الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة جميلة جدا كاملة الفصول بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثالث

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز

عن تلك التي غادرت من أمامه بخطوان غاضبة و هي تدمدم بعدة شتائم..... 
لحقها مسرعا غير مهتم بتلك التي لوت شفتيهابالابتسامة خبيثة بينما إلتمعت عيناها بوميض الغدر و هي تتوعد بداخلها بالوصول لهدفها مهما
كلفها الأمر.....فتح فريد باب الجناح لتدلف شعلته الغاصبة و هي ترسم على وجهها تعابير اللامبالاة... تابعها بعيون شغوفة لكل تفصيلة صغيرة 
منها و هي تضع لجين فوق الفراش ثم 
نزعت معطفها و رمته بجانبها لتزحف نحوهه لجين و بدأت تتلمس فروه الناعم باستمتاع.....إرتمي فوق المعطف و هو يجذب لجين نحوه بينما كانت أروى تقف أمامهما تنتظر وقوفه لتأخذ معطفها...تعمد تجاهلها لټنفجر فيه قائلة 
إنت جيت ليه كنت قعدت تحت ساعدت الهانم عشان تفتح الهدية بتاعتها .فريد بخبثمتقلقيش هتقدر تفتحها لوحدها....خطفت الوسادة من فوق السرير لتضربه بها هاتفة بحنق 
أقسم بالله بارد...بمناسبة إيه تديلها هدية ها....داه انا و أنا مراتك قعدت ثلاث شهور مشفتش منك صباع روج... تقليد....تقوم جايب للست هانيا هدية... و من اليونان....فريد و هو يضع الوسادة جانبا يا حبيبتي....دي مربية لوجي يعني زيمامتها الثانية مش حلوة نجيب هدايا للعيلة كلها و هي لا.... حرام دي مسكينة انا مش عارف بتكرهيها ليهأروى بردح و هي تضع يديها في خصرها نعااام... بكرهها ليه يعني عاوز تقلي 
إنك يا حرام بريئ و مالاحظتش بصاتها
الغريبة ناحيتك...إستقامت في وقفتها و هي ترمقه بنظرات قلقة ليلاحظ فريد ترددها و ضعفها ليأنب نفسه على التلاعب بمشاعرها الفتية التي 
بدأت تتشكل داخل قلبها ليأتي هو يلجمها ليتجلس مكانه 
إياها على ساقيه قائلا إنت هبلة....هانيا مين دي اللي تغيري منها انا بس بشفق عليها البنت من عيلة فقيرةو يتيمة بتساعد أخواتها عشان يكملوا تعليمهم
و لو لاحظت عليها حاجة مش كويسة 
هديها قرشين حلوين و امشيها....انا بس 
كنت بهزر معاكي عشان اجرب غيرتك 
شوية....ووعد مني مش هعمل كده ثاني.. بس متزعليش....هنا لم تستطع أروى الصمود اكثر لتغطي وجهها بعينيها و ټنفجر بالبكاء...إرتجف قلبه داخل أضلعه و هو يراها بهذه
الحالة بسببه ليحاول إزالة يديها هامسا
بحنوحبيبتي و الله بهزر...انا دلوقتي حالا هنزلامشيها بس متزعليش. 
و هي تجهش بالبكاء قائلة بصوت متقطعأهلي... وحشوني.. اوي .تنهد فريد بارتياح وهو يمسح على ظهرها
بحنان قائلا طب كفاية عياط عشان لوجي بدأت تخاف... و اللي إنت عاوزاه هيحصل إن شاء الله إبتعدت عنه و هي تمسح وجهها پعنف ثم إلتفتت نحو لجين التي كانت تمسك بكم المعطف و تحاول سحبه من تحت فريد لتضحك أروى من بين دموعها و يشاركهافريد الذي ضمھا نحوه بحماية و هو يهمس
في أذنها قائلا آخر مرة أشوفك بټعيطي إتفقنا...أومأت له و هي تقبل كتفه بامتنان ليكمل هو بشقاوة أنا ميرضينيش شهر عسلنا ينتهي بالشكل 
داه...نظر نحو لجين ثم غمزها مكملا 
لو مكانتش الدودة دي هنا...كنت نهيته 
بشكل أحلى...عانقته و هي تضحك بسعادة راجية أن تدوم هذه الأيام الجميلة التي تعيشها...لبقية حياتها....في أتلييه المصمم الشهير بسام خوري ...كانت إلهام و إبنتها ندى و معهم سناء و
كذلك ميرفت والدة يارا كلهن يجلسن في صالون الاتلييه الفاخر بعد أن حجزه صالح لهم حتى ينتقوا منه ما يحلو لهم من فساتين و أحذية....تقدمت يارا نحو منصة العرض تتبعها العاملتين بالمحل و هما تمسكان بأطراف الفستان الضخم الذي كانت ترتديه حيث
قامت بتجربة 
أكثر من إثني عشر فستانا من إختيار حماتها سناء التي أصرت على أن يكون الفستان فخما و كثير التفاصيل حتى يليق بكنة عائلةعزالدين الجديدة......إبتسمت برضا و هي تنظر نحو ميرفت قائلة بغرور 
إيه رأيك في داه... Très chic....أجابتها ميرفت بمدح طبعا يا سناء هانم.... ذوقك تحفة مفيش شك في داه .لوت إلهام شفتيها بملل و هي تضع جهاز الايباد من يديها و الذي كان يضم صور الفساتين التي يحتويها المعرض... حتى أنها لم تبد رأيها
في أي فستان إرتدته يارا..فكل ما يشغلها هو هذه المرأة الفاتنة و التي ستصبح جزء منالعائلة.. طبعا هي لم تكن تعني يارا.... بل والدتها ميرفت عزمي زوجة المستشار ماجد عزمي إمرأة في غاية الجمال و الأناقة من يراها يظن أنها في بداية الثلاثين من عمرها وليس أما لفتاة على وشك الزواج....تنهدت بضيق و هي تتذكر نظرات زوجها كامل 
المعجبة بها و هو يقبل يدها كرجل نبيل بدل إن يصافحها كما فعل شقيقه...ليس ذلك فقط بل لم يخجل أيضا من مدح جمالها أمام زوجها الذي إكتفى بتوزيع الابتسامات كالابله و كأن من يتحدثون عنها ليست زوجته و تخصه لوحده....
