الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثالث

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

عدة مرات و هي تتفحص الغرفةالتي أنيرت فجأة....
كانت في غاية الجمال رغم كآبة ألوانها التي تتراوح بين البني و الأسود... سرير و خزانة كبيرة بنية اللون و زربية تغطي الأرضية و اريكة جلدية سوداء بالإضافة إلى شرفة زجاجية كبيرة تمتد على كامل الحائط و لا ننسى ذلك الكرسي الهزاز القديم الذي أضافللمكان طابعا عتيقا ....تمتمت دوم تصديق تسأله 
إيه المكان داه لم يجبها بل تخطاها ليفتح الشرفة ثم يعود ليجر الكرسي الهزاز و يضع بالقرب من سور 
الشرفة الخشبي و يجلس عليه بهدوء.... 
إنتظرته حتى إنتهى ثم عادت لتساله من جديد سيف انا بسألك إحنا فينإستنشق دخان سيجارته التي إشعلها للتو قبل أن يرد بجفاءفي جنوب أفريقيا.....و كما توقع جن چنونها و لسانها لم يتوقف عن السؤال كيف و أين و متى ولماذا جاؤوا إلى هنا... 
بينما هو لم يكف عن التحديق بها و بعينيها البلوريتين التي ترمقانه بدهشة من حين إلى آخر.....صوت صړاخها أيقظه من شروده إنت مش بترد ليه انا بكلمك إنت خاطفني صح...إنطق قول أي حاجة أنا هتجنن أرجوك يا سيف رد عليا .ختمت كلامها بضړبة صغيرة من يدها على ظهر الكرسي دليلا على نفاذ صبرها لكن شيئا لم يتغير بل ظل على حاله يجلس ببرود و يتطلع الغابة المظلمة المحيطة به و كأنها أجمل لوحة في العالم...رمى بقية سيجارته ثم بدأ يتنفس الهواءمن أنفه عدة مرات دلالة عن تصاعد غضبه قبل أن يقف من كرسيه فجأة وقد بلغ منه الڠضب مأخذه لېصرخ فيها بصوت عال 
أرعبها إخرسي....كفاية... كفااااااية 
خاېفة من إيه... قوليلي.....أخذ يهزها من كتفيها غير مبال بإرتجاف جسدها و لا بزرقاوتيها الحائرتين ليدفعها عنه پعنف خوفا من ضعفه أمامها...مټخافيش انا معاكي....همس بخفوت قبل أن يجلس من جديد على كرسيه و يغلق عينيه مستندا برأسه على ظهر الكرسي كان يستمع لصوت أنفاسها العالية و هي 
تقف خلفه مباشرة يعلم أنها فضولية و لن تتركه حتى تعلم ما يجري.. لماذا هم هنا و كيف جاؤوا إلى هنا.... نطق مفسرا دون أن يفتح عينيه جينا هنا عشان عندي شغل..شوية و هننزل تحت عشان نتعشى .طب فين ماما و طنط سميرة... هما كويسين و آدم.....كانت تقف وراءه مباشرة و هي تسأله 
لتشعر بظهرها في الثانية الأخرى يرتطم 
على الحائط و سيف يقف مقابلا لها يحدقفيها بنظرات قاټلة عيناه تكادان تخرجان من مكانهما صدره يعلو و يهبط 
من شدة غضبه....كان حرفيا كوحش هائج قد خرج من قفصه للتو... لأول مره تراه بهذا المنظر المرعب او بالأحرى لأول مرة ترى وجهه الحقيقي الذي حدثه عنها آدم. 
إخرسي...إوعي تنطقي إسم الكلب داه على لسانك...قريب جدا هتخلص منه للأبد... هقتله سامعاني .حركت رأسها و دقات قلبها تتصارع و كأنها
في سباق قبل أن تنكمش على نفسها . ..و هو ينفجرضاحكا و كأنه مختل عقلي.....كانت تراقبه بحذر حتى إنتهى من ضحكته ليهتف مرة واحدة بنبرة منكسرة لسه رافضاني...طب ليه قوليلي إيه اللي مش عاجبك فيا و انا أغيره.... بس تحبييني......ضړب صدره بقبضته عدة مرات
قبل أنيكمل إعترافه دون إهتمام أن يظهر أمامها
بمظهر الضعيف إنت الوحيدة اللي من يوم ما شفتك رجعتلي طعم الحياة من ثاني...قويت بيكي و بقى عندي
أمل عشان أحيا و أقاوم و أستمر رغم كل
حاجة بتحصل حواليا....إستنيتك كثير...
التي هربت فجأة و كأنها لم تقضي أياما و لياليطويلة و هي تبرر لنفسها ما يحصل بس إنت...إتجوزتني عشان طلب جدو يعني مش بتحبني تعلقت أنطارها به و هي تشاهده يضحك بأعلى صوته مرددا كلماتها التي أصبحت مصدر سخرية له 
مش.... بتحبني... مش بتحبني توقف فجأة يطالعها بعيون خاوية مما جعلها
تحني رأسها حتى لا ترى نظراته المنكسرةو التي مزقت نياط قلبها فسيفها لا يليق به سوى القوة....فهم حركتها لكنه لم يهتم بل رفع ذقنهاو هو يضع يده الأخرى بجوار كتفها على الحائط
مردفا تعبت...الجبل القوي إبتدى ينهار يا سيلين أعمامي عاوزين يتخلصو مني عشان ياخذو فلوسي و إبن عمي هدفه في الحياة إنه ېقتلني و ياخذك مني.... جدي بيساندهم رغم معرفته
بكل حاجة تعب الشغل و ضغوط الحياة...خناقاتك إنت و أمي ومسؤولية عمتي.....بس داه كله في كفة و إنت في كفة ثانيةخالص....مش عارف أتعامل معاكي حاولت بكل جهدي إني أفهمك بس مقدرتش... اول مرة سيف عزالدين يفشل في حاجة...مشكلتك إنك ساكتة مش بتتكلمي مش بعرف بتفكري في
إيه و إلا عاوزة إيه بيني و بينك جدار جليدو لازم نتعاون عشان نذوبه... مفيش قدامناغير الحل داه و إنت عارفة كويس .أكملت و هي ترمش بعينيها
عارفة... إنك تقصد لو سبتني في ناس
هتأذيني مش كده اغمض عينيه يستدعي كل مخزون الصبر في
العالم و هو يكور قبضته حتى لا يكسر راسهاالعنيد ليزفر بقوة قبل أن يفتح عينيه قائلا بهدوء مصطنع 
لا....أنا عمري ما هسيبك عارفة ليه.... عشان الاحتمال داه مش موجود أصلا في قاموسي...لآخر نفس ليا يا سيلين... لآخر نفس هتبقي مراتي.... أنا مش عارف هقعد لإمتي بقلك إني بحبك....من يوم ما شفتك في المطعم اللي بتشتغلي فيه و انا عرفت إنك هتبقي ليا....رغم إني ضيعتك و ندمت جدا إني
مخدتكيش من هناك ليلتها و لما جيتيلي
بنفسك للشركة قررت إني مستحيل اسيبكمهما حصل...ركزي ها.... ركزي في كلاميعشان الظاهر إن فهمك بالعربي ثقيل اوي....أنا بحبك....أنا بحبك و مش عشانوصية و لا زفت إفهمي بقى .و لأول مرة تبتسم له... تلك الابتسامة المشرقةالتي لا طالما تمناها.. رباه كم بدت فاتنة و حمرة الخجل تزين وجنتيها حوريته الصغيرة التي ملأت حياته بشقاوتها و دلالها... كم اتعبت 
روحه و أتعبت قلبه الذي صار عليلا رغم 
وجودها فهل آن الأوان لتشفيه و تعيد له 
كان أجمل شعور يحصل عليه منذ سنوات... دفئ جسدها الصغير و رائحتها الطفوليةالناعمة تخللت أنفه وصولا لرئتيه...ليرفع 
يديه ببطئ و يضمها نحوه بكل رقة كما 
يفعل كل ليلة و هي نائمة خوفا من إستيقاظها....لكنها الأن مستيقظة... مازال عقله لم يستوعب
جملة الاحداث و التغيرات التي حصلت.... شعر بجسدها يرتخي تريد إنهاء العناق و لكن كيف ذلك و هو مازال لم يتأكد جيدا أنهابين يديه.. ليستمع لضحكاتها لكنه لم يباليو هو يسير بها نحو الفراش....و في نيتهطي صفحة الماضي وإستبداله بحياة جديدة 
كتب لها أن تبدأ في بلد غريب......
الفصل التاسع و العشرون 
قضيا يومين أشبه بالحلم و لم ينغص فرحته سوى الخبيث صالح الذي لم يتوقف عن الاتصال به و التأكيد عليه بأن يحضر حفل زفافه....إوعى متجيش...أنا حضرت فرحك على فكرة...حجة صالح التي يلقيها على مسامعه كلما تحدث معه ليستسلم سيف و يقرر الرجوع لمصر حتى يحضر حفل الزفاف....كان الحفل فخما للغاية حيث حرص صالح
على أن يكون كل شيئ مثاليا من الديكور
و مختلف مظاهر الزينة التي غطت كامل
أرجاء حديقة القصر و كذلك البوفيه الذي
أعد من قبل أشهر الطباخين في البلاد....
حفل حضره نخبة من رجال الأعمال من 
أصدقاء العائلة و منافسيهم أيضا...في إحدى غرف القصر التي خصصت 
ليتم تجهيز العروس فيها كانت يارا 
تقف في منتصف الغرفة تنظر قدوم صالح ليصطحبها للأسفل.....ليدلف اخيرا بطلته الآسرة و هو يرتدي بدلة سوداء فاخرة جعلته في غاية الأناقة و الجاذبية في أعين الجميع ما عدا... يارا التي ضغطت على أسنانها پغضب حالما رأته لتخفض عينيها أرضا ليس خوفا منه بل لأنها لا تريد رؤيته أمامها....اطلق صفيرا يعبر عن إعجابه به حالما رآها بفستان الزفاف قبل أن يضيف معترفا
يجذب يدها لكنها تمالكت نفسها و هي تتصنعالهدوء قبل أن تجيبه 
شكرا....ضحك حتى بانت أسنانه اللؤلؤية و هو يقول من بين ضحكاته الخبيثة قدامك الليل كله عشاتشكريني في هبراحتك يا بيبي...و كأنه للتو إنتبه لرفبة الفستان المنخفضةحتى ظهر جزء كبير من عنقها و اسفله لتتبدل ملامحه للڠضب هادرا بعصبية معجبكيش غير الفستان داه..قبض على يده حتى لا يضربها و هو يرمقهابنظرات ڼارية مكملا بقسۏة طبعا ما إنت في الكباريهات و متعودة على و المحزق.....طأطأت يارا رأسها و هي تمنع دموعها من الهطول متمتمة بصوت منخفض مامتك هي اللي إختارته...مش أنا .شعرت به يضع الطرحة فوق رأسها 
و هو يوصيها لكن بنبرة آمرة محذرة 
الزفت داه ما ينزلش من فوق دماغك 
طول الليلة و لو وقعت حتى بالغلط 
هتشوفي انا هعمل فيكي إيهأجابته و هي تتصنع الشجاعة يعني هتعمل إيه أكثر من اللي عملتهأمسك فكها بين أصابعه ليضغط عليهوهادرا و عيناه تشتعلان پغضب لو عاوزة تعرفي إبقي شيلي الطرحة....تركها ثم سار نحو الباب ليفتحه و هو يخصها بنظرة فاحصة 
يلا خلينا ننزل...الناس كلها مستنيانا تحت....حملت يارا الفستان بكلتا يديها ثم تقدمت لتخرج من الباب دون مبالاة بيده الممدودة نحوها بحجة انها تحمل الفستان حتى يتسنى لها المشي بسهولة...لقد قررت و إنتهى الأمر 
سوف ټنتقم منه بطريقتها الخاصة.. فهو 
الذي بدأ عندما قرر أسرها لديه للأبد...إذن فليتحمل النتائج تعلم أنها لم تنجح في أذيته كما فعل هو بها لكنها ستحاول بكل جهدها...نزلت الدرج و هي تغتصب إبتسامة رسمتها
بعد أن شعرت برهبة كبيرة و هي ترى هذا العدد الكبير من المدعويين الذي كان بعضهم في بهو القصر و الباقي في الحديقة يعقدون الصفقات و يتحدثون بعيدا عن ضوضاء الحفل رغم برودة الطقس في الخارج 
يحثها على النزول لتتحرك بالفعل و تكمل نزول باقي الدرج....حركت قدميها بصعوبة باتجاه منصة العروسين 
و هي تنظر نحو الكرسي و كأنه طوق 
نجاتها بعد أن أمضت وقتا طويلا و هي 
تتلقى التهاني و المباركات من أشخاص 
لا تعرفهم....جلست ثم بدأت تراقب 
الحضور بحثا عن والدتها التي لم ترها
منذ الصباح...حتى لم تهاتفها سوى مرة واحدة منذ ثلاثة ساعات....
إلتفتت للجهة الأخرى بعد أن جلس 
صالح بجانبها و بدأ في محادثتها لكنها لم
ترد فعقلها كان شاردا مع تلك الشقراء
الصغيرة التي كانت تجلس على إحدى الطاولات و بجانبها رجل وسيم يحيط أعلى كرسيها بذراغه و يحدق فيها بعشق واضح حتى أنه لم ينزل عينيه من عليها 
و لو للحظة واحدة....راقبت كيف تقدم
أحد الرجال منه حتى يحدثه لكنه أشار 
له بيده حتى يصمت و يغادر.....تنهدت يارا و هي تشعر بغصة تملأ حلقها 
و هي تتمنى بداخلها لو أنها حصلت على 
رجل أحبها بصدق لما كان حالها هكذا.... 
كالدمية في يد رجل مريض يتلاعب بها
كيفما يشاء....أفاقت من شرودها على لمسة يديه التيتبغضها و هو ينبهها حتى تحدثه...إستدارت نحوه قائلة ببرود 
في إيهأجابها بعد أن لاحظ محط نظراتها داه سيف إبن عمي الكبير و اللي قاعدة جنبه مراته سيلين هما جوا متأخر عشان كده متعرفتيش عليهم .. و دي تبقى بنت عمتي الوحيدة هدى... هي في ألمانيا حاليا عشان
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات