتفض
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح الصدمة...
تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق طنط هدى....إنت بنت طنط هدى...هي لسه عايشة
نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص
مظهرهما الراقي و المنمق الستات دول مبيكبروش
ابدا.. الشعر مصبوغ و ماكياج و كأنهم رايحين فرح...عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط بيتمشوا في البيت بالكعب... عيني عليكي ياما
مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها
عشان تغسليها و ترجعي تلبسيها من ثاني.....وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول
صباح الخير....
أشارت لها سناء خالتها لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها صباح النور يا حبيبتي تعالي أقعدي
حنادي على عزة تجيبلك قهوة....
جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها
خالتها إلا أن علاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك
بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى
أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة
تعد على الأصابع لكنها كانت تساعدهم ماديا
خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة
لابنها بعد إقتراح