حركات عادية و مألوفة في المجتمعات الراقية لكن إمرأة كإلهام لن ترضى ابدا أن تشغل أنثى أخرى عقل زوجها و لو ليوم واحد....سلطت أنظارها على سناء التي كانت تتحدث مع المصمم الذي كان يمتدح بتملق أناقة ذوقها 
لإختيارها ذلك الفستان المفضل له في مجموعته الجديدة...و هي ترسم على وجهها أبشع إبتسامةفي العالم متمتمة بصوت منخفض آسفة يا سوسو... بس مفيش قدامي حل غير داه...أخفت ميرفت دهشتها و هي ترى فاتورة
الفستان الذي بلغت قيمته حوالي ثلاثمائة ألف دولار...و الذي أدهشها أكثر ردة فعل سناء العادية و التي إنشغلت من جديد باختيار حذاء يتناسب مع الفستان...لكن أفعى كإلهام لم يكن ليفتها هذا الأمر حيث مالت نحو ميرفت لتهمس لها تتدعي النصيحة ثلاثمائة الف دولار... دول مبلغ عادي سناء هانم بتصرفهم كل يوم على سفرياتها
و لبسها أصل جوزها أمين بيه...هو المدير التنفيذي لشركات عزالدين... مدلعها آخر حاجة....دي عندها مجوهرات بملايين...و شنط و جزم...ثمنهم يساوي ميزانية دولة بحالها .إتسعت عينا ميرفت بإعجاب و هي ترمق سناء بنظرات جانبية قبل أن تتمالك نفسها
قائلة ربنا يخليهم لبعض...إلهام و هي توسوس في أذنها كحية سامة اه بس على رأي المثل... الحلو ميكملش ألقت ميرفت نظرة خاطفة على سناء التي 
كانت مشغولة مع المصمم قبل أن تميل برأسهامن جديد تسألها بهمس
ليه بتقولي كده إلهام پحقد 
أصل سناء دي بعيد عنك...طماعة اوي... و جوزها المسكين غلب معاها مهما عمل مش عاجب داه حتى عمي نصحه أكثر من مرة إنه يطلقها و يريح دماغه بس رفض عشان ولاده إكمنهم كبروا يعني و ميصحش يبقى ابوهم مطلق أمهم في العمر داه...ميرفت باقتضاب و هي تبحث داخل عقلهاعن مبررات 
باين إن سناء هانم من عيلة كبيرة عشان كده عاوزة تحافظ على مستواها الاجتماعي و داه مش غلط على فكرة اومأت لها ميرفت بتفهم رغم ملامح وجهها التي كانت تدل على عدم توقعها لمثل هذه الحقائق لكن ما يقال البيوت أسرار....إنتبهت ميرفت لسناء التي كانت تحدثهالتأخذ رأيها في إختيار التاج المناسب للفستان بعد أن إختارت الحذاء بمفردها.....إيه رأيك يا ميرفت هانم....داه و إلا داه... و إلا ناخذهم الاثنين .أجابتها الأخرى و هي تشير نحو يدها اليمنى التي كانت تحمل بيها تاجا أضخم و اكبر
متهيألي داه حلو....إبتسمت لها سناء بتكلف قائلة 
تمام... يبقى ناخذ داه...تقدمت يارا لتجلس بجانب والدتها بعد أن 
إنتهت من إرتداء ملابسها و التي كانت حاضرة جسدا بلا روح و كأنها تعودت على تنفيذ الأوامر فقط لترمقها سناء بنظرات غير راضية و هي ترى ملابسها البسيطة التي كانت ترتديها و المتكونة من كنزة شتوية برقبة طويلة و بنطال جينز لكنها لم تعلق...بل حولت نظرها نحو جهة الفساتين قائلة أنا من رأيي ناخذ كام فستان عشان يارا.... دي هتبقى حرم صالح عزالدين و مينفعش 
تخرج بالجينز كده .حمحمت ميرفت بحرج و هي توجه رسالة خفية متوعدة لإبنتها العنيدة التي تشاجرت 
معها قبل سويعات قليلة عندما إعترضت 
على ملابسها التي إختارتها بلامبالاة 
رغم أهمية هذا الموعد الذي يعتبر الأول 
بين العائلتين طبعا إذا لم نحتسب يوم 
الخطوبة...تكلمت ميرفت مبررة 
مفيش داعي يا سناء هانم...يارا بنتي عندهافساتين كثيرة من دور ازياء عالمية في باريس و روما بس هي كده بتحب البساطة لكن داه اكيد هيتغير بعد الجواز متقلقيش .همست ندى و هي تميل إلى والدتها معلقة دي ناقص تبوس إيديها و رجليها عشان الجوازة دي تكمل...إلهام بهمس خليهم يفرحوا شوية.....أشارت سناء نحو إحدى العاملات اللواتي
كن يقفن بالقرب منهن منتظرات أي طلبات منهم لتردف بغرور قولي لبسام بيه يبعثلي الكولكشن الجديد 
بتاعه على إيميلي و انا هبقى أختار براحتي العاملة باحترام اوكي ياهانم.....أخفت إلهام سعادتها و هي ترى نظرات ميرفت العدائية نحو سناء التي يبدو أنها تريد عيش دور الحماة المتسلطة التي تقوم بإختيار ما يخص زوجة إبنها بنفسها خاصة مع إستسلام يارا الكامل لها البلهاء لاتدري أنها بفعلتها قد خدمت خطةالافعى إلهام و أكدت أنها بالفعل إمرأةطماعة و متكبرة....بعد ساعة أخرى إنتهى الجميع من التبضع 
و قامت كل من ندى ووالدتها من إختيار 
فساتين مناسبة... ثم غادروا كل منهم لوجهته بينما بقيت بقيت وسوسات إلهام ترن في اذن ميرفت دون إنقطاع .في جنوب إفريقيا وتحديداجوهانسبورغ...... و أخيرا فتحت الجميلة النائمة عينيها 
بعد أن قضت يومين كاملين نائمة تحت تأثير المخدر... هزت رأسها و حركته يمينا و يساراتتفحص هذا المكان المظلم. في بادئ الأمر ظنت أنها في غرفتها لتبعد الغطاء عن جسدهاثم تحركت بحذر نحو زر الإنارة حتى تضيئ المكان لكنها لم تجده...تحسست بيدها الجدار من جديد لكن دون جدوى... صرير الرياح في الخارج تحرك الأشجار و النوافذ
لتصدر أصواتا مرعبة خاصة في هذا الظلام الحالك همست بصوت منخفض تناديه لعله ينقذهامن هذا المكان الموحش كما تعودت أن تلجأ 
إليه في جميع أزماتها سيف... إنت فين يا سيف.... سيييييف نطقت إسمه بصوت عال ثم تسارعت خطواتها في كامل أرجاء الغرفة تبحث عن منفذ لها و هي لاتزال لا تدري أين هي 
أو ماذا يحصل حولها يا مامااااااأطلقت صړخة مدوية حين تعثرت بقماش
الستائر لتقع أرضا لكنها ما لبثت أن إستقامتمن جديد على قدميها مكملة بحثها دون جدوى و كأنها غرفة ملعۏنة لا أبواب و لا نوافذ و لا إنارة....ضمت قدميها نحو صدرها و هي تلتف بالغطاء
بعد أن تعبت من كثرة البكاء و الصړاخ حتى بح صوتها لتوقن أخيرا أنها ليست في غرفتها و أن شخصا ما خطڤها ومن غيره آدم......اخرجها من هواجسها صوت صرير الباب و هوفتح لتهز رأسها بتوجس تطالع هوية الداخل لكنها لم تستطع أن ترى بسبب الظلام الشديدفقد خيال.... لرجل ضخم يخطو داخل الغرفة....لتقفز سيلين من مكانها باتجاهه بخطوات متعثرةو هي تردد دون توقف سيف..... سيف
.إرتمت عليه تعانقه... تشكو منه إليه سيف إنت رحت فين النور قاطع و المكان هنا يخوف... قلي إحنا فينعرفتي إزاي إنه اناتحدث بصوت أجش و كأنه لم يتحدث منذ 
سنوات و يداه تدفعانه عنها برفق....إعترفت و هي تنظر لهبدهشةمن ريحة البوفيوم بتاعك... سيف مالكرمشت بعينيها
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 19 صفحات