رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني
.. نظرة الانكسار والالم تقابلها نظرة عطف لم تمر عليها في قاموس عاصم عتمان هل تصدق ما تري ام تلك نزعه شيطانية وستذهب سريعا !
قطعت النظرات بسؤالها...جاي تاخدني مش كده!
قلبه يخبره ان ينفي حتي لو يريد وعقله ينهره اتباعا لرأي والدته وبين هذا وذاك طال الصمت فاخفضت رأسها قليلا في حزن ودت
لو يخبرها لاه لتصدق التغير
نهضت متحدثه...لاه هجهز نفسي جوام
اتجهت لاعلي تبدل ثيابها وتجمع اغراضها البسيطة التي جلبتها لها عزيزة ونزلت الدرج تحمل حقيبة صغيرة
كان ينتظرها .. لم يسبقها دائما كما يفعل
اتجهت له تهتف...انا جاهزه
مد يده يأخذ الحقيبة تركتها له وسارت خلفه وضعها بالكارته وصعد ماددا يده لها مدت كفها البارد ليشعر برجفه انتابته وكان البرد صعق جسده...ظل ممسكا ليدها تحت نظراتها المتعجبه وهتف...يدك متلچة كده ليه!
ضمھا بين كفيها لحظة وكأنه سيمنحها الدفء في تلك لحظة ثم تركها ممسكا اللجام ليندفع الفرس بالعربة سريعا
وصل للبيت القديم كانت متعجبة فالوقت مازال مبكرا لأن يبقوا هنا ! لكنها صمتت
دخل متحدثا...جهزي اكل سريع
تنهدت ببطئ متحدثه...حاضر
ابدلت ثيابها في غرفة للجوار وبدأت في اعداد طعام سريع لجوار الجبن والالبان الموجودة
كان يجلس علي اريكة مقابلة هتفت وكأنه لا يري...الاكل اهه
وضعته وكادت تغادر كعادتها ناداها...اجعدي كل معاي
طلب منها البقاء لاول مرة عاصم يتنازل ويطلب!
هتفت بهدوء...مليش نفس
قطع جزء من الخبز متحدثا...جلت اجعدي
استمعت لكلماته وجلست تقطع الخبز دون النظر له وتغمسه في الجبن...فرفع يدها وقربها منه ليأكل ما بها بدلا منها بهتت ملامحها من وطأ المفاجأة...تنهدت وهي تضع القطعة الاخري في
رفع حاجبه في استنكار متحدثا...شايف ايه
اخفضت بصرها متحدثه...ولا حاجة لكنها تفكر ما سبب تلك التغيرات وما هدفه منها!
لا تعلم ان هدفه هو قلبها فقط.. قلبها
انتهي من الطعام...ليصعدا معا ممسكا بيدها شعر بأنفاسها العالية فجذبها له ورفعها بين يديه صړخت واعترضت ايفعل ذلك علي السلم الذي تكرهه لكنه لم يتوقف عن ما يفعل وصل للغرفة ولم يتركها بعد رغم هتافها...نزلني بجي كفاية... وكأنه لا يسمع شئ حتي وضعها علي الفراش الشوق لها اضناه يريدها الان يسبح معها في ملكوت اخر كل ذرة في جسده تطالب بحقه بها
ارتفعت نبضاتها تعلن عن قربه المهلك والحنان الذي سينصب عليها بلا نهاية وقد كان لم يتوقف عن اغراقها بكل الحب الذي تخيلته والذي لم تتخيله يوما ...هل يعقل كل هذا الشوق لبعدي عنه ايام لا تدري..ضمھا ودخل بعدها في سبات عميق وكأنه لم ينم منذ وقت طويل
48 و الفصل الاخير
لو عادت الالوان لاصلها
لو عادت الأسراب لاعشاشها
لن تعود حياتي لسابق عهدها
نهض يحاول فتح عينيه وهتف بصوت محشرج...ايه مالك!
اومأت بالنفي هل توطدت العلاقة بينهم لدرجة انها تخبره ما رأت في منامها ....بالطبع لا
مازال اثر النوم مسيطر عليه شعر برجفه جسدها فضمھا له لتنتفض أكثر...لم يعلم هل تلك النفضة منه ام من ما رأته ولم تخبره به لا يعلم لكنه لم يبال رغم شعوره بأنها لا تريد...أكثر شئ قبض قلبها مع اقترابها منه اشتمت رائحة الډماء كأنها خارجه منه...حاولت الهدوء ازالت تلك الخاطرة لكنها تنتفض تشعر بالغثيان الرائحة تخترق انفها تبعث توتر بروحها تأخذها لكبوسها المرعب وما كان منها الا انها ابتعدت سريعا تغادر الغرفة تحت نظراته الڼارية وثغرة المتسع ببلاه تضاهي ما يحدث تماما
لحظة ثم آخرى وفي الثالثة كان يقفز من علي الفراش پغضب كبير واتجه خلفها يرى تلك المخلوقة اين توجد تطلع هنا وهناك .. حتى استمع صوتها داخل الحمام...دقق السمع وهو يسير...ليتأكد أنها تتقئ تبهت كل حواسه دفعه واحده وأسرع يفتح الباب ليراها مستنده علي الحائط ممسكه الصنبور بيدها لتظل ثابتة...متعجب بشدة ماذا يحدث...هل هي مريضة أم ما رأته سئ لتصل لتلك الحالة من الانزعاج.... نفسه متعجبة تتسأل پجنون ماذا هناك !...
مالت علي صدره برغبة للامان رغبة للهدنة مع كل شئ حتي معه هو قبل نفسها جذبها ومازال ضامما اياها لتسير معه هتف بصوت يروضه ليكون ناعم...لو تعبانه اشيلك
كان يتمني الرد بنعم لكن كان جوبها كان لا...فصمت طوعا يسير لجوارها حتي وصلا للفراش دخلت وتدثرت بالغطاء جيدا تشعر بالبرد والصقيع فالجو بارد ليلا وخصوصا الليلة
اما هو يريد أن يفعل شئ لا يعلم ما هو جلس علي الفراش ظهره مواليا لها...لحظات وغفت تلك المرة تشعر أنها بحاجة للنوم حقا
ظل كما هو ثابت لم يتحرك رغم شعوره بانتظام انفاسها لكنه يفكر في اشياء عدة واولهم هي
في الصباح سافرت معه ....
اليوم ستسترد حق هو لها من الاساس...لكن لا يضيع حق ورائه مطالب...ابنها معها وزوجها...لقد وعدتهم راية ووفت بوعدها لم تستطيع ان تجد كلمات لتوفيها حقها فالتراضى معه كان شئ مستحيل وخصوص بعد رفضها الزواج منه وتزوجها من آخر
انهت راية كل شئ وغادرت رغم اصرار رحيم عليها بأن تبقي معهم لكنها تحججت بأن ورائها اعمال اخرى لتتركهم والحقيقة هي لا تريد ان تكون ثقيلة علي أحد
فبعدها مباشرة اتجهوا لطبيبة نسائية مختصة كانت تتابع معها سلوان من قبل...يضم رحيم يدها بحب وحنان وسيف علي اقدامها ماذا تتمني أكثر من ذلك لتبقي سعيدة...هتفت وهي تنظر له...ياترى هيكون ولد ولا بنت
لم يجبها لكنه ينظر لها بإهتمام
هتفت في تساؤل ولاول مرة تسأله اياه بشكل صريح...نفسك في ولد اكيد .. صح
انشق ثغرة عن بسمة دافئه واجاب...اكيد نفسي في ولد سند لكن اللي يجيبه ربنا كله زين...هنعترض يعني يا سلوان
هتفت بتردد...رغم اني نفسي في بنت بس نفسي اجبلك الولد يا رحيم امك مستنيه تسمع الخبر ده قوي وخصوصا بعد مۏت علي
ربنا يجومك بالسلامة انت واللي في بطنك دي اهم حاجة عندي وبعدين الحاجة ملكيش صالح بيها تجول اللي هي عاوزاه
اقتربت منه تهتف پغضب...نعم يا سي رحيم...هي تقول اللي هي عاوزاه ده ..ماشى
هتف في تعجب...هنعمل مشكلة ليه كن خلاص اتوكدنا انها بت والحاجة زعلانه
ارتدت لمكانها من جديد هاتفه...ماشي خلاص اهه سكت
اومأ متحدثا...كده زين
في الداخل بعد مرور ما يقرب من ساعة ...
تجلس علي سرير المتابعة .....
هناك ترقب وفرحة...العيون ترسل لبعضها اشارات السعادة وكأنها أول مرة لكل منهما ...تمرر الطبيبة الجهاز فوق بطنها وتخبرها بأن تنظر للصورة هناك...
البسمة لم تفارق وجهه و وجهه سلوان تحديدا لحظات ونقلت البسمة للطبيبة متحدثه...بنوته هيجلكم بنوته إن شاء الله
ارتفع حاجب رحيم واتسع فمه في دهشه
وتجمدت ملامح سلوان بين فرحه وصدمه هل يعقل تحمل انثي كما تمنت بين احشائها .. ورغم ذلك كانت تتمني بأن تنجب له الولد كما يريد وبالاخص كما تريد والدته لكن عودة البسمة لوجهه من جديد جعلها تبعد الافكار الجانية لتحظى بفرحة عمرها كله ...
في السيارة تمسك ذراعه تستجوبه...عشان خاطري قول يا رحيم انت زعلان بجد اني حامل في بنت
زفر وهو يستغفر متحدثا...دي المرة الكام اللي هتسأليني فيها .. والله مبسوط ايه الي هيزعلني كل اللي هيجيب
ربنا زين...عاوزانا نعترض ليه بس!
صمتت لحظات وهي تنظر للامام متحدثة...مش عارفه حسيت جوه انك اټصدمت لما عرفت انها بنت
فجأته الكلمات فهتف متعجبا...مين أنا!
ايوه أنت يا رحيم
اومأ في نفي وتحدث وهو يشغل السيارة...هحكيلك قصة حلوة جوي سمعتها
تعجبت سلوان متحدثة...قصة ايه دي
قصة ليل الاسود ...
حممت الصغير واطعمته لينام اخيرا بعد وصله بكاء طويلة زفرت وهي تجلس علي فراشهم بإرهاق كان يطالعها بعيون صامته لكنها متفحصة لادق تفاصيل ما تفعل وكأنه عرض يحدث امامه ويتابعه بإهتمام ويفكر
اقتربت تمسح علي كفه بحنو متحدثه...اجهز لك الوكل يا فارس اكيد جعت
هتف بهدوء...لاه...جربى يا حنان
عبست متحدثه ببراءة...منا جريبة اهه!
مال ثغرة متحدثا...جربي يا بت اكتر
ارتمت في احضانه دفعه واحده متحدثه بضحكة بريئة تشبه قلبها...كده زين
تأوه ثم هتف وهو يبتسم قليلا...مش زين جوي
ظغطت نفسها اكثر به متحدثه...طب وكده
لم يجيبها سوي بعد عدة لحظات متحدثا...عاوز اكلمك في حاجة كده
تعجبت متحدثه وهي مازالت في احضانه...حاجة ايه يا فارس جلجتني...سمعاك!
أنا عاوز عيال كمان عاوز اخلف يا حنان
أسبلت عدة مرات وتجمدت كأنها لم تسمع جيدا وهتفت في تيه...هه...عيال!...الشئ الذي لن تستطيع اعطائه اياه يريده...الالم...الضعف...اغرورقت عيناه بدموع خفية وهتفت وهي تخرج من احضانه بحزن واڼهيار...عاوز تتجوز يعني مش كده!...حجك ياود عمي
ارتفع حاجبه متحدثا...اتجوز...مين جال كده
هتفت في سخرية...مش عاوز عيال هتجبهم ازاي بعد مۏت إنتصار الإ بالجواز .. أنت عارف زين إني مبخلفش
كان جوابه قوي صادق...لاه أنا عاوز اخلف بس منك انت يا حنان
سکين طعن بقلبها كيف يطلب منها شئ هكذا وهو علي علم تام بأنها لن تقدر علي فعله...هتفت بصوت منهك وكأن اعياء اصابها وقتيا...اخلف .. عاوز تخلف مني يا فارس...كيف وأنت عارف انه مستحيل اوع تكون بتعايرني يا ود عمي
احتدت نظراته وامسك وجهها بكف واحد ينظر لها وتنظر له ثم هتف ببطء متعمد...عارف اللي هتجولي عليه واللي هتفكري فيه بس أنا بجول كده بحج وحجيج مش عشان اعايرك ولا اتجوز تاني...اول الشهر جهزي نفسك هننزل مصر هشوف دكتور زين نعمل عنده العملية يمكن ربنا يجدر لنا الخلفة يا حنان اول مرة اتمني احجج لك حاجة نفسك فيها ونفسي انا كمان بعد مۏت علي وخلاص اني مهعملهاش تاني واتجوز عليك كده رضي مۏت انتصار وبعده علي فوجني
تغيرت ملامحها لفرحة وجلست علي ركبها تهتف بشك...فارس أنت زين النهاردة ولا فيك ايه !
ابتسم متحدثا...مالي يعني فيه ايه!
كلامك غريب كن واحد تاني اللي هيتكلم حتي صوتك متغير
هتف وهو يضع يده خلف رأسه بهدوء...الحريم ده عجيب جوي تجوله كلام وحش مهيعجبوش تجوله كلام زين بردك مهيعجبوش نعمل ايه عشان نراضيكم يا جنس نمرود
اقتربت في دلال متحدثه وهي تمسك يده...لا نمرود مين
دا أنا غلبانه والله...بس صح يا فارس الكلام اللي هتجول عليه ده هعمل العملية وانت خابر ان الامل ضعيف جوي...لاه ده مش موجود اصلا
هتف وهو يرتب علي وجنتها بكفه الغليظ...الطب اتجمد عن الاول شوفي فات كده ايه علي الكلام ده والدكاتره كتير هندور بدل الدكتور عشرة .. عاوز اعملك حاجة واحده حلوه زي ما بتعمليلي يا حنان ولا كتير عليا ده
قبلت يده والدموع انهار متحدثه بصوت محشرج...كفاية عليا الكلام ده يخليني سعيدة بجيت حياتي كلها يا فارس أنت لو تعرف هحبك ازاي مهتصدجش انا ھموت في التراب اللي هتمشي عليه والله أنت عندي جوزى وولدي