الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


ودنيتي
قربها منه يضمها متحدثا...عارف وانا كمان هحبك يا بت
حدثته بإنفعال...أحنا لازم نقطع علاقتنا ببعض...خلاص
اجابها بحنان...وحشتيني
ظهرت ابتسامة بلهاء علي وجهها وهتفت في تراجع...ونلمها تاني عادي احنا اللي بينا ميتمحيش كده بسهولة ولا ايه!
ايوه طبعا معاك حق اللي بينا كبير
هتفت في استياءطب لما هو كده أنت فين من الصبح مكلمتنيش ليه هه

نظر في ساعته متحدثا...علي فكرة يا رحمة الساعة لسه 12 الظهر وأنا قلت لك كان عندي شغل مهم مقدرتش اكلمك خلاص بقي سماح
زفرت وهي تضع المذكرة من يدها جانبا وتمدد جسدها علي الفراش متحدثه...خلاص يا سيمو بس ده ميتكررش أنت عارف إني بحب اسمع صوتك علي طول واطمن عليك ولا ده مش من حقي كمان
اعتدل في جلسته هو الاخر تاركا ما بيده متحدثا...لا حقك طبعا مين يقدر يقول غير كده .. المهم طمنيني عاملة ايه في المذكرة
اجابته بتوتر...قلقانه اوي يا وسيم خاېفة من الامتحانات خاېفة اسقط ولا اشيل مواد
تحدث بقلق هو الاخر...منا قلت لك اديك دروس في المواد عشان تبقي مرتاحة
ابدلت وضع جسدها تنظر لسقف الغرفة متحدثه...لا دروس ايه أنا مش واخده علي الكلام ده وبعدين دي تكلفه كبيرة
متشغليش بالك بأي حاجة المهم تبقي مذاكرة وفهم المواد
هتفت مع بسمة جميلة لو رأها لذاب قلبه أكثر...لو بس فاتحت راية في الموضوع ده كانت علقتني راية عندها الاجتهاد اهم شئ
كنت هكلمها عادي مش هتقولي حاجة
ضحكت وهي تبدل وضع جسدها مرة اخري متحدثه...بس كانت هتقولي أنا الاستاذة راية صعبة أنت لسه متعرفهاش .. نظرت تلقائيا ناحية الباب فرأتها امامها
انتفضت صاړخه من المفاجئة
انتفض من صوتها متحدثا في إيه!
اعتدلت جالسة تمسك المذكرة من جديد متحدثه...طب سلام الوقتي عشان ورايا مذاكرة كتير ونتكلم بعدين
نظر وسيم للهاتف في تعجب لكنه ارجع متحدثا...ماشي مش هطلعك وهبقي اكلمك بالليل تكوني خلصتي مذكرة
ماشي سلام
واغلقت الخط ووضعت الهاتف لجوارها وكأن شئ لم يكن
اقتربت راية ترفع حاجبها بتفحص متحدثه...كنت بتكلمي وسيم مش كده
اومأت في صمت
جلست علي الفراش متحدثه...والكلام الحلوة اللي في حقي ده ليه بقي كان بيقولك ايه
نظرت لها بخجل متحدثه...مفيش يا راية...كان موضوع كده وخلاص
صمتت راية
شعرت رحمة بأنها تغيرت فاقتربت منها متسألة...أنت زعلتي مني ولا ايه أنا مكنتش اقصد ازعلك انا بس ااااا
اجابتها راية بهدوء...عمري ما كنت شديدة معاكم الا عشان مصلحتكم وعشان تطلعوا بنات رجاله يعتمد عليكم...ابقي سيباكم ومش خاېفة...شوفي احنا هنا مرينا باية وحصل لنا ايه لو كنت مربياكم علي التساهل كان حصل لنا ايه
ضمتها رحمة تقبل وجهها متحدثه...خلاص بقي يا ماما راية مكنتش كلمة هو اللي يتشك وسيم كان عاوز يعطيني دروس في المواد الصعبة عليا...بس أنا قلت له لا
هتفت راية في دهشه كبيرة...دروس!!
متقلقيش أنا قلت له لا وعرفته انك مش هترضي
رتبت علي كفها متحدثه...كويس أنك قولتيله كده...رغم انه خطيبك بس مينفعش نحمل عليه في حاجة وبعدين أنا واثقة فيك جدا وعارفة انك هتنجحي وبتقدير كمان أنت شاطرة يارحمة متستقليش بنفسك
ضمتها من جديد متحدثه...اهم الكلمتين دول اعطوني جرعة ثقة لخمس سنين قدام
هتفت وهي تنهض...عاوزاك دايما واثقة في نفسك اوعي تستقلي بيها ويالا ذاكري عشان انا عاوزه تقدير كبير
قبل نزوله من السيارة هتفت وهي تمسك يده...رحيم
الټفت لها متسائلا...في ايه
مش عاوزه تعرف حد انها بنت دلوقتي
اتسعت عيناه متحدثا...ايه !
نزرت لاسفل متحدثه...مش عاوزه مامتك تزعل وتفضل باقي الحمل متضايقه
هتف وهو يقبض علي يدها...سلوان مش عاوزك تفكري كده تاني .. دي بتي من صلبي وهتشوفي الكل هيبجي مبسوط...متعرفيش وجت مجات حبيبة كان الكل فرحان بيها كيف
خلاص يا رحيم براحتك اللي شايفه صح اعمله
نزل وحمل الصغير النائم وهي تسير لجواره هتف وهو يدخل المنزل السلام علي والدته...نهضت تضم سلوان متحدثه...حمدلله بسلامه ابنك يا بتي
الله يسلمك يا ماما الحمد لله
اومأت وهي تفتف بهدوء...الحمدلله علي كل حال
اعطي الولد للخادمة تحمله لاعلي وهتف لوالدته وهو يقبل يدها...هيجيك حفيده جريب يا امه
تعجبت متحدثه...عرفتوا النهاردة يا ولدي
اه يا امه سلوان حامل في بت
كانت تتفحص ملامحها بتأن
هتفت والدته وهي ترتب علي كتفه...الف مبروك يا ولدي
يارب كتير الفرح في دارنا
اتجه للاريكة هو ووالدته يجلس لجوارها متحدثا...الحمدلله يا امه
هتفت سلوان...أنا هطلع عشان ارتاح الطريق كان طويل
اطلعي يا بتي ريحي فوج
هتف بعد صعود سلوان...مالك يا امه حاسك زعلانه
مفيش يا جلب امك بس اخوك شيفاه شايل الهم وعجز جبل اوانه بعد مۏت ابنه
هتف في حزن...مۏت علي كسر الكل مش هو لوحده يا امه
صدجت يا ولدي علي ده كان النسمة اللي ماليه البيت
ميغلاش علي خلجة يا حاجة ملناش في نفسنا حاجة
كان نفسي مرتك تبجي حبله في ولد بس الحمد لله كل اللي يحيبه ربنا كويس
الحمدلله يا امه
نفسي اشوف لك ولد جبل ما اموت يشيل اسمك
طولة العمر يا امه ان شاء الله ربنا كبير
رتبت علي رجله متحدثه...جوم ريح يا ولدي فوج زمانك تعبان طول النهار
حاضر هجوم ويالا أنت كمان يا حاجة الوجت اتأخر
في الصباح و مع شروق الخيط الذهبي الاول للشمس نهض من جوارها وتركها تغط في سبات عميق
مر وقت حتي أقترب منها يجلس علي حافة الفراش بعد أن تحمم وابدل ثيابه يطالعها بعيون محبه لا يعبر عن ما يشعر به او مازال لم يقدر عظمة ما يشعر به نحوها...ربما هذا اقرب لكنه يحبها...ملس علي وجهه البارد متحدثا...شچن
همهمت بنعاس ورفعت الغطاء اكثر حتي غطت يده ايضا
شق شبح بسمة وجهه متحدثا بصوت اعلي...شچن
فتحت عيناها متحدثه...الله النهار طلع!
ايوه طلع جومي يالا عشان نروح البيت التاني
نهضت تهمهم برقة كادت تجعله يتخلي عن ثباته الهش ويعود لجوارها مجددا...اسرع بالنهوض من جوارها متحدثا هدخن سجارة عبال متخلصي
كان جوابها مختصر ومطيع...حاضر
انهت سريعا كل شئ ونظفت الدور العلوي سريعا وغادرت معه كانت تريد اخباره بأنها تود زيارة اهلها اليوم لتبارك لسلوان عودة ولدها لكنها لم تستطع بعد
وصلوا المنزل وقابلتها حماتها بكم من الاشغال كعادتها
اما هو فاتجه لغرفة اخته مباشرة
طرق بابها...كانت في ذروة تعجبها فعاصم لا يأتي لها الا في الضرورة القصوى معني ذلك أن هناك شئ هام
وصدق حدثها وهو يخبرها بموضوع الزواج من رجل عجوز...كانت لا تصدق ما تسمع
فهتفت بتعجب وقلب مټألم...بتجول مين يا عاصم!
ايه مسمعتيش اياك!
له سمعت بس مش مصدجه بجي ده العريس الزين اللي هتجول عليه!
تعجب متحدثا...وماله يتعيب في ايه!
فغرت ثغرها هل يسألها ما يعيبه الا يرى...هتفت في هياج تحاول كتمانه...ده كد ابوي او اكبر
معجول تجوزني واحد كبير كده تجيله عليك جوي كده يا اخوي
زفر متحدثا...البت مسرها لبيت جوزها...هو كبير في السن اه بس الراجل ميعيبوش الا جيبه وهو مجتدر يعني هتبجي مرتاحه معاااه
مين جال اني هبجي مرتاحه معاه يا اخوي!
جصره عاوزه ايه يا عزيزة!
أنا مش عاوزه اتجوز الراجل ده
هتف في ڠضب يظن انها تحب راضي وترفض لاجله ...امال عاوزه مين!
عاوزه اللي هعيش معاه سعيدة مش اعيش مع واحد قد ابوي لا هيفهمني ولا افهمه اعيش معاه سنة ولا اتنين وېموت وحياتي تبجي خلاص انتهت جبل ما تبدأ
اولا الاعمار بيد ربنا مجايز هو اللي يعيش اكتر منك ثانيا مين ده اللي عاوزه تعيشى معاه سعيدة يا عزيزة جولي
مفيش اجصد ابن الحلال وبس واهه بتجول جايز وحتي لو عاش هيبجي مش موجود يا خوي...الله يخليك متدفنيش بالحيا ولا ترميني لواحد كبير في السن عشان هيدفع كتير
احتدت ملامحه متحدثا...هيدفع اكتر ايه انا بعمل كده عشانك عشان مستجبلك وتعيشى زينة وسط الناس يبجي ليكي جيمة
احنا مالنا بالناس دي مهتوبجاش عيشه...انا اللي بجولك اهه لو علاي عاوزه واحد من عمري حتي لو فجير
اقترب منها في لحظة ڠضب متحدثا...جصدك مين يا عزيزة اللي عاوزاه ده
تحدثت پخوف...مجصديش حد والله
صړخ بها انا عارف كل حاجة وعشانك كده مهتجوزيش الا ابو حمدون زي ما جلت
ردت بتيه...حاجة ايه دي حرام عليك يا خوي متعملش كده معاي
دفعها قليلا متحدثا...اكتمي خالص وحسابنا بعدين لما اروجلك
اقتربت منه تحدثه بتعجب...بتعمل فيها كده ليه! دي خيتك
اتسعت عيناه متحدثا بنبرة حادة...ايه اللي جابك اهنه
اجابت بصدق...جيت علي صوتكم العالي
ملكيش صالح بالموضوع ده اطلعي بااارة
