الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية جديدة كاملة بقلم الكاتبة ميفو سلطان

انت في الصفحة 11 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

بهستيريه يعني ايه مفيش سليم مفيش روحي ونفسي.. مفيش... وتستمر بهز راسها والدموع تتساقط بهدوء كانت قد بدات تستكين وتنظر الي الشيك في يديها..
اما هو فكان بين الحين والاخر ينظر اليها من المراه ليلاحظ انها لا تتحرك واصبحت ساكنه وعيناها تذرف الدموع من دون تعبير. قطب جبينه مستغربا من فعلتها فمثلها لابد سيكون سعيدا بالمال حتى وان كانت تطلب اكتر وتتوقع اكتر.. انها كانت ستكون زوجته. او حتي تتبجح وتتطاول عليه..
اما تلك المتدمره بالكامل حاله من التوهان والانفصال عن الواقع التام.. وفاق الالم احتمالها فسكنت واذ فجأة تاتي امامها صوره جدتها وهي تبتسم لها وظلت تغمض عينيها وتفتحها لتجد جدتها تفتح يديها اليها وتبتسم وفي تلك اللحظه همست وقالت بحب وغلب شديد انت انت هنا يا تيته. كان كل ما يهمها ان ترتمي
في احضان جدتها لتغيب عن هذا العالم فهي لم تعد فيه من الاساس..
كان هو يغلق ازرار قميصه ولكنه قطب جبينه عندما سمعها تردد استدعائها لجدتها مستغربا بشده ليستدير ببطء وتوجس. ليجد من ألهبت فؤاده في عالم اخر ودنيا اخرى وعلى وجهها سكون الدنيا كله و على فمها شبه ابتسامه رائعه تظهر نغزتيها الرائعتين وتنادي جدتها وعينيها متسمرتان على مكان واحد كانها تراها والدموع تنساب دون اي تعابير علي وجهها.. فاستدارا وقال ساخرا ما بلاش الحبتين دول اظن احنا فاهمين بعض كويس.. وضحك بصوت عالي. ولكنها لم تسمعه اصلا ولم تشعر به و لم يصدر عنها اي اشاره انها سمعته. كانت في عالمها تنادي على جدتها فكانت تراها تفتح لها يدها كانت حياه قد بدات ترفع يدها لتمدها لتمسك يد جدتها وهنا شعر سليم ببعض القلق واقترب منها بهدوء شديد وجثي علي ركبته وقال لها ساخرا ما تتلم في ليلتك الطين بقه كفايه . اظن لو متعدلتيش هاخذ الشيك من ايدك فلم تحرك ساكنا. وساعتهااخذ الشيك وهو يتفرس فيها قائلا.. تبقى لا طولت الارض ولا طولت السماء واخذ الشيك من يدها فلم يصدر عنها اي اشاره وكانت مازالت تنادي جدتها وتبتسم وعلى وجهها بعض الهدوء ولانت ملامحها وهنا احس ببعض القلق والذعر عليها والخۏف الشديد فهي معشوقته بعد كل ذلك.. ولكنه لا يعلم اهيا تمثل ام يوجد شيء بها. اقترب منها اكثر ومسك يديها الاثنين وظل يهزها ويضغط عليها ويقول وېصرخ بها بطلي بقى انت عايزه تجننيني.. وهي على ما هي عليه.. حالمه بهدوء شاخصه امامها ناظره الي جدتها وتحاول ان تمد يدها الى مكانها فهي تري جدتها تفتح لها زراعيها.. ولكنه في تلك الاثناء لم يتركها واحس بالړعب الشديد فاراد ان يجعلها تتكلم فاذا به يقوم بصفعها على وجهها ولكنها لم تبدي اي اشاره و ظلت كما هيا ظل يصفعها علي وجهها من الړعب عليها حتى سالت الډماء من فمها وهي مازالت كما هي تنادي جدتها وتبتسم بهدوء وتحاول ان ترفع يديها لتحتضن جدتها كان يحركها يمينا وشمالا لعلها تصدر حركه ولكن محاله لېصرخ انت عامله كده ليه حرام اللي بيجرالي ده انت هتموتيني انت مالك .. هنا احس بالړعب وان هناك شيئا خاطئا واحس بالذعر . ولم يعرف ماذا يفعل.. فحبيبته يبدو انها تري اشباحا ودموعها تنزل بهدوء وسکينه دون اي تفاعل منها سكون وارتياح وهدوء تام.. هنا تملكه الذعر قام جاريا يبحث عن شيء ليلبسه اياها فوق قميصها الحريري.. ثم حملها و وضعها في عربته وهيا بنفس
الحاله وابتسامتها الخفيفه الحالمه علي وجهها واتجه بها الى مشفي صديقه وقلبه ينهشه على حبيبته فهي كانت تبدو في حاله غير طبيعيه.. ودخل حاملا اياها وهيا متدليه بين يديه فاتحه عينيها.. وبدا الطبيب يكشف عليها ليعرف ماذا بها ويحاول ان يفيقها ولكن بلا جدوي فحياه لم تعد حياه.. فهي تركت الحياه في هذه الدنيا فهي قد انفصلت عن الواقع تماما ولم تعد تحس او تعي اي شيء. كل ما كانت تراه هو جدتها وابتسامتها وكان كل ما يصدر عنها كل حين واخر ابتسامه خفيفه على وجهها ولا يصدر عنها اي تعبير اخر..
هنا خرج الطبيب الى سليم الذي كان القلق ينهش قلبه وقال له الحاله تعرضت لصدمه شديده افقدتها وعيها واصبحت منفصله عن العالم مكونه لنفسها عالم اخر لا نعرف متى ستعود منه.. تعرضت لكم من الالم الذي لم تحتمله والصدمه اثرت عليها.. فكر عقلها لا اراديا ان ينفصل عن هذا العالم لان الالم لم يتحمله الجسم ولا نعلم متى تستطيع ان تعود الى ذلك العالم مره اخرى.
ظل سليم ينظر اليه بذهول قائلا.. يعني ايه انت جاي وتقول ايه.. انا مراتي في في دنيا ثانيه يعني ده مش تمثيل..
قال له صديقه انا مش عيل صغير انا دكتور كبير و اظن انت عارف انا مين. المدام اتعرضت لصدمه شديده لم يتحملها الجسم افقدتها القدره على التعايش فالالم كان لا يحتمل فانفصلت بنفسها عن هذا الواقع لتدخل في عالم بالنسبه لها يسعدها ولكننا لا نعرف ما هو.. هناك الكثير من هذه الحالات ونحن لا نعلم متى ستعود وكيف ستعود كل ما علينا ان نحاول ان نكون بجانبها وان يكون بجانبها من يحبونها حتي يكون عندها هدف للرجوع للحياه..
ثم تركه وانصرف متصنما وفي عقله مئه و مئه سؤال.. احقا كانت تتألم لهذه الدرجه وقطب جبينه معني كده انها... لا لا مش ممكن تكون بتحبني.. لا مش حقيقي.. يعني بتحبني فعلا .. دانا اموت فيها.. ااااه يا قلبي .. اتصل بصديقه حازم وطلب منهم ان ياتي اليه فهو على شفا الجنون مستعجبا كيف تتالم كل هذا الالم لتصل الي ما هي اليه وكيف تكون مخادعه هكذا
ولا تتحمل ثمن فعلتها ام انها لم تفعل شئا كان سيجن.. فههي ارادت المال وهو اعطاها المال بزياده فما الذي حدث.. كان يدور حول نفسه كالمعتوه..
وهنا اتي اليه حازم ليري صديقه في حاله غريبه يرثى لها. مصعوقا من منظره.. كانت عيناه حمراء مشعث الشعر وحالته شاحبه الوجه اقترب منه قائلا.. فيك ايه مالك ايه اللي حصل انت هنا ليه وفين حياه.
نزلت الدمع من عينيه وقال حياه راحت خلاص.. حياه سابت الدنيا دي و راحت دنيا ثانيه..
فنظر اليه حازم صارخا في وجهه انت بتقول ايه حياه ماټت..
فرفع سليم راسه ولم يعد يتحمل اكثر من ذلك واجش في البكاء.. حياه جوه شبه مېته لا هي عايشه ولا هي صاحيه عايشه في الدنيا اللي هي اخترتها..
فهزه حازم وقال له فيه ايه انطق قل لي عملت فيها ايه ايه اللي حصل ما تتكلم يا اخي..
وهنا بدا سليم
يقص عليه كل شيء منذ ان بخت تلك الافعى سمومها اليه مرورا بما فعله بها حتى ما حدث لها في النهايه..
ظل حازم ينظر اليه بعض الوقت وهو غير مصدق البشاعه التي فعلها بها صديقه.. فقال له..انت عملت كده كان مذهولا انت يا سليم .. مين دول اصلا اللي كانوا بيتكلموا.. وعرفت منين ان هم اصحابها.. وعرفت منين ان هم عارفين عنكم كل حاجه واتاكدت ازاي انها تعرف عاصم . انت طول الوقت عمال تحكي لي عن الملاك هو في ملاك بيقعد يمثل الفتره دي كلها.. انت تاكدت من اللي حصل.. طب ما قلتلهاش ليه وصارحتها.. واجهها حتى يا اخي لو كانت كده كنت سيبها وارميها كنت روح واجه ابوك. . حد يعمل في حد كده.. لا انت مش سليم اخويا وصاحبي مفيش بني ادم يعمل كده.. .
كان سليم كأن علي رأسه الطير.. طب افرض هي مظلومه وده اللي باين من اللي حصل ان هي ما قدرتش تتحمل البشاعه اللي انت عملتها فيها هتعمل ايه .. انا عن نفسي مش مصدق اي كلمه من اللي اتقالت..
رفع سليم عينيه وهو يبكي من كلام صديقه.. دانا اموت ساعتها.. كان صديقه يتكلم معه وكل ما اتكلم كان قلبه يتمزع على فعلته البشعه.. والذل الذي اذله لها كان لايفعل فعلته الا المچرمون.. لو كانت صادقه كما يقول حازم فكيف سيعيش.. كيف كسر قلبها كيف فعل ذلك...
وهنا اقترب منه حازم وقال له انت لازم تفوق لنفسك وتتاكد من الكلام اللي انت بتقوله ده مش اي احد يجي يقلك كلمتين تقوم مصدقهم انا مش قادر اصدق مش سليم الحديدي اللي اي حد يقدر بالسهوله دي يضحك عليه و يخليه يصدق اي كلام والسلام.. روح يا سليم وتحقق بنفسك وشوف فعلا الغلبانه اللي جوه دي يا ترى هي وحشه ومتأجره زي ما انت بتقول ودا اشك فيه.. ولا هي الملاك اللي ما قدرش يستحمل اللي حصل لها فانفصلت عن الدنيا ديت برغبتها.. لانها مقدرتش تستحمل الالم اللي انت عملته فيها..
ظل سليم محنيا للراس لا يعرف ماذا يقول ولا يعرف ماذا يفعل. فقرر ان يدخل على حبيبته ليراها.. ليعرف ما هي الحاله التي وصلت اليها دخل سليم ليجد زوجته حبيبه و روح قلبه.. تجلس بهدوء تنظر الى الفراغ.. لا يوجد عليها اي تعبير تركز عينيها في مكان واحد وكل حين ياتي على وجهها شبه ابتسامه ثم تعود مره اخرى الى ما كانت عليه من الجمود وعدم الوعي.. كان قد تذكر انها كانت تنادي جدتها اعتقد انها الان مع جدتها وتبتسم لها.. فاحس بالۏجع في قلبه شديد. كانت لا حول لها ولا قوه واقترب منها ومسد علي شعرها وناداها ولكن لم تستجب له.. ثم اخويا وحبيبي ولازم تبقى قوي عشان اللي هي فيه مش سهل. انت اه سمعت كلام يوجعك بس كان لازم تتحقق منه باي طريقه انت لازم تتحقق من الكلام ده يا سليم شوف البنتين دول مين وهاتهم انت تعرف كويس تقدر تخليهم يقولوا هي فعلا الۏحش اللي انت عملت فيه كده والا لا.. حتى لو كانت وحش يا سليم ما حدش ابدا يستحق اللي ان يتعمل في كده.. ده ذبح بالبطيء.. اتمنى يا صاحبي انك تعرف توصل للحقيقه لانك بالشكل ده هتتجنن.. انا بصراحه شاكك في الكلام اللي اتقال وخصوصا انت شايف حالتها لا حول لها ولا قوه... وكمان هنا مش لازم تعرف حاجه مش هتسكت قلها اي حاجه وقعت اتخبطت لانها مش هتسيبك وانت مش ناقص وكمان عشان تساعدك في حالتها.. اوعي يا
سليم تنطق
بالنصيبه اللي عملتها..
هنا خرج سليم من المشفى بسرعه والدموع تسيل من عيينيه وركب عربته . ايعقل ان تكون بريئه..
كان لا يصدق
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 28 صفحات