السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة سهام صادق الجزء الثاني

انت في الصفحة 8 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


لا تراه
الصغيره الا انها امرأه اقل من العادي فكيف تكون في النهايه المرأة التي تأتي وراء والدتها الراحله
غرزت شوكتها بقوه لينظر نحوها حمزه متعجبا
مالك يامريم 
وابتسم وهو يطالعها 
مټخافيش الخروجه مش هتقف على كده هنعمل شوبينج كمان لان عارفك بتحبي الشوبينج اكتر من اي حاجه
تهللت اسارير الصغيره من الاقتراح ونست حقدها على ياقوت التي ابتسمت على سعادتها وأنهم يتشاركون حبه
وعندما ألتقت عيناها بمريم لم تري فيهم الا بروده ونظرة لم تفهمها
مبتكليش ليه يا ياقوت اغيرلك طبقك بصنف تاني 
انتبهت ياقوت على تلاعبها بالمعلقه فالطعام كان يعجبها ولكنها كانت شارده تتسأل الي متي ستظل مريم تبغضها الي متي ستراها بشعه خاطفه للرجال وستخطفه منها وتنسيه ابوته التي يمنحها لها تمنت ان تخبرها انها سعيده انها بينهم سعيده بوجودها بين عائله متكامله

كملي اكلك لو مش عجبك قولي
رمقته بسعاده تتأمله اليوم بنظرة أخرى
الاكل طعمه جميل وعجبني جدا
المشهد كان يسير أمام مريم التي جلست تتأملهم وتتذكر والدتها مكان ياقوت وكيف كان يفعل ذلك مع والدتها المشاعر التي كان يمنحها لوالدتها جاءت أخرى وحصلت عليها بل وأكثر
تنهدت بمقت تهتف داخلها بضيق
مسيرك تخرجي من حياتنا
مضى الوقت ورغم عدم تصريحه انه سامحها على فعلتها الا انه كان يحتويها بحب كما يحتوي مريم
وصلوا الي المول التجاري الذي اقترحته مريم نظر إليهم وكأنه ينظر لاطفاله 
يلا ادخلوا اشتروا اللي انتوا عاوزينه وانا عليا ادفع 
ألقى عبارته مبتسما وهو يطالعهما مشيرا إليهم ان يبدئوا لم تشعر الا وهي تلقى نفسها بين ذراعيه دون حواجز او خجل 
ربنا يخليك لينا 
كان اليوم هو يوم المفاجأت التي تقدمها ولكنها كانت تفعل كل ما يريده قلبها حدقت مريم بفعلتها والغيرة تكاد ټقتلها بدء شيطانها يخبرها ان ياقوت لا تفعل ذلك الا تعطيها اشاره انها ربحت في النهايه وأصبح لها وحدها وقد صدقت صديقتها رؤى في التفاصيل التي حكتها عن احد أقاربها وكان نفس حكايه والدها
لم تستمتع مريم بالجوله كما كانت تتمنى تنظر إليها وهي تقتني الثياب وكما يفعل معها حمزه كالمعتاد في أخبارها برأيه كان يفعل معها برؤيه زوج لا اب 
يفحصها بكل تفاصيلها وكلما رفض شئ تبدل الآخر وتأتي لتريه
كان لا يفرق بينهم ولكن مريم كانت ترى كل شئ بقلب تنهشه الغيره فتراه يميزها عنها ولا تفسر ذلك الا انها خدعته وأنها ماكره
انتهى التسوق الذي احټرقت فيه مريم بالغيرة وقضته ياقوت بالاستمتاع ليس لأنها تشتري
ثياب جديده إنما وجودها معه واهتمامه بها كان يكفيها
