الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 13 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

عايز سنين واحتمال تضيع من بين ايديا علشان أحققه 
كل مرة أغضب وأثور وأحس بالإهانة لكن أرجع أصبر نفسي وأهديها إن الرفض مش منها وأنيم إحساسي بإنها حاسة بيا وعايزاني ومش رافضاني 
كل مرة القدر يبعت لي إشارة وأطير عليها وقلبي يقول لي خلاص المرة دي هتتوفق وتنول مرادك وأفوق علي صدمة متبقاش في بالي ولا في خيالي من كتر عشمي في الخلق ونسيت إني لازم ألجأ للخالق علشان القلب يرتاح ويهدي 
واسترسل حديثه بأمل خلقه من تلقاء نفسه مرددا
_بس المرة دي ياأمي قالتها وسمعتها بوداني إنها موافقة من حيث المبدأ لكن متقدرش تعارض رأي أبوها
لما كانت بتتكلم عند عمها وكنت معاهم علي التليفون من غير هيا ماتعرف 
مش هقدر ياأمي أنساها ولا أتخطاها ولا أكمل من غيرها ولا أفكر أربط إسمي بغيرها.
انفطر قلب والدته عليه ودموع عيونهاعلي وشك النزول 
ونظرت إليه قائلة بدعاء
_ ربنا يابني يريح قلبك ويرزقك بيها ويجعلها من نصيبك ويهدي لك العاصي يارب 
ثم تبادلا أطراف الحديث لكي تلهيه قليلا وتخفف عنه ثم قامت وخرجت لكي تري شؤون منزلها 
أما هو بعد خروج والدته قام وتوضأ وأدي فريضته وبعد أن انتهي جلس علي سجادة الصلاة يناجي ربه أن يجعلها من نصيبه وأن يهدي قلب أبيها 
ظل يناجي ربه أن تكون مهرة امرأته لاغيرها 
وبعد أن انتهي من دعاؤه قال بقلب خاشع وهو ينظر إلي السماء
_اللهم تقبل دعاء .
_____________________________
في منزل والد مهرة
حيث أتي لزيارتهم عم والدتها فقد كان مسافرا منذ سنة وعاد وجاء لزيارة أم مهرة وكانت سعيدة للغاية بزيارة عمها فهي تحبه جدا فأخذهم الحديث حتي سأل عن بناتها وأحوالهم 
فنظرت له أم مهرة بحزن وتحدثت قائلة
_والله ياعمي بناتي كلهم كويسين وفي نعمة وفضل من الله إلا مهرة حالتها اتغيرت بقت علطول سرحانة وحزينة .
سألها بجدية
_ ليه مالها مهرة وايه سبب حزنها فيه حد مزعلها ولا ايه 
أجابته بهدوء
_ والله ياعمي ماحد زعلها بس فيه حاجة حصلت هقول لك عليها 
وقصت له عن جواد وتقدمه لخطبتها ثلاث مرات ويرفض أبيها وحكت له عن سبب الرفض وأنها تشعر براحة مهرة تجاهه ولكن لا تقوي علي مواجهة أبيها أو معارضته من الأساس.
استمع لها ثم ردد متسائلا
_ اسمه جواد إيه ياأم مهرة ابن مين يعني 
أم مهرة 
_ اسمه جواد عزيز العمري .
اڼصدم مما سمع لتوه وقال بإستغراب
_ بن الحاج عزيز العمري إللي شغال في المعهد الديني 
واستطرد مرددا بذهول
_ده صاحبي من زمن وبيجي يقعد معايا في المحل علطول
إنتي متعرفيهوش ولا إيه 
نظرت إليه بأمل وتحدثت
_ معرفهوش أوي ياعمي اكمني مبروحش المنطقة بتاعتهم دي كتير بس عارفة أبوه الله يرحمه ويحسن إليه.
قال لها بأمر 
_طيب اندهي لي مهرة كده عايز أتكلم معاها. 
نادت عليها وهي مكانها وخرجت مهرة من غرفتها حيث كانت تذاكر دروسها ودخلت مستأذنة بأدب ورددت بإبتسامة 
_ السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا جدو عامل ايه وسلمت عليه .
رد عليها السلام بمحبة وقال لها بنبرة حنونة
_ تعالي يامهرة اقعدي جمبي هنا 
ذهبت مهرة وجلست بجانبه سألها عن أحوالها واجابته 
ثم أكمل متسائلا بجدية
_ قولي لي يامهرة إيه رأيك في جواد 
تلألأت في الحديث وفركت يدها بتوتر ونظرت أرضا دليلا على خجلها الزائد وقالت
_ ماله ياجدو 
أنا معرفهوش ومعرفش عنه أي حاجة.
أجابها 
أنا عايزة اعرف إنتي مرتاحة له ولا مش مرتاحة من حيث المبدأ 
مهرة بخجل ولكنها تشجعت هذه المرة 
_مرتاحة له ياجدو بس طالما بابا رفض مقدرش أعارضه ولا أراجع كلمته.
قال لها بطمئنة
_ لأ ملكيش دعوة بأبوكي سبيه عليا أنا المهم إنك مرتاحة له 
وأكمل بتساؤل
_ ولا فارق معاكي موضوع الكلية والحوارات بتاعت أبوكي دي .
أجابته بخجل 
_ إللي يهمني ياجدو إنه يكون محترم وابن ناس ويتقي ربنا فيا .
ابتسم لها وردد بتأكيد ودعابة 
_ لأ من الناحية دي حطي في بطنك بطيخة صيفي يابت يامهرة ده ابن ناس أوي وابن أصول ومش هتلاقي في أصلهم يابنتي ادخلي كملي مذاكرتك واللي فيه الخير يقدمه ربنا .
ماإن أنهي حديثه حتي دخل والد مهرة مرددا بإبتسامة وترحيب
_ يا اهلا بالغالين المنورين بيتنا .
وقام باحتضانه وجلس بجانبه .
تبادلا السلامات ثم تحدث عمها مباشرة باستنكار
_ إنت إزاي يامحمد ترفض بن الحاج عزيز العمري 
هو ده يترفض يامحمد ! ده واد محترم ورجولة وابن ناس وكفاية البيت إللي بنتك هتروح فيه ده إنت توديها بنفسك وأنت مطمن ياشيخ أنها هتعيش عيشة مرتاحة وربنا هيهدي سرها هناك 
وأكمل بلوم 
_ لأ ده إنت زعلتني والله كلية إيه اللي بتتكلم فيها ده سيدنا النبي أشرف الخلق أجمعين كان أمي قبل نزول الوحي وكانت مهنته رعي الأغنام وبالرغم من كده حبته السيدة خديجة وكانت من الأثرياء وساعتها مفكرتش في علام ولا مال فكرت إنها تتجوز راجل سمعت عن صدقه وأمانته واتعلقت بيه وكان أحلي نصيب ليها صلي الله عليه وسلم 
وبعدين هو من شروط قبول العريس إللي الرسول صلى الله عليه وسلم قالها إنه يكون متعلم نفس علام العروسة 
الراجل علي دين واخلاق عالية وراجل من ضهر راجل وبالذات جواد أحسن واحد في ولاد الحاج عزيز 
واسترسل حديثه بأمر 
_ أنا هقوم حالا وهبلغ الحاج عزيز يجيب ابنه ويجو ياابو مهرة ولو مكانش شاري ومتقل بنتنا بالغالية مكنش راح وجه واترفض تلات مرات ولو زعلتني ورفضت والله مانا مكلمك تاني ها .
إبتسمت أم مهرة وقالت لزوجها
_ خلاص يابو مهرة توكل
على الله وطالما هي عايزاه ومرتاحة له خلاص ايه لازمته العند .
نظر إليهم وقال بإستسلام 
_ خلاص إللي تشفوه .
علي الفور قام العم إبراهيم وخرج من عندهم إلي منزل صديقه والد جواد 
دلف إليهم وسلم عليهم ورحبو به وبعد تبادل السلام 
قال لهم العم إبراهيم بوجه بشوش
_ إلا قولي ياجواد لسه عايز مهرة 
انفرجت أسارير جواد وتخبط قلبه بين ضلوعه وعبرت الإبتسامة النابعة من قلبه وجهه وردد بسرعة
_ ياه ياعمي ابراهيم دي أمنية حياتي إللي عايش عليها دلوقتى 
واسترسل بتمني
_ والله لو مااديتوني بنتكم يبقي ربنا مبيحبنيش وصدقني هحافظ عليها وهحطها في عنيا الاتنين .
ابتسم إبراهيم لما قاله ونظر له قائلا
_ طيب حيث كده يالا قوم تعالي معايا لبيت مهرة تكلم والدها ونديها فرصة تقعد وتتكلم معاك علشان نعرف قرارها النهائي .
ابتهج وجهه وبات غير مصدقا لما استمعه للتو ! 
أيعقل أنه سيذهب للمهرة الآن ويجلس معها ويتحدث
أيعقل أن ربه رضي عنه وسيكافئه بمهرة قلبه 
وحدث نفسه
_أيعقل بعد عشق أصاب قلبي عذابا أن ينال 
من شهد المهرة يشرب ويسكر وينسي الإذلال 
نعم الإذلال في فراقك وأنا أراكي تضيعي من بين يدي وصبري في حبك شامخ كالجبال 
فقد عشت أحلم أتمني الوصال ولم يمل قلبي من الصبر والانتظار بأي شكل من الأشكال 
وخضت حربا لايخوضها إلا الأبطال لكي أنال عشقا صعب المنال
وها أنا ذا فزت به وانتصرت في معركة العشق ولم أرضي الإنسحاب والإعتزال 
خاطره_ جواد_لمهرة
بقلمي_فاطيما_يوسف .
___________________________
في منزل الشيخ علي
جلس في غرفة مكتبه وهو يمسك هاتفه كل حين ليري رنا فتحت وردت عليه أم لا 
استغرب كثيرا فهي منذ ثلاثة أيام هاتفها يرن عليه مغلق وحسابها على الفيسبوك لم يعثر عليه 
وحدث نفسه بحيرة وتعجب 
_ راحت فين دي وليه اختفت مرة واحدة كده 
معقولة حد حس بينا واحنا بنتكلم فأخدو منها الموبايل 
دي لما كنت ببعت لها رسالة بترد في ثانية 
وكمان معرفش أوصل لها من أي حد دي من بلد معرفهاش ومش معايا اي حاجة توصلني ليها غير ايميلها ورقمها 
والايميل مش موجود يبقي اتعملي حظر من عليه 
ياتري إيه إللي جرالك يابت يارنا ! ده إنتي كنتي مسلياني وشاغلاني ومروقة عليا 
شكلك اتقفشتي وربنا يستر .
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
اللهم_صلي_وسلم_وبارك_علي_سيدنا_محمد_وعلي_آله_وصحبه_وسلم
نوفيلا_عهد_الهوي
بقلمي_فاطيما_يوسف
البارت_الثامن
في منزل نور 
وجه نادر بصره إلي أخته وتحدث بثقة
_ طيب تسمحي تبصي كده علي الرسايل دي وتسمعي الفويسات دي وبعدين تقرري إذا كان زي مانتي مابتقولي كده ولا هتغيري رأيك 
وأعطي لها الهاتف بقلب حزين على الچرح الذي تتلقاه أخته الآن .
أمسكت الهاتف بيد مرتعشة خوفا مما ستراه والتي استنتجته من ملامح أخيها الواثقة 
فتحت الصور وتمعنت بها وهي تشاهدها واحدة تلو الأخرى وتقرأ محتواها پصدمة ألجمت حواسها من هول مارأت حيث رأت رسائل لحبيبها الأول وحب عمرها كما كانت تلقبه وهو يتواصل مع فتايات غيرها 
قرأت كلماته ورسائله لهم القڈرة والمقززة 
ثم دخلت من نفس الفولدر علي الفويسات المبعوثة منه لكثير من الفتيات وضغطت زر التشغيل واحدا تلو الآخر 
ثم فجأة سقط الهاتف من بين أيديها وأحست بدوار شديد وبسرعة مالت على تختها فاقدة للوعي 
جري إليها أخوها بهلع وحمل رأسها علي ذراعيه وضغط على أنفها بطريقة يعلمها جيدا عند الإغماء لأي شخص فهو دكتور ومدرك لتلك الأشياء 
حاول إفاقتها بهدوء حتي لا يشعر بهم أحد 
وبعد دقيقتين إذا بها بدأت بفتح عينيها رويدا رويدا ومع كل ثانية تعود فيها إلي رشدها تتذكر ماشاهدته منذ دقائق قليلة 
ثم دخلت في نوبة بكاء شديدة بكل قهر علي خائڼ حسبته حبيب علي حب حسبته مستقبلها علي مشاعر أعطتها لمن لايستحق 
تركها أخيها تفرغ مافي صدرها من قهر وضيق وندم على من لايستحق دمعة واحدة من عيناها تركها تبكي وتبكي لعل البكاء يخفف من ألم صدرها 
نعم فالصدمة لقلب برئ مثلها دهس علي يد غدار مثله تجعلها تنفطر ندما وألما وقهرا 
ردد أخيها في نفسه پألم وهو يشاهدها
_ لاتبكي أختي الكريمة فقلبي ينفطر لأجلك 
ولو أن الۏجع ينقسم ماتركته لكي وأخذته وحدي أميرتي 
ولو أن الزمان يعود يوما لاقتربت منكي وكنت مثل ضلك عزيزتي
لا تذبلي عيونك بالبكاء فعيونك لاتستحق غير الضحكة كريمتي 
ولكن انهضي وعودي بقوة لعهدك المحبوب وبهاكي المنثور حوريتي 
وأنا سأعدك أني لن أتخلي عنكي ولن أترككي أبدا أختي حبيبتي.
وأخذها بين أحضانه وهو يربت علي ظهرها لكي يهدأ من ألمها إلي أن هدأت واستكانت ومسحت دموعها العزيزة بحدة وڠضب قائلة
_ لازم أكلمه حالا يانادر وأهزقه وأخليه مايسواش 
لازم أطفي الڼار إللي جوايا وولعها جواه وأخليه ميعرفش يطفيها 
واسترسلت بتوعد
_لازم أخد حقي منه بالله عليك يانادر تسبني أكويه ولو مرة واحدة بس .
استمع إليها ثم أجابها بدهاء
_ وهو ينفع الحاجة إللي بنرميها في الژبالة نرجع نعمل لها قيمة تاني ولو حتي علشان نحقرها 
وهو برده ينفع يبقي عندك
أخ بيحب أخته كده وبيموت فيها وميعرفش يجيب لها حقها 
وهو ينفع أصلا رقمك يظهر علي تليفون الژبالة الواطي ده تاني 
واسترسل حديثه بتعقل
_ ممكن أختي حبيبتي تهدي وتقوم تتوضي وتصلي وتستغفر ربنا وتدعيه ووترجاه يسامحها علي الذنوب إللي ارتكبتها في حقه 
ثم نظر داخل عيناها بإهتمام وحب وتحدث قائلا
_ ممكن برده طلب أخير من أخوكي حبيبك 
أشارت إليه
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 18 صفحات