اسبلت وكأن سيف شق جسدها لنصفين احدهم ماټ منذ امد والاخر كان يعافر ليبقي...كان ينتظر منه التغير الامل لكن نبرته وكلماته كانت شهادة الۏفاة بالنسبة له فهتفت بصوت مټألم...مليش صالح كيف دي بت عمي واختي دلوك
هتف پغضب اعمي...جلت ملكيش صالح
بكت عزيزة متحدثه...هيجوزني لواحد كد بوي يا شچن شوفي خوي عاوز يعمل في ايه
نظرت له بإشمئزاز تلك النظرة جعلت الشياطين تتراقص حوله لتسفك الډماء فصړخ بعزيزة...اكتمي
علي صوت نحيبها فاقتربت منها شجن لتواسيها وزادت نظراتها حدة مما اغضبه اكثر واكثر
هتف پغضب...اللي جلت عليه هو اللي هيتم ڠصب عن الكل وكان يقصدها تحديدا
حرام عليك يا خوي تظلمني
اقترب منها رافعا كفه ليضربها فادتها شجن بنفسها
فنزل كفه الغليظ علي وجهها بقسۏة لم تعتاده من قبل من اي شخص حتي منه ايضا
تلقت الكف مع صړخة الم واحدة قبل أن تندفع للحائط لتصتطدم به
تجمدت نظراته...يوزن الامور من تلقي الضړبة...من دفع للحائط بقسۏة...من
تحدجه بنظرات كره الان...اللعڼة هل اخبرته بالحب سابقا ليتحول لكره زفر پغضب انفاس تكاد ټحرق الجميع
اما هي خرجت من صمتها هاتفه بصوت عالي...كفاياك ظلم بجي يا اخي أنت ايه عايش حياتك كلها تظلم اللي حوليك واللي جلبهم عليك...هتعلم كده ليه فينا...خاف ربنا
لا يصدق كلماتها .. شجن من تنفعل بتلك الصورة وتقول ذلك!
اقترب ممسكا يدها بقسۏة هاتفا وهو يرجها ...انا مهخافش ربنا ! هه
تحدث پغضب وهي تنهج...ايوه مهتخافش ربنا وصړخت وهي تضع يدها علي بطنها قبضة قوية اجتاحتها وشعرت بسائل ساخن يتدفق علي ارجلها
توقفت عزيزة عن البكاء مع تلك الصړخة مقتربة منها
اما هو ظنها تتصنع ذلك الالم
حتي نبعت الډماء اسفل أرجلها .. تشنج جسده كليا وهو يطالعها بتلك الصورة صړخت عزيزة بقوة تضمها تكاد ټموت ړعبا
ارتخي جسدها قليلا فارتخت جالسه ومازالت تضمها عزيزة وهتفت وهي تضع يدها اسفلها وترفعها قليلا...ډم...ډم يا عزيزة...ومالت رأسها علي صدر ابنه عمها التي عبئت صړختها الارجاء بعد غيابها عن الوعي
كان يطالع ما يحدث فاغر فمه يشعر بأن الدنيا اغلقت ابوابها في وجهه دفعه واحده...حتي بات غير قادرا علي فعل شئ
48الخاتمة قابل للتفاوض إيمان سالم
مهما طالت بك الحياة أو قصرت
تأتيك فرص عدة لكن هناك فرصة تسمي ب فرصة العمر
سعيد الحظ من تأتيه فرصته دون عناء علي طبق من فضة تدعوه لأن يظفر بها وبالفعل يستغلها بذكاء وحمكة
وهناك الكثير ممن يسعون في دروب الحياة لنيل فرصهم
قد تأول لهم الفرصة وقد لا يحدث لكن أضعف الايمان أنهم سعوا
وأشد الناس حماقة هم من تأتيهم فرصتهم ويرفضون الحصول عليها...يغلقون أبوابهم في
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات