السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة الفصول اياد وسلطانة

انت في الصفحة 5 من 125 صفحات

موقع أيام نيوز

فسرعان ما أغلقت نافذتها حتى لا يرى دموعها وانقضت ليلته الغريبة تلك دون أى خسائر غير التى الخسائر الفادحة التى تسبب بها هذا المتبلد أما اياد فظل يعمل طوال الليل وهى تسمع صوت مطرقته الغاضبة ودموعها منسابة على وجنتيها بصمت
.......................................................... ...........
االفصل الثالث
_
وتوالت الأيام واياد يعمل بكد وجهد كبير ليستطيع تحقيق وعده الذى قطعه لسلطانته وتعمد عدم الاختلاط بها كثيرا تلك الأيام حتى لا يثيروا ڠضب ابن عمها القاسى ويقف عائق فى وجه سعادتهم وټهديد سعيد الدائم لنعمات بطردهم من منزلهم بل ومن الحى بأكمله أن لم تفعل ما يريد وتعطيه ابنتها أميرة 
وفي صباح أحد الأيام استعدت سلطانة وذهبت لعملها واحتاجت لبعض الأشياء فخرجت بطلتها البهية التى دائما ما تجذب انتباه من حولها رغم بساطتها وراحت تنادى بصوتها الانثوى الذى يخرج دائما ناعما مثلها مهما حاولت أن تجعل نبرتها جادة فى الكلام خميس واد يا خميس
أربع كلمات كانت كفيلة بلفت انتباه من يقف بعيدا عنها بمسافة متكئا على سيارته ويضع هاتفه على أذنه يحدث شخصا ما أغلق حديثه فى هاتفه ووقف مشدوها يشاهد ذلك الجمال وهو يتطلع لها بأعين مملوءة بالإعجاب ولم تشعر بتلك النظرات لا بل شعرت واسرعت الخطى نحو محلها مرة أخرى فى خطوات أشبه بالركض ووقفت لاهثة تضع يدها بدهشة على قلبها الذى ارتفعت دقاته فى لحظات لحظات بسيطة تبشر او ربما تنذر بقدوم شئ ما ولكنها انتفضت على الصوت الرجولى الخشن الذى اتاها السلام عليكم
استدارت لاهثة پذعر ووجها محمر مثل حبة من الطماطم مما زاد من فتنتها قائلة وعليكم السلام
فقال ذلك الشاب بابتسامة عمى سلام موجود
ألقت نظرة خاطفة عليه شاب وسيم جسد رياضى يبدو عليه الثراء الفاحش ولكن سرعان ما غضت بصرها قائلة لا حضرتك مش موجود دلوقتى
ظل ينظر لها بتلك النظرة وهى تشتت أعينها فى جميع الاتجاهات وطالت فترة الصمت بل التأمل الخفى عندما قطعها ذاك الشاب قائلا وهو بيبقى موجود أمته عشان عاوزه فى موضوع ضرورى
ردت سلطانة بعملية وهى تحيد بنظرها عنه قدر الإمكان لا تعلم لما تشعر بانقباض قلبها الآن حضرتك ممكن تلاقيه هنا الصبح بدري وانا ممكن أبلغه أن حضرتك سألت عليه
مازالت الابتسامة تحيط شفتاه وهو غير قادر على اخفائها أمام تلك الفتنة قائلا 
يكون أفضل عشان عاوزه فى موضوع ضرورى
قالت سلطانة فى تساؤل طيب أقوله مين!
قال لها وهو يرتدى نظارته الشمسية و يحجب عنها بنية عيناهقوليله امجد العمرى
واستدار امجد خارجا تاركا خلفه سلطانة فى حالة من الدهشة التى زادت عن حدها واستقل سيارته الفارهة وانطلق بها مسرعا محدثا غيمة من الغبار خلفه تماما كالتي أحاطت عقلها الآن واوقفته عن التفكير أهذا أمجد العمرى رجل الأعمال المعروف الذى دائما ما يتردد ذكره فى الجرائد وفى قنوات التلفاز مثل هذا الرجل بسيطه ونفوذه وسلطته ماذا يريد من سلام هل له صلة به هل يعرفه من الأساس ليكون له به صلة نفضت أفكارها آلان لا وقت لها لتناقش حياة الآخرين فلتدعها وتصمت يكفيها حياتها المنقلبة رأسا على عقب إلى الآن والتى لم ولن تعلم لمشاكلها حلا ثم أكملت عملها وعقلها غير واقف عن التفكير سواء فى ذلك المدعو أمجد أو ذاك المتبلد ابن عمها ورفضه غير المنقطع لاياد
..........................................................................
......
بينما وقف إياد أمام الطبيب الصيدلى وهو يمد يده له بكيس يحتوى على أدوية فأخذها منه وهو يتسأل الحساب كام
فرد عليه الطبيب بثمن الأدوية ورغم كثرة الثمن بالنسبة لاياد إلا أنه يوما لم يبخل على والده رغم فقره وحاجته للمال من أجل الكثير والكثير من الأشياء لكن لا شئ مهم سوى أن يراه معافى أخذ الأدوية واتجه بها عائدا إلى بيته القديم وصعد السلالم البالية فى سرعة حتى لا يتأخر على موعد عمله وفتح باب شقته ودلف للداخل إلى أحد الغرف وهو يقول بمرح ايه يا حاج إبراهيم انت نمت ولا ايه
واتجه ناحيته بابتسامة قائلا ايه يا حاج كل دا نوم 
ولكن سرعان ما اختفت الابتسامة ليحل محلها عبوس دائم الى اى اجل لا يعلمه سوى الله
...... .................................... ............................ ................ 
جلست أميرة على كرسى خشبى فى أحد الغرف بمدرستها أمام الأستاذة دعاء
فى خضوع تام حيث جائها خبر استدعائها لها فركضت مسرعة لتلبية النداء لا شئ يهم أكثر من تلك المرأة العقلانية التى تعتبرها بمثابة امها فهى جادة فى كثير من الأحيان وحنونة المعظم الآخر حكيمة فى تصرفاتها تعرف خبايا الطالبات كما تعلم خباياها وكيف هو حالها ظلت تنظر لاميرة بنظرات جادة ولكن لا تخلو من شعيرات بسيطة من العطف والحنان وهى تقول هاا وبعدين
رفعت كوكبيها البنيين فى تساؤل وهى عاقدة حاجبيها قائلة بأدبوبعدين فى ايه
رفعت دعاء كفيها المضمومين أمامها على سطح المكتب و وضعتهما واحدا
فوق الآخر فى حيرة من أمر تلك الفتاة قائلة فى اللى انتى فيه هتفضلى لحد أمته تيجى

انت في الصفحة 5 من 125 صفحات