اوصلوا مريم المنزل فحملت حقائبها وانصرفت للداخل لتركض لأعلى تحت نظرات ندي المتعجبه 
اتبعتها ندي هاتفه بأسمها ولكنها لم تجيب عليها 
مبترديش عليا ليه مالك يامريم
اڼفجرت مريم بالبكاء ټدفن وجهها في وسادتها تقص عليها كل شئ ولكنها حذفت مشهد قربهم بمكتبه فالمشهد ېحرق قلبها 
اخدتوا يا ندى خلاص بابا هيبعد خالص هيبقى بتاعها هي وبس ديه ضحكت عليه انتوا قولتلولي انها وصيه ماما وكانت لازم تتنفذ وانه اتجوزها عشان كده وبس بس هي خلاص شالت ماما من قلبه 
اڼصدمت ندي من حديثها عن سبب الزيجة الذي لم يخبروها به الا عندما شعروا بحزنها الشديد ونومها في غرفه والدتها كل ليله باكيه تخبرها انه لم يعد موجود بينهم 
مريم ديه مراته بكره لما تكبري وتتجوزي هتفهمي ياحببتي ياقوت مش وحشه اوي ومش هتاخدوا مننا 
احتدت عيناها وهي تسمع اسمها
لا وحشه وانا بكرها ديه كانت بتقرب منه النهارده عشان تضايقني
وماكانت تفعله الأخرى تلقائيا حتى تجرب احساس هند الذي قصته على صديقتها كانت تراه الصغيره مكيده لتقهرها 
اختلس النظر اليها وعادت عيناه نحو الطريق يبتسم على طفولتها في فتح الأكياس حملقت به وقد لمعت عيناها بالسعاده 
انا مبسوطه اوي
فأبتسم للحظه ثم أودع تركيزه في القياده شعرت وكأنه مازال غاضب منها وان لطفه طيله اليوم لم يكن الا لإخفاء غضبه أمام مريم 
بهتت ملامحها وقبل ان تسقط دموعها نست ضعفها وابتسمت تضم كفيها ببعضهما 
كنت غبيه لما مفكرتش اشاركك في خۏفي اعتبره درس واتعلمت منه 
لم يكن غاضبا منها تلك اللحظه ولا ڠضب بسبب فعلتها فهو يعلم بحياتها وكيف عاشت ولكن تجنبه لها كان مجرد عقاپ 
وقد ضاع العقاپ اليوم لحظة دخولها مكتبه وارتماءها بين ذراعيه 
حمزه انت سامحتني 
أوقف سيارته في مكانها المخصص أسفل البنايه التي يقطنون بها جاهد على أن يخرج صوته صلب جامدا لتكون ردت فعلها الأسبق وهي تندفع نحوه ټدفن وجهها في عنقه
انا بحبك ياحمزه بحبك اووي 
واصبحت العقد تنفك واصبح القلب مستسلما 
أصبحت لا تراه كل ما عرفته انه في دوله اخري مع فريقه حقائبها جهزتها حتى ترحل قبل أن يطردها هو ملقيا عليها كلمه حريتها منه التي وضعتها جين مقابل لرحيلها 
انتبهت على طرقات على باب غرفتها وقبل ان تزيل الحقائب تخفيها خلف الخزانه دلفت جين تنظر إليها ثم نحو الحقائب 
وابتسامه ساخره احتلت فاها 
أراكي تعدي حالك للرحيل هذه النهايه عزيزتي 
تنهدت سماح بضيق فقد ملت من نظراتها الساخره وكأنها تخبرها انها ستفضح امرها ولكن اليوم قررت أن تفصح بكل شئ
احب ان اخبرك ان سهيل سيلقي بكى خارج ذلك البيت 
تبدلت ملامح سماح لابتسامه واسعه تدراي داخلها خيبه أعادت اليها الماضي
لا بأس انا انتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر ولولا مساعدتك العظيمه ما كنت رحلت 
خرجت الكلمات من بين شفتيها بحرقه ولكنها أقسمت ان تكون قويه رغم كل شئ لا رجال استطاعت التخلص منهم بحياتها ولا تجربه لم تخض مثلها ثانيه الفشل عاد إليها وعاد عڈابها مجددا ټلعن سهيل في كل لحظه 
تلاشي الزهو الذي يرتسم في عين جين وهي تجدها بتلك القوه غير عابئه شئ رمقتها جين پحقد فقد تمنت ان تراها ذليله باكيه 
أنتي تعرفي بكل شئ 
وتجلجلت ضحكاتها تلتف نحوها تبث سمها
وهل سيعطيكي سهيل باقي خدماتك كم تبقى لكي عزيزتي 
واخرجت من جيب فستانها المال لتمسك كفها تضع داخله المال ونظرات سماح ترمقها پحده وآلم ولم تشعر الا وهي ترفع كفها ټصفعها وجين تشع حقدا تلامس خدها من أثر الصفعه
المال لامثالك وليس لي 
عڈاب ومراره ذاقتهم وفاديه لا تفعل شئ إلا التفنن في مذلتها 
طيله اليوم عمل حتى باتت لا تشعر بجسدها 
جلست على احد المقاعد بالمطبخ تفرد ساقيها بتعب نظرت نحوها السيده نعمات بأشفاق واقتربت منها تربت على ظهرها 
ست فاديه طيبه بس مۏت جوزها أثر عليها كانت بتحبه اوي
تعلقت عين صفا ودمعت عيناها وهي تطالعها فقد كثر الظلم عليها
انا معملتش ليها عشان تكرهني كده 
واستها المرأة بطيب خاطر 
بنتي سميحه بتشتغل عند فرات بيه في القاهره يرجع بس من الدوله اللي مسافرها وهخليها تستعطفه ترجعي شغلك في المزرعه مع العمال تاني 
عندما استمعت لاسمه ارتعش جسدها لتنظر لها المرأه بحنو وفجأه تعالا صياح الخادمه التابعه لفاديه 
ست فاديه عايزاكي قومي يلا 
تنهدت هناء بمقت وهي تجلس بالمطبخ كبريائها كل ليله منذ قدوم تقي يأخذها الي هنا لتعود بعد أن يثقل على جفونها النعاس الي الغرفه التي تجمعهما لتجده نائما لا يعبئ بشئ 
فراغ الفراش جوارها يعلمها الاجابه فكل هذا ماهو الا اوهام 
ولكنها كانت الحقيقه التي يعيشها معها وهي نائمه بعمق 
أنتي هنا ياهناء
انتفضت هناء فزعا من صوت تقي ارتبكت من نظرات تقي التي وقفت أمامها تتثاوب 
بتعملي ايه في المطبخ في الوقت ده 
كنت جايه اشرب قولت اقعد شويه 
ضحكت تقي ثم اتسعت عيناها وهي تجده ترتدي عبائه منزليه 
أنتي بتنامي جانب مراد كده 
هبطت عين هناء بالتدريج نحو ماتريديه فهى بالفعل تنام جانبه هكذا أما باقي الوقت في وجود تقي ترتدي الثياب بحريه بعض الشئ حتى لا تشك بالأمر 
لم تجد اجابه تكذب بها عليها ولكن الخلاص جاء على صوت مراد الذي وقف على باب المطبخ يطوي ساعديه يرمقهما بتسأل
انتوا بتعملوا ايه 
احتواها بذراعيه بعدما استخرجت كل مافي جوفها اسندها بذراعيه نحو صنبور المياه يمسح فمها برفق 
قولتلك نروح للدكتور يامها بقالك يومين تعبانه وتقوليلي دور برد وهخف 
خارت قواها بين ذراعيه بضعف 
هبقي كويسه ياشريف متقلقش 
تألم قلبه وهو يراها بهذا الضعف 
السفر بعد بكره هتقدري تسافري ازاي يامها انتي مش شايفه شكلك عامل ازاي 
ضحكت بآلم فهى لا تعرف ملامحها ولا تعرف كيف تبدو اهي بشعه ام جميله
عندما رأي صمتها أدرك فداحه كلمته التي لم يقصدها
حببتي انا مقصدش 
عارفه ياشريف انا بس كان نفسي اكون عارفه ليا ملامح
قادها نحو فراشهم واجلسها برفق ثم ضم كفوفها بين راحتي كفوفه
هتعملي العمليه وتشوفي كل حاجه بس اوعي تقوليلي طلعت وحش ياشريف عايزه اغيرك
للحظه تبدل حالها من بضعه كلمات ارتاح قلبه وهو يرى ابتسامتها لتتعلق عيناه بجيدها
فين العقد بتاعك يامها 
ومن نظرة واحده منها علم ان هناك ماتخفي عليه 
دلفت هناء لغرفه خالد تحمل بعض الأوراق التي طلبها منها
اتسعت حدقتيها وهي تجد نغم جالسه على مقعد خالد ترفع عيناها عن الأوراق ف أصابها الذهول مثلها 
أنتي بتشتغلي هنا 
ارتجف قلب هناء فكل شئ قد انكشف والأمر الذي تخشي معرفته زال الغطاء عنه 
مراد يعرف انك شغاله هنا 
لا ميعرفش وياريت متقوليش 
دفعت نغم مقعدها للوراء قليلا ونهضت من فوقه وبنظرة دقيقه شملتها فاحصه 
وليه مراد مش عارف 
وقطبت حاجبيها متذكره خالد 
وتقريبا خالد كمان ميعرفش انك متجوزه انا فاكره وقت توظيفك مكناش عايزين واحده متجوزه لسبب ما 
انا مش مقصره في شغلي 
رمقتها نغم بتحديق تسألها عن كذبتها 
ليه كذبتي علينا 
تحجرت عيناها نحو الطبيب تستمع ما يخبرها بها وقلبها ېتمزق من الآلم 
أنتي بتعاني من مشاكل في الرحم يامدام ندي 
ارتجفت شفتيها وهي تخرج عبارتها بثقل
يعنى ايه يعني مش هكون ام 
ثواني مرت عليها كالدهر عندما عاد الطبيب لمطالعة فحوصاتها
انا مقولتش كده يامدام ندي بس المشوار طويل ولسا في بدايته في رحله علاجك 
سقطت كلماته عليها ولم تشعر
بقدميها ولا دموعها التي اغرقت وجنتاها وهي تسير بالشارع دون سيارتها أخبرها ان لا تدهب لعمل فحوصات فهو لا يرغب بالأطفال الان ولا يفكر بالأمر ولكن منذ أن علمت بحمل مها وقد تأجلت سفرتهم الي
أمريكا بسبب ذلك وهي تريد ان تجرب ذلك الشعور 
وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها بآلم صحيح ان هناك امل ولكن الأمل طويل أمام حلم تمنته 
ندي ندي 
وقفت في مكانها ساكنه لا تميز صاحبه الصوت لتجد سمر أمامها 
مالك يا ندى فيكي ايه
ظلت صامته لا تتحدث فطالعت سمر المكان حوله لتجد احد المطاعم فقادتها نحو الداخل تمسك يدها البارده قلقا
فيكي ايه فين عربيتك طيب 
اجلستها سمر وهي ننتظر منها اي اجابه وجلست أمامها تعيد سؤالها اغمضت ندي عيناها والالم ينهشها 
الدكتور قالي صعب اخلف ياسمر 
دفعت سماح الاختبار نحو السله پعنف لا تصدق انها تحمل طفلا في احشائها منه الشكوك منذ يومان تدور داخل عقلها وكل المؤشرات تؤكد الأمر ولم تجد الا الفحص المنزلي حتى تتأكد وتخرج حره من تلك الزيجه والتي في النهايه
 

انت في الصفحة 8 من 53 صفحات