رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني
انت في الصفحة 20 من 20 صفحات
تماما ...ينتظر سماع بكاء الصغيرة لتبدأ الحياة بفتح ابوابها امام عينيه من جديد وها قد كان هلت البشائر مع اول نغمة اصدرتها الصغيرة وكأنه لحن عذب اشعل البهجة في المكان أكمل
الفرحة والبسمة ملئت الوجوه وخصوصا وجه شجن التي تجلس علي المقعد وتضع يدها علي بروز بطنها الصغير تضم جنينها پخوف وتمني ...
لم تحرمه الدنيا من رؤية تلك الصور...هذا المشهد رسم في قلبه شطران احدهما اسود والاخر ابيض يسير في اتجاههم لم تراه بعد والفضل يعود لرحيم هو من اخبره بولاده سلوان يريد اعطائهم فرصة لقد مر وقت طويل ليس من أجله ولكن من اجل صغيرهم
جلس لجوارها متحدثا في نبرة عادية وصلتها جافة...كيفك يا شجن
نظرت امامها متحدثه...زينة
وكيف ستكون بعيدة عنه ...تشعر أنها في أرض غريبة سمكة خارج الماء ماذا يظن ذلك الأحمق
صمت كل منهم وبداخله ضوضاء
في الغرفة مازالت في رحلة الكفاح...آلم القيصرية بالإضافة لخروج البنج وإصرارهم على ارضاع الصغيرة
سريعا لانها جائعة...الالم لديها يفوقه الفرحة وأكثر شئ يساعدك على تخطئ كل هذا يد معينة وقلب محب يعطيك بلا حدود وهو بالفعل كذلك
شعر بالسعادة والاخر ينظر لها بصمت
اقترب رحيم مرتبا علي كتفها...عجبال متجومي بالسلامه انت كمان يا حبيبتي
هتفت والدته وهي تحمل الصغيرة لسلوان...يارب يا رحيم يجوموا بالسلامة هما كمان
كان لجوارها فهتف بصوت هادئ...مش كفاية كده وتعاودي دارك بجي
عارف ومهتعمليش حاجة عندنا ارتاحي زي عندكم وهجبلك واحده تخدمك لحالك كده زين
هتفت في هدوء...مش عاوزه حد يخدمني بس بردك مهعملش حاجة وهكون حمل عليكم
مين جال كده لم تعاودي جهزي نفسك وهاجي اخدك المسا
نظرت لرحيم وهتفت...بردك جول لخواتي
زمجر قليلا وهتف...انت مرتي هستأذن مين عشان ترجعي لبيتك
الټفت للجهة الاخري متحدثا...اللهم طولك يا روح ...خلاص هجول لرحيم دلوك...كده زين
لم تجيبه بشئ فنهض مقتربا منه وهمس جواره اذنه بكلمات اتجه خلفه مغادرا الغرفة
هتف في تسأل...خير ياود عمي في ايه!
مفيش بس أنا عاوز أخد شجن كفاية كده هي بجت زين عن الاول وبردك مش خليها تعمل حاجة واصل حتي لو هجبلها واحده تخدمها مخصوص
نظر له عاصم متعجبا
اتبع رحيم...صدجني ياود عمي
حزين اللي معندوش شجن
كاد يصدق علي كلماته لكنه هتف في هدوء...الزمن ده عجيب يا اخي شوف كن انبارح كيف ودلوك كيف
اومأ رحيم متحدثا...ايوه غريب وممكن الجاى يكون اغرب كمان
في المساء ...
رجعت معه وهل تملك خيار آخر
عاد الصمت لحياتهم من جديد لكنها الآن أفضل واقوي
رحبت بها عزيزة وكادت تطير من الفرحة لرجوعها ام عن همت كانت باردة كعادتها ولم تهتم لها من الاساس
الاجواء بينهم عادية هادئة لم تطمح في المزيد يكف الهدوء يزور حياتها لا تريد شئ اخر
وعندما اخبرتها عزيزة بأنه رفض زواجها من العجوز شعرت بجزء ولو ضئيل من السعادة تمنت لو تغير كليا ليصبح كرحيم
تعلم انه حلم بعيد المنال لكنه ليس مستحيل ستحاول التغير منه متي استطاعت!
دلف فارس الغرفة ليجدها امام المرآة تطالع بطنها بسعادة كبيرة
زفر بتعجب كيف سيظهر عليها الحمل وهي لم تكمل شهرها الثاني بعد ...هتف ليجذب انتباهها...السلام عليكم وبالفعل نظرت لانعكاسه في المرآة مبتسمه وتحدثت ...وعليكم السلام يا كبير
اغلق الباب فاتجهت له تأخذ عنه العبائة
تحدث بصوت خشن...نازله من السرير ليه وهتعملي ايه في المرايا يا حنان
مفيش يا حبيبي كنت بطمن بطني كبرت ولا لسه بس الحمدلله لقتها كبرت شوية حتي شوف اهه
زفر متحدثا...كبرت ايه بس لساتك في البداية كيف هتكبر والعيل لساته صغير متستعجليش بكرة تبجي زي البطيخه
تنهدت ونظرت له نظرة حالمة متحدثه امته بس يا فارس يااااه دا أنا منتظرة اليوم ده بجالي عمر علي العمر
هتف بقوة...جولي يارب
هو أنا هجول حاجة غير كده كيفها سلوان والصغيرة عاملة ايه دلوك
زين هما التنين...عارفه ياحنان رغم اني كان نفسي يجيه واد بس البت دي تجولي حته من رحيم
يااه يا فارس نفسي اللي جوه ده ياجي شبهك هو كمان هيجوله اللي هتجب جوزها يجي العيل زيه بالتمام
تمدد علي الفراش متابعا...علي كده سلوان هتعشج رحيم
اكدت متحدثه...امال دي هتعشجه جوي جوي اسألني أنا
وكيف لا تعشقه وهو يعطيها كل ما تتمناه الانثي وأكثر يجلس جوارها علي الفراش الالم صعب للغاية يقدره بل ويحنو عليها أضعاف ما تريد أخذ رأسها تفترش صدره صړخت غير قادرة علي الميل في إتجاهه مال هو خلفها وجذبها برفق تتكئ على صدره متحدثا...تعال اهنه ريحي شوي وغمض عيونك ...
هتفت بصوت مټألم...تعبانة يا رحيم قوي مش قادرة
معلش عارف انك تعبانة بس غمضي عيونك هبابه كده المسكن دلوك مفعوله يشتغل عشان الصغيرة لما تصحي تكوني فايجه ليها
استسلمت لكلماته ولاثر الدواء ونامت بالفعل لم يتحرك من خلفها ظل هكذا يدعمها لتقوي حتي نام هو الاخر
فدعمه اعطاها القوي لتقهر الالم وتقوي عليه حتى وقفت على أرجلها واليوم سبوع الصغيرة
الكل مجتمع وضحكات الصغار تملي المكان لم يكن سوى تجمع عائلي لكنه كان للجميع بمثابة أمل لما هو قادم كأسم الصغيرة
أنتهت حكايتنا يارب تكونوا استمتعتوا بيها واشفكم على خير في الجزء التاني اللي هيكون بحكايات جديدة واشد إثارة.