رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
أدخل أكتر من كده أنا طلعت أسلم عليكي علشان متزعليش ولازم أنزل حالا .
أمسكتها هنا من يدها تدعها للدخول قائلة بتصميم
_ لاااا والله لازم تدخلي وتشربي حاجة مينفعش تنزلي إلا لما تشربي حاجة عيب عليكي يامهرة والله أزعل .
نظرت إليها بخجل ثم تحركت هي وصديقتها وجلست علي أقرب كرسي بحوار الباب ورددت بإستحياء
_ طالما إنتي مصممة هاتي لنا كوباية مايه ساقعة بس مقدرش أشرب حاجة والله أكتر من كده .
_ من عنيا ياأجمل مهرة .
ودلفت إلي المطبخ وجلبت لهم كوبان من العصير الفريش وزجاجة مياه مثلجة وخرجت لهم بعد دقائق معدودة
وقدمت لهم المشروبات مرددة بابتسامة
_ اتفضلو ياحلوين جبت لكم عصير فريش ساقع علشان الجو حر وبالله عليكم تشربوه وماتكسفو إيدي .
نظرت إليها مهرة بقلة حيلة وأخذت المشروب لها ولصديقتها وتجرعت منه قليلا جدا وأعطته إياها وقامت علي الفور
نظرت إليها هنا بانزعاج علي عدم مكوثها أكثر من عشر دقائق وعلي عدم تكملة المشروب وألحت عليها أن تجلس ولكن مهرة صممت علي الإستئذان والذهاب
وبالفعل نزلت مهرة وصديقتها بهدوء دون أن يشعر بهم أحد كما صعدو
نزلت مهرة بنفس الإحساس الذي صعدت به ونفس المشاعر ونفس الدقات ونفس التيهة والتخبط .
ونادت عليها
_ هنا ياهنا .
أجابتها هنا
_ نعم ياأم ملك عايزة حاجة
سألتها بفضول
_ مين البت القمر دي
ردت عليها بابتسامة علي فضولها
_ متعرفيهاش ! دي اللي جواد عايز يخطبها .
إبتسمت إليها قائلة بتعجب
وأكملت بتأكيد
_
طيب والله عنده حق يصمم عليها دي الله وأكبر عليها الجواب باين من عنوانه
وأكملا حديثهما عن مهرة .
أما بعد مهرة ماخرجت هي وصديقتها وذهبت إلى مكان الدرس وإذا بمكانه بجانب بيت جواد مباشرة .
يالها من صدف عجيبة ويالك من قدر لن يقدر أن يعاندك البشر
____________________________
في منزل نور
نادر بجدية وتساؤل
_إيه إللي بينك وبين علي يانور ومتكذبيش .
اڼصدمت من سؤاله ونظرت له پصدمة من معرفته وعلي الفور ردت بهجوم شرس
_ مين إللي حكي لك الموضوع ده يانادر
أكيد الست نسرين هانم إللي مبيتبلش في بقها فولة
وأكملت بهجوم آخر
واسترسلت بتوعد
_ماشي يانسرين ماشي .
أجابها أخيها بتهدئة
_ إهدي يانور هيا مقالتش غير ليا أنا بس وبعدين نسرين مش وحشة أوي كده ولا عدوة ليكي علشان تتكلمي عليها بالمنظر ده دي أختك وبتحبك وخاېفة عليكي ومش هتلاقي حد يحبك وېخاف عليكي اكتر مننا
واستطرد قائلا بحنية
_ وبعدين أنا بسألك بكل هدوء ومن غير عصبية أقول لك ياستي اعتبريني واحدة صاحبتك واحكي لي ومتقلقيش سرك في بير غويط
بس أنا بجد عايز أسمع منك إنتي ياحبيبتي.
لانت واستكانت هي من نبرته الحنون الصادقة واطمأنت وقررت أن تحكي له ولن تخاف منه فهو أخيها المقرب إليها والتي تحبه جدا
نظرت إليه وتحدثت بلجلجة
_ اتعرفت علي علي من سنتين هو شافني كنت خارجة من صلاة الجمعة مع صاحبتي وأعجب بيا ولقيته باعت لي معاها إنه عايز يتكلم معايا في أمر مهم رفضت طبعا مرة واتنين وبعد محاولات كثيرة وافقت أكلمه وأشوفه عايز إيه وفعلا بعد ماوافقت لقيته باعت لي رسالة علي الواتساب بيستأذني يكلمني فرديت بفضول أشوفه عايز إيه
المهم كلمني وحكي لي ظروفه مع مراته وإنها مش مريحاه وإنه صابر عليها ومش عايز يطلقها علشان أولاده وأنه معجب بيا ونفسه يرتبط بيا
واسترسلت بتوتر
_ في الأول رفضت وقاومت كتيييىر لكن مرضيش يسبني وحاصرني بحبه ليا وحنانه عليا وتمسكه بيا وإنه عايزني ومحتاجني
ثم أكملت بتيهة وهي تنظر أرضا من شدة الخجل وتفرك يداها
_ مقدرتش أقاوم حبه بعد كده يانادر ولا أرفض النعمة إللي ربنا بعتهالي وأخد قلبي ومشاعري البدائية وبقي حبي الأول والأخير إللي ربنا كرمني بيه يانادر .
نظر إليها أخيها بحسرة علي براءة مشاعرها وعذريتها التي خدعها صياد ماهر وماكر وتحدث بنبرة حنونة متسائلا
_ حبيتي في إيه ياحبيبتي
أجابته بتوهان وخجل
_ حبيت فيه حنيته عليا يانادر حبيت فيه خوفه عليا حتي من رمش عنيا حتي حبيت فيه إن كل لما أزعل لو طال يجيب لي نجمة من السما هيجيبها لي حبيت حبه إللي محاوطني في كل مكان .
سألها بفطنة لكي يشتتها
_ طيب ونسيتي إنه متجوز وعنده أولاد
مجاش في بالك إنه ممكن يكون بيضحك عليكي وبيوهمك بحبه وبيخدعك علشان يوصل للي هو عايزه
مجاش في بالك إنك كده بتهدمي بيت وأسرة وأطفال محتاجين لرعاية أبوهم وأمهم مع بعض ويربوهم في سکينة ويوصلوهم لبر الأمان إللي ممكن يتقلب لبر الضياع لو اتفرقوا
مجاش في بالك مراته اللي بېخونها وبيقهرها وبيقارنها بيكي كل يوم
مجاش في بالك ربنا اللي قال ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
مجاش في بالك بابا وماما وأنا ونسرين وأنتي بتنزلي من شأننا قدام ساڤل زي ده
مجاش في بالك برده إنه بعد ده كله هيطلع بيخدعك وبيسلي وقته لحد ما يوصل لحاجة معينة هو عايزها وعملها مع غيرك كتير ولسه مستمر معاكي علشان لسه مطالهاش ولما يطولها للأسف هيرميكي
ومجاش في بالك إنه استغل مشاعرك البريئة وحولك لواحدة خوافة وبتستخبي من أقرب الناس ليها علشان تكلمه في الحړام
كانت تستمع له بدموع منهمرة وقلب منفطر لتعنيفه لها حتي ولو كان بمنتهى الحنية واللطف
ثم نظرت له وتحدثت باعتذار
_ سامحني يانادر إني مقلتلكش في الأول وجيت لك وحكيت لك عن علي وحبه ليا
أنا معترفة إني غلطانة إني كلمته من وراكم ومعترفة إني ڠضبت ربنا وهستغفره كتير
وأكملت بدفاع
_ بس صدقني علي بيحبني حب حقيقي علي ده ملاك نزلي من السما يانادر ومتتصورش بيحبني قد إيه
انت فاهمه غلط والله العظيم
وبعدين في حكاية بيته ومراته هو مفهمني إنه مش هيقدر يطلقها علشان ولاده وقال لي إنها تاعباه جدا ومش مريحاه وأنهم علطول في مشاكل وخناقات ومش عارف يعيش معاها في مودة ورحمة زي إللي بيحس الناس عليهم في الخطب بتاعته
واسترسلت باقي دفاعها بثقة
_ وبعدين قال لي إن ربنا حلل للراجل يتجوز مثني وثلاث ورباع لو احتاج لكده ومقتدر علي كده وهو ماشاءالله عليه مقتدر جدا
وأنا قبلت بيه وبظروفه علشان حبيته حب
حقيقي وميجيش نقطة في بحر حبه ليا.
نظر إليها نظرة مطولة تنم عن حزنه علي أخته المضحوك عليها وعلي حالها الذي يدمي القلوب
ثم قال لها بتساؤل
_ يعني إنتي متأكدة من حبه ليكي يانور
نظرت له بإبتسامة وبوادر أمل وقالت
_ جدا جدا يانادر ده أنا نور أيامه وحلم عمره زي مابيقول لي .
أصبح نادر الآن قاب قوسين أو أدنى ولكن قرر كشف الحقائق لأخته بل كان مؤخرا مواجهتها حتي يأتي لها بدليل يجعلها لن تتركه فقط بل وتدهسه بقدميها كما تدهس الحشرات الضارة بالمثل
ثم وجه بصره إليها وتحدث بثقة
_ طيب تسمحي تبصي كده علي الرسائل دي وتسمعي الفويسات دي وأعطي لها الهاتف
_____________________________
في منزل الشيخ علي
بعد عودته من صلاة العشاء جلس مع والديه بضعا من الوقت ثم صعد إلى شقته
أدخل المفتاح في الباب وفتحه وإذا به يدخل الشقة وينصدم مما رأي
حيث وجد أسماء مشعلة شموعا مضيئة بألوان متعددة وجذابة وجالسة بملابس مٹيرة للنظر وتستمع إلي موسيقتها المفضلة لديها ورائحتها معبأة بالمكان وتمسك كتابا تقرأه ومتمعنة فيه جدا
حدث حاله بتعجب
_ ماهذا ياعلي ومن تلك
وأشار بعينيه إلي أسماء
أهذه أسماء التي كانت فانية حياتها في التنظيف والأولاد ومشاغل المنزل التي لم تنتهي بعد
أتهت أنا بالعنوان والتبس عليا الزمان والمكان
لا وربي ذلك منزلي وتلك امرأتي
ذهب إليها متحدثا بتعجب وقال
ايه ياأسماء الحاجات الحلوة دي والقاعدة الرايقة دي والجمال إللي يخطف ده
وأكمل بغشم
_ مش متعود منك علي كده خالص متعود دايما أدخل ألاقيكي يابتغسلي يابتمسحي يا في المطبخ يابتذاكري العيال !
ثم أكمل حديثه بغمزة
_ بصراحة بهرتيني النهاردة
وذهب إليها مغيبا فكل الذي يحركه شهواته الدنيئه ذالك العلي الذي ليس بعلي ابدا .
نظرت إليها بإبتسامة نصر علي نجاح مخططها في تأثيرها عليه ولكن نفذت المثل المشهور التقل صنعة وأجابته بدلع
_ ليه ياعلي هو أنا يعني بشتغل في البيت ٢٤ ساعة وكنت عاملة زي أمنا الغولة
ولا ده ذنبي إن عايزة أعيشك في مكان هادي ورايق ومترتب
واسترسلت بدهاء أنثي
_ إنت شفت بعينيك لما دخلت الشقة ولقتها متبهدلة اټصدمت إزاي وكنت مش مصدق إللي عيونك إللي يجننوا دول شافته
ثم ذهبت إليه وأمسكته من لياقة جلبابه وتحدثت بزعل مصطنع
_ اخص عليك يالولو أنا كده زعلانة منك ومخاصماك علي سوء الظن بيا
ثم تركته وذهبت إلى غرفتها بسرعة ووقف هو ينظر إلي طيفها بوله وفجأة دخل خلفها بسرعة البرق.
هذا هو الرجل حبيباتي بيدك أنتي مفاتيحه
فإذا كان زوجك يعف بالإهتمام به فاهتمي به واتركي كل شيء في حضرته
وإذا كان يعف بدعابتك وأناقتك واهتمامك بنفسك فاهتمي بها وكوني له أميرة يكن لكي ملكا .
_______________________________
أيعقل أن تكون قصتنا انتهت قبل أن تبدأ حبيبتي
أيعقل أن تكوني لغيري ويعشقك مثلي مهرتي
لاا وألف لا لن تكوني لغير الجواد ولن ينالك غيري معشوقتي
فسأحارب كي أحظي بكي وأخبأك بداخل أحضاني عزيزتي
ولن يري طيفك ويحظي بجمالك غيري جميلتي
وكيف ينولك غيري فالجواد للمهرة والمهرة للجواد مملوكتي
وهذا وعد من جوادك فخذيه عليا ميثاق مهرتي .
كان جواد جالسا في غرفته يفكر في مشكلته المعضلة كيف يمكن حلها
دقت والدته الباب ودخلت عليه بإبتسامة حنون وقالت
_ إيه ياجواد قاعد لوحدك ليه من ساعة ماجيت من الشغل
وحتي الغدا قلت لي مش جعان دلوقتى
وأكملت بحزن قلب أم علي ولدها
_ إنت ياحبيبي هتفضل تفكر في الموضوع ده كتير انساها ياجواد انساها يابني ربك ماجعلش ليكم نصيب مع بعض
والله أنا ساعات بقعد أندم نفسي إني قلت لك تعالي شفها يابني
وأكملت باستغفار وهي تنهر حالها
_ استغفر الله العظيم يارب سامحني مش بعترض علي حكمك يارب .
نظر إليها قائلا بتنهيدة تعب وهو يشير علي موضع قلبه
_ وهو ده بإيدينا ياأم جواد نقوله كفاية متحسش بده يقوم ميحسش
ولا هو زرار بنضغط عليه علشان نقفله فيتقفل علشان ميصدعناش ويوجع قلبنا
كل مرة بترفض فيها بنجرح چرح بيعلم في قلبي والچرح ده ملهوش طبيب يداويه غيرها ياأمي
كل مرة بعدها بحس إني مدبوح من الرفض إللي سببه صعب تحقيقه ولو اتحقق