السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الثاني من قصة جميلة جدا بقلم الكاتبة ياسمين عزيز الجزء الثاني

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

و ما إن رد عليه حتى إحمر 
وجهه من شدة الڠضب و كز على اضراسه 
بقوة يجزم كلاوس أنه لو كان شخصا غيره
لكان مېتا الآن...فالواقف أمامه يعاني بشدة
هذه الأيام حتى لا يفتعل چريمة محاولا 
إفراغ غضبه في موظفيه المساكين.
سمعه يتنفس بسرعة و هو يسير عائدا وراء مكتبه 
ليرتمي على الكرسي بتعب...مستندا بظهره 
إلى الوراء متذكرا ما حصل معه المدة الفارطة..
معذبته الصغيرة التي أصبحت تحتل جل تفكيره 
منذ تلك الحاډثة فبعد أن إستيقظت من 
غيبوبتها التي كانت تقضي عليه من شدة 
خوفه عليها صدم بها تنكر معرفته مدعية 
فقدان ذاكرتها...نعم هو كان يعلم أنها تدعي 
ذلك و إكتشف لعبتها بسهولة... لكن مالايزال 
يجهله هو السبب الذي دفعها للتمثيل بأنها 
فاقدة لذاكرتها...
رأسه تكاد ټنفجر كلما إفترض أن تخطط 
للعودة إلى ألمانيا أو أنها قد إضطرت لعمل 
تلك المسرحية بسبب خۏفها منه...مجرد
تخيل أنها قد تبتعد عنه دقيقة واحدة يجعل
الډماء تفور داخل عروقه و هذا ما جعله يتحمل
دلالها و طلباتها الغريبة خاصة اليوم حيث 
رفضت أن يذهب معها حتى تختار ملابسها 
التي سترتديها الليلة في حفل خطوبة هشام 
و بدل ذلك أصرت على إصطحاب ياسين إبن عيسى
الجنايني معها...
كم يشعر بالڠضب و الحقد تجاه ذلك الطفل الصغير 
الذي أصبح عدوه اللدود فهو أصبح يأخذ معظم
وقتها في النهار بالإضافة إلى رفضها النوم 
في جناحه و إصرارها على المكوث ليلا مع 
والدتها...
تصرفاتها أصبحت تزيده جنونا 
خاصة أنها جعلته مكبلا فمن جهة لا يستطيع 
إثناءها عما تفعله بسبب إنفجارها بالبكاء كلما 
تحدث معها و من جهة أخرى لا يريد أن يخبرها
أنه يعلم بسرها قبل أن يكتشف غايتها.... 
وقف من مكانه ليرتدي معطفه و يأخذ 
مفاتيحه و هاتفه الخلوي ثم أشار لكلاوس 
بأن يستعد للمغادرة نحو الفيلا...
مساء في قصر عزالدين......
كان الحفل في غاية الروعة و الرقي 
حيث حرصت إلهام على الاهتمام بأدق التفاصيل
الصغيرة التي تخص خطوبة إبنها بداية من
البوفيه الذي ضم أشهى و أفخر المأكولات
و المشروبات الباهضة الثمن حتى الديكور
و الزينة تعاقدت مع أشهر شركة تنظيم
أفراح في البلاد ليكون بهذا الشكل الساحر...
كما حرصت على إرتداء فستان فخم قدر ثمنه
بآلاف الدولارات حتى تكون أنيقة و جميلة
كعادتها أمام صديقاتها و معارفها من الطبقة
المخملية...طوال الحفلة كانت تتأبط ذراع كامل و تستقبل ضيوفها و تهديهم بعض الابتسامات
التي تعكس حياتها السعيدة مع زوجها منعا
لأي إشاعات.
كناين القصر أيضا كن في غاية الجمال و الروعة
رغم حرص كل منهن على إختيار إطلالة بسيطة
حيث تأنقت يارا في فستان أبيض شبيها 
بخاصة العرائس من إختيار صالح الذي أصر على 
رؤيتها بالأبيض للمرة الثالثة....
بينما إرتدت سيلين فستانا رائعا طويلا اسود اللون لكنه كان ضيقا بعض الشيئ لذلك إرتدت فوقها 
معطف فرو....
بينما إختارت أروى اللون الوردي الهادئ الذي
لون فستانها الجميل و حرصت على إقتناء 
نسخة مطابقة خاصة بالأطفال للجين...
بدا الجميع في غاية السعادة إلا بضعة
أشخاص كانوا يحاولون إخفاء حزنهم وراء
إبتساماتهم المزيفة و أبرزهم كان هشام
الذي إنشغل طوال الحفل بمراقبة الشقية إنجي
فبعد أن فشلت في جعله يتراجع عن الارتباط
بوفاء مثلت الاستسلام لكنها ظهرت اليوم من
جديد و تبدو أنها تنوي بعثرة أوراقه التي
جاهد طويلا في تنظيمها حيث ظهرت مع
صديقها علي ترتدي فستانا ضيقا و قصيرا
أظهر من جسدها الكثير...
كان يقف مع وفاء يستقبل التهاني من بعض
أصدقاءه حتى تجرأ أحدهم و سأله هامسا
في أذنه 
بص المزة اللي هناك... اللي لابسة الذهبي دي 
بصراحة جامدة آخر حاجة .
لم يدر هشام كيف إستطاع في تلك اللحظة
إمساك أعصابه و لولا عدم رغبته في إفساد
الحفل لإقتلع عينيه من محجريها...قبض على
كوب
العصير الذي كان يمسكه بقوة و هو ينظر
حيث كانت إنجي ترقص بلا مبالاة مع عدة
فتيات أخريات في الحقيقة كانت في غاية الجمال 
بهذا الفستان اللامع الذي أبرز جمال قوامها الممشوق و جعلها تبدو في غاية الإثارة... 
إستأذن هشام من وفاء و أخبرها
أنه سيعود في الحال ثم إتجه نحو إنجي ليجذبها
من ذراعها بقوة و ينزلها من حلبة الرقص و رغم
تذمرها إلا أنه لم يتوقف حتى أخذها في ركن
بعيد نسبيا عن الضجيج...دفعها رامقا إياها
باشمئزاز ثم هدر بحدة 
إيه القرف اللي إنت لابساه داه... مش مكسوفة
من نفسك و لا من إخواتك الرجالة و هما بيشوفوكي
بالمنظر داه شبه بنات الليل ..... .
تغاضت إنجي عن إهانته و صړخت في وجهه
هي الأخرى بنفس النبرة 
ملكش دعوة بيا إنت فاهم... أنا ألبس اللي
أنا عايزاه قصير عريان مايوه مكلش فيه...
هدر من جديد و هو يدفعها نحو الحائط 
لا ليا دعوة إنت بنت عمي و من حقي أتدخل
فلي يخصك و فورا و من غير كلمة زيادة هتطلعي لأوضتك تغيري القرف اللي إنت لابساه
لأحسن قسما بالله ماهخليكي تكملي الحفلة....
نظرت إنجي للمكان حولها قبل أن تفرك ذراعيها
العاړيتين بكفيها بسبب شعورها بالبرد لأنهما
كانا في الحديقة قبل أن تدفعه عنها قائلة 
إنت عاوز مني إيه ها مش عملت اللي في دماغك 
و خطبت...
دفعته مرة أخرى لكن هشام إحتفظ بيدها على 
صدره بينما أضافت هي بكل ڠضب 
إهتم بخطيبتك عشان أنا خلاص خرجت من 
حياتك...إنسى إن عندك بنت عم إسمها إنجي 
و لو شفتي حتى بمۏت ملكش دعوة .
إبتسم هشام بسخرية على حديثها معلقا 
اه فعلا أنا طلعت من حياتك خلاص و إنت كمان 
بس لما بشوفك بالشكل ده و كل الرجالة بتبص
عليكي و إنت بترقصي كأنك في كباريه فدا 
يخليني أتدخل...و دلوقتي روحي غيري قميص 
النوم اللي إنت لابساه دا...
نفض يديها وأشار بإصبعه نحو فستانها بقرف ثم 
أضاف قبل أن يستدير عائدا إلى الحفل 
عن إذنك دلوقتي ...اصلي تأخرت على خطيبتي .
سار و تبعته هي بعينيها اللتين إغرورقتا بدموع 
الندم و الحزن ترغب فقط لو تعود الايام شهرا 
واحدا إلى الوراء حتى تصلح ما إقترفته في 
حق نفسها من معاناة مسحت دموعها بسرعة 
ثم توجهت للداخل نحو غرفتها حتى تغير 
هذا الفستان الذي إرتدته فقط لتثير غيرته...
غير بعيد عنها كانت فاطمة تهمس في أذن 
هانيا و تقنعها حتى تساعدها
بقلك إيه أي واحدة من المعازيم تسألك على مكان 
الحمام دليها على جناح صالح بيه.. تمام .
هانيا برفض إنت عاوزة توديني في داهية 
صالح بيه لو عرف هيقطع خبري...بقلك إيه يا فاطمة 
أنا خلاص مبقتش عاوزة أدخل نفسي في 
خططك الفاشلة ااااه سيبيني إنت بتعملي إيه
يا مچنونة.
هسهست فاطمة و هي تغرس أظافرها في 
لحم ذراعها بقوة حتى تورم 
و هو إنت لسه شفتي حاجة من جناني ...
قسما بالله لو نفذتيش اللي بقلك عليه لفضحك
و أقول لفريد على كل حاجة.
ضغطت هانيا على أسنانها من شدة الألم 
و الڠضب أيضا لتهدر مدافعة عن نفسها 
و هتقوليله إيه ماهو كل اللي أنا عملته كان
من تخطيطك إنت و إلا إنت عاوزة تعترفي 
على نفسك كمان.
ضحكت فاطمة بسخرية و هي تجيبها بارتياح 
تفتكري في حد في القصر داه هيصدقك 
أنا الكل عارفني هنا و بقالي عشرين 
سنة ساكنة هنا مع عيلتي إنما إنت جيتي إمبارح 
فشوفي إنت بقى لما أنا أروح لفريد بيه و أقله
إن هانيا هانم عينها منك و بتخطط عشان ټقتل 
إبنك و مراتك...
يتبع

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات