قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الأول
سناء و متكلمتش معاها في أي حاجة
انا اصلا زي ما إنت قلت... خدامة عشان بنتك
بس معلش كله حيعدي الضړبة اللي ما بتموتش
بتقوي... تصبح على خير.
ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل
جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها...أما فريد
فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم
بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت...تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كل كلمة نطقت بها...
تحمل تمتلكها... ألقى نظرة أخيرة نحوها قبل أن يدلف غرفة مكتبه بذهن شارد.
في ألمانيا......في مكتبه أنهى سيف مكالمته الهاتفية و على
ثغره إبتسامة خبيثة بعد أن أعلمه مساعده إيريك بأن كل تعليماته قد نفذت بالحرف الواحد ...
غدا صباحا عمته هدى
طاقم طبي كامل لمتابعة صحتها... تعمد إختيار
موعد إقلاع الطائرة في الصباح الباكر حتى يفاجئ سيلين و بذلك ستظطر للرجوع معه
لمصر رغما عنها.. قهقه باستمتاع على خطته البسيطة و هو يتخيل مظهرها المتفاجئ غدا....طرق باب المكتب ليسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى كلاوس....
فهذه هي طبيعة كلاوس قليل الكلام و لا يسأل
كثيرا سوى للضرورة و لا يعارض أوامر سيف كما
أنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ينفذ الأوامر فقط
و الأهم من ذلك انه شخص غير فضولي
و وفي جدا و هذا ما جعل سيف يثق فيه ثقة
كبيرة حتى أنه يأمنه على أغلب أسراره....
حاسوبه لتظهر أمامه صورة لإحدى الحقائب
النسائية الغريبة... عقد حاجبيه بعدم فهم
و هو ينقل بصره بين الصورة و بين مديره الذي
لم يمهله كثيرا ليتحدث مفسرا له دي شنطة
هيمالايا بركين من هرميس...دي تعتبر من أندر و أغلى
الشنط في العالم كله سعرها وصل لحوالي مليون
حرك كلاوس رأسه تعبيرا عن فهمه لكلام سيف
و هو يحاول بكل جهده إخفاء تعبيرات وجهه
الغير راضية عن هذه المعلومة لكن سيف قاطع
تفكيره قائلا انا عارف إنت بتفكر في إيه
فعلا إنت عندك ثمن الشنطة دي يجيب فلتين في أرقى مدينة في مصر....
قلب سيف شفتيه بانزعاج و هو يكمل بيقولوا
إنها مصنوعة بالايد و من جلد تمساح الألبينوا و فيها فصوص الماس كمان....عشان كده هي نادرة و غالية
أحيانا بيكون غريب اوي و مبيتفهمش.... المهم انا عاوز
الشنطة دي بكرة قبل المساء..عاوز اشوف ردة فعل
الست إلهام لما تشوفها في إيد سيلين .
أومأ له كلاوس بالايجاب و هو مازال يحدق أمامه في هذه الحقيبة ذات الشكل القبيح بالنسبة له...
هب من مكانه قائلا بهدوء أي تعليمات ثانية ياسيف بيه
سيف و هو يتراجع بجسده على كرسيه لا.. تقدر تمشي دلوقتي...و متنساش الشنطة عاوزها بكرة.
كلاوس متقلقش بكرة إن شاء الله تكون عند حضرتك.. .أكمل كلامه ثم خرج مغلقا الباب ليبدأ منذ الان
في تنفيذ ما طلبه منه..الساعة الثانية صباحا...في قصر عزالدين....
هبت إلهام فزعة من فوق اريكة الصالون التي غفت فوقها تنظر إبنها آدم الذي تأخر بسهرته في الخارج...
سمعت صوت الباب الخارجي يفتح لتهرول بخفة
تفتحه حتى لا يصدر صوتا همست پغضب و هي ترى مظهر آدم المزري ششش وطي صوتك جدك
حيفيق...إنحنى آدم يلتقط مفاتيحه التي وقعت على الأرضية
ترنح قليلا ليستند على الباب و هو يتحدث بصوت
متثاقل لشدة سكره إيه.... يا ست الكل...جدو ماټ...ماټ من زمان اوي...
شهق و هو يضع يده على فمه بغير وعي مكملا إنت
واقفة ليه برا ياماما ... ادخلي... ممممم جدو العجوز الخرفان طردك ثاني.... صح.... أدخلي جوا الجو برد اوي برا.... جدو.... بس هو ماټ من زمان أوي....شهق مرة أخرى لتجذبه إلهام للداخل متمتمة
بنبرة مشمئزة أدخل جوا ووطي صوتك....إنت سکړان و ريحتك تقرف..تعالى معايا
حطلعك اوضتك قبل ما جدك و ابوك يصحوا....جذب آدم ذراعه من يدها لترنح حتى كاد يقع
و هو يهتف بتذمر تؤ... مش عاوز انام.... انا عاوز
أغني....أسرعت إلهام لتضع يدها على فمه لتسكته قبل أن
يبدأ في الحديث من شديد قائلة بوشوشة
إخرس يا مچنون... حتوقعنا في مصېبة إتسند عليا
علشان اوصلك لفوق قبل ما ابوك يصحى...آدم بهذيان اوووف بقى هو جدو و إلا ابوك اللي
يصحى...واحد و إلا إثنين و إلا ثلاثة... هي مالها
بتشربه داه...إنت حتضيع كل حاجة بسبب إستهتارك داه....ظلت توبخه حتى وصلت به لغرفته...رمته على
السرير و هي تجاهد لأخذ أنفاسها اللاهثة
نظرت نحوه لتجده قد غط في نوم عميق...ضغطت
على أسنانها پغضب ثم غادرت الغرفة و هي تتوعد
له غدا صباحا....
الفصل اللي جاي حيبقى بداية الأحداث
الفصل التاسع
إبتسم سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته الغاضبة... منذ الصباح و هو يحاول محادثتها
دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين
لآخر...بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن طائرة طبية خاصة...
فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها
نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين
تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى هنا...شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير
لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة...لم يكن
لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها... هي فقط
غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة
هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة... مجرد التفكير في أن ذلك
قد يحصل يصيبها بالجنون.....
جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت
كليا.. نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم
أن تحصل عليه يوما ما...سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها
مثالية و كأنها أميرة حقيقية...رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات
غريبة إقشعر لها لا إراديا سرعان ما تغيرت
نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول
ماي برانساس... بتفكر في إيه
قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات قلبها دون سبب.... رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها
قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة و لا حاجة... انا
خاېف على مامي إنت مش قلت.. ليا إنها سافر إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها
ثم أخذ كفها بين يديه.. قبله عدة مرات رغم محاولتها
جذبه منه لكنه كان يضغط عليه برفق دون أن
يألمها... رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ إحمرار وجهها...هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها
قائلا حبيبي...إهدي و إطمني طنط هدى الحمد لله عدت مرحلة الخطړ و بقت كويسة...انا نقلتها
مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا
عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي....
أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل كلمة ينطق
بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة ....إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد... و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها
حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها ... .هزت رأسها بالموافقة قائلة طيب... وبعدين
يعني مامي حتخف.... انا عاوز أرجع لألمانيا انا
مقدرش يعيش في مصر .
أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة ... المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا طيب ليه
سيلين بترددعشان.. انا مش يعرف حاجة في مصر... انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس
يعني بعرف اتكلم بس...انا مش يعرف البلد.. الشوارع مش يعرف أي حد .
حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح
لها برؤية الشوارع و التجول فيها