رواية كاملة ورائعه بقلم الكاتبة ايمان سالم الجزء الثاني زمهرير قابل للتفاوض
هو الاخر متحدثا ببعض الحدة جصدك طليجتك مش مرتك أنا عارف حدودي زين ورغم كده جلت اجولك عشان خاطر العيال اللي بيناتكم
مالهم ولادي كمان عاوزين راجل غريب يربيهم
حسك في الدنيا يا عاصم مجولتش كده
امال جولت ايه يا فارس .. لولا أنك الكبير وعارف انك متجصدش كان ليا تصرف تاني معاك لكن اعرف في معلومك كده يوم ما خيتك تختار راجل تاني مهشوفش ضافر العيال واصل وده خلصت الحديت
متزعلش مني ياواد عمي لو مكاني هتعمل اكتر
مر شريط حياته امامه فهمس لنفسه معاك حج يا عاصم
غادر فارس من هنا ...
وهو على حالة من الټدخين الشرس والتفكير القاټل يتخيلها بين يدي آخر لكن تلك المرة حقيقية ليست كڈبا كالسابقة رغم أنه ټعذب وقتها في كل ليلة لكن عندما علم بالحقيقة وكأن دلوا من الماء البارد انسكب على ڼار فؤاده فهدأت واختفت النيران لكن مازال اثر الحريق باق والآن يحاولون اشعال الڼار من جديد والله لو فعلوا فلن ينجوا أحد من تلك النيران حتى هي
نظر لها متفاجئا وكأنها توغلت داخل عقله فقطعت حبل افكاره فتجهم وجهه متحدثا معوزش وكل هو أنا إيه بجيت عيل صغير عاوزين توكله
نظرت له متعجبه وهتفت مالك يا عاصم حد زعلك في حاچة!
نهض متحدثا مليش دخلي الوكل ولو عاوزه تروحي روحي لچوزك أنا هبجى أكل بعدين
تنهدت بإستجابة متحدثه اكيد اروح يعني معوزش حاچة جبل ما مشي
حملت الطعام من جديد ووضعته بالداخل على التسخين فقط إن اراد وسحبت وشاحها على رأسها وجانب وجهها متحدثه بصوت عالي فوتك بعافية يا عاصم هاود عليك الصبح بأمر الله
لم يجيبها بل ظل على صمته حتى سحبت الباب الرئيسي خلفها فأصدر صوت هنا أمسك رأسه بكلتا كفيه يزأر بۏحشيه وكأن اصابه الجنون ولم يرى أمامه من شدة غضبه يهمس بتعب عاوزين منك إيه يا عاصم عاوزين يچننوك مش كفاية اللي چرالك وفجعتك في اعز الحبايب .. رفع رأسه صارخا ربنا يرحمك يا أمه أنت الوحيدة اللي كتي جاري أنت الوحيدة اللي كتي بتجويني على كل ده معتش جادر اكمل من غيرك كتي جوتي
تتأرجح أمامه صورة شجن وهي نائمة في فراش عزيزة تزلزل ما تبقى لديه من صبر وعزيمة
وصورة آخرى تغزو عقله تنبه بمسئوليته تجاهها جميلة ماذا يفعل الآن لو الأمر بيده لاتجه لبيت شجن دون إذن وضربها ثم استعادها لبيته كحق مكتسب
في المساء ...
في بيت خاله ...
كان الأحتفال بدخوله كالاحتفال بعرس وليمة كبيرة وكل شئ على قدم وساق
وهو يجلس يشعر بالذنب تجاههم فما سيخبرهم اياه لن يروقهم بالطبع
انتهوا من الطعام ... حينها انتهز الفرصة متحدثا بهدوء أنا جايلك النهاردة يا خال عشان احط النجط على الحروف وأظن ده الصح
بصراحة يا خال حبيت اعرفك الموضوع ده جبل أي حاجة
شعر خاله بالتوتر فنبرة عاصم غير مريحة فتحدث بشك سامعك
أنا عاوز ارجع شچن لزمتي عشان العيال
شهقت من كانت تستمع له بالخارج كاتمة فمها كي لا يصل صوتها لهم وتحولت نظرات عينيها لبركان غاضب
غص خاله بالحلوى فناوله عاصم كوب ماء متحدثا براحتك يا خال
هتف خاله في نفسه وهي فين راحتى دي عاوز تتجوز على بتي جبل ما تدخل عليها
وضع الكوب متحدثا بغيظ كيف ترجعها يعني كنه لعب عيال يا عاصم مش المفروض إنك تتجوز بتي كيف تجبلها ضرة جبل ما تبجي على ذمتك
افهمني ياخال أنا مضطر أعمل كده عشان خاطر ولادي اخواتها عاوزين يجوزوها ومهسبش ولادي
يجوزها ولا ميجوزهاش ملناش صالح بالكلام ده
وولادي
يتربوا زي غيرهم منتوش اول ناس تطلج يا عاصم ولا أنت اللي رايد رجوعها
زفر عاصم بحنق متحدثا لو علاي معتش عاوز حاچة يا خال
جصدك إيه يا واد الغالية!
زفر مجددا وهتف مجصديش يا خال حاچة كل اللي اجصده إني عاوز اتلم أنا وولادي حرام ده
أنطلق الصوت الانثوي المغري متحدثا بإنطلاق لاه حجك يا واد عمتي مهلموكاش عليه
نهض والدها متحدثا پغضب كيف تدخلي المجلس كده من غير إذن هملينا لحالنا
لوسمحت يا بوي عاوز اجول كلمتين وبعدين هدخل
ضړب والدها كف في الآخر متحدثا هتجولي ايه يا بت
أنا موافجة إن عيالك يجوا يعيشوا معانا وهربيهم كيف امهم لكن من غير ما تتجوزها واظن ده حجي يا عاصم
كان يطالعها صامتا يستمع لكلماتها الناعمة التي تخرج بتلك الطلاقة دون أي رد فعل يذكر
اسبلت وهي تقترب خطوة متحدثه بخجل الحل جولتهولك اهه لو شاريني هبجي تحت رجليك العمر كله
ثم استدارت مغادرة المجلس ولم تتهاون في ابطاء خطواتها عمدا ليصدر جسدها الغص ايقاع مظلم مخيف كدائرة سوداء تسحبه
تنفس بعمق وهو يستدير عنها
حدثه خاله بصوت جهوري قوي هااا جولت إيه في كلام بت خالك
زين يا خال هجول لاخواتها دلوك
على بركة الله واعمل حسابك يا عاصم شوي كده نكتبوا كتب الكتاب
اللي تشوفه يا خال بالاذن أنا
وبالفعل غادر متخذا وجهته بيت فارس
في عقر دارهم يتكلم بصوته الحاد عيالي فين عاوز اشوفهم
اسرعت شجن تضمهم لها پخوف فاقتربت منها حنان تهدئها متحدثه خبر ايه يا شچن عاملة كده ليه ده ابوهم وعاوز يشوفهم
هتفت بنبرة متوترة لاه يا حنان صوته بيجول انه مش جاي مش ناوي على خير ابدا جلبي بيجولي كده
استهدي بالله ونزلي العيال مع خالهم ومټخافيش بارة رجاله تاكل الزلط لو فكر بس يعمل حركة كده ولا كده
ظلت شجن كما هي ..هتفت حنان ببطئ يالا يا حبيبتي هاتي العيال
اخذتهم حنان بالغعل واعطتهم لرحيم ...نزل الدرج حاملا كلا الطفلين
وعم الصمت المكان عادا من انفاسهم
تركهم رحيم لجواره متخذ مقعدا مقابلا له في تحدي
ضمهم عاصم متحدثا بهمس لم يصل لاحد اتوحشتكم واتوحشت رحيتها فيكم
تحدث فارس بهدوء لازمتها ايه الغارة اللي عملتها يا عاصم معدناش صغيرين على الكلام ده
هتف وهو يطالعه بضيق جول لنفسك الكلام ده متجلهوليش وعيالي هياجوا يقعدوا معايا من النهاردة خالي العروسة تتبسط
متعجدش الامور يا عاصم وبدل ما تتكلم كده احسب كلامك زين
أنا عارف أنا بجول ايه وزي ما سمعت العيال هتجعد معاي
أحنا رفضنا العريس خلاص عاوز ايه تاني!
عاوز ولادي
بكت من اعلى الدرج متحدثه وأنا عمري ما هسبهم واصل حتى لو جتلتني
بكائها وكلماتها سحبوا النفس الخارج من صدره فبدى على وشك السقوط
معدش ليكي الحج في ده أنت اللي اختارتي من الاول
جذبت الصغير متحدثه أنا معدتش عايشه الاعشانهم وبس لا عاوزه جواز ولا حاجة من الدنيا غيرهم
كانت كاذبة فهي مازالت تعشقه حد الجنون وهو الآخر ود لو اعطاها كف اسقط جميع اسنانها لتبرد ڼار قلبه لكنه ظل يحدق بها بملامح جامدة
وهي تبكي وتنتفض امامه
تدخل فارس متحدثا عاوز العيال يبجوا مع امهم ردها لعصمتك يا عاصم
تجمدت قلوبهم وشريانهم فجأة وكلمات فارس ټضرب تلك الاعناق والافئدة دون رحمة
تحدث عاثم بصوت جهوري ليعذب قلبها لو هرجعها هتكون التانية يا فارس
النظرات تتلاق في عتاب وألم وشوق بعيد
أجابة فارس بالتأكيد إن شالله الثالثة المهم أنك عاوزها
رد بفتور وهو يتأملها معاوزش غير ولادي
اذاقها من نفس الكأس المضني
اوقات تمر وهي مالزالت على قرارها لان تقبل بشريك لها به فهي بكر رشيد وجميلة الجميلات
كان بالداخل ولم تعرف بوجوده
اتجهت للحمام وهناك تلاقت هي وامها متحدثه وبوهن
خطيبك جه عشان نحددوا معاد
كتب الكتاب
يعملوه وجت ما يحبوا بس صدجيني يا امه أنا ناويه على حاجة كده صعبة وهتعرفني عاصم شاريني ولا لاه
تساءلت امها حاجة ايه جي يا جميلة جولي من دلوك
لاه يا امه كل حاجة في وجتها صعب
اتفق على المعاد وكان أول الشهر الجديد
سافر يا هارون أنا اللي بقولك لازم تبقى جمبه
وهسيبك تاني يا راية افرضي تعبتي حصل حاجة قلبي مش هيطمن
لا اطمن وحط في بطنك بطيخه صيفي كمان انا هبقي تمام ولو احتجت حاجة رحمة هنا
بعد اقناع واصرار منها وافق على السفر مع فجر لعمل عملية جراحية له حتى يستطيع المشي من جديد
موعد عقد القران اقتصر فقط على الاهل والمقربين
بدأ المأذون في الاجراءات وجاء وقت سماعهم الموافقة منها
خاطبته من خلف غرفة الرجال موافجة يا شيخ بس عندي شرط عاوزه اضيفه للجسيمة
ارتفعت المهمهمات والنبرات المتعجبة
فهتف الشيخ هو الاخري متعجبا بعض الشئ خير يا بتي شرط ايه
أنه ميتجوزش عليا تاني وخصوصا مرته الاولنيه
ارتفع الصوت دي جادرة ايه اللي هتجوله ده يا بوي
ايوه يا سيدنا الشيخ عاوزه الشرط ده يتكتب
جولت ايه يا بني سأله الشيخ ببعض الحرج
نهض عاصم بكل هدوء واتجه للخارج حيث تجلس النساء وواجه جميلة بعيناها الخضراء التي حددتها بكحل اسود يبرز جمالها اكثر وأكثر وهتف دون تردد مش عاصم اللي وحده ست تمشي رأيها عليه ولا تصغره يا بت خالي لحد آخر لحظة كت متمسك بيكي لاجل خاطر امي الله يرحمها أنما دلوك بعد اللي جولتيه خلاص معدش بينا حاچة واصل
هتفت بندم والم لو متمسك بيا هتوافج يا عاصم انا بعمل كده عشان احافظ عليك
كفاية قالها وهو يرفع كفه لاعلي وهتف بنبرة حادة مش عاصم جلت لك اللي يجبل وحده ست تحط شروطها عليه وغادر تحت صدمة الجميع واولهم جميلة
في داره صدره مشتعل لكن ضميره مرتاح فقد سقط اليوم عن عاتقه زواجه من جميلة وبقى مثلها تماما ارض بور تنتظر من يزرعها ولن يصلح لها سوى شخص واحد فهي له وهو لها حتى لو أنكر ذلك
وقفت عزيزة خلفه متحدثه بهدوء حتى لا تستفزه ليه مشيت يا عاصم الكل هيجول كنك مصدجت دا أنت حتى مرجعتهاش في الموضوع ولا خيرتها
ظل صامتا ولم يجيبها بشئ
فتابعت بنفس الهدوء كنك مكنتش عاوز تتمم الموضوع وجلت بركة انه خرب لساتك بتحب شجن يا عاصم وعاوزها
تجمدت عضلاته عند ذكر اسمها ولاول مرة ينطقها ببطء وكأنه يحدث نفسه عمري ما لجيت عاصم عاصم اللي معاها كانها سحرالي ومعرفش اخرج من سحرها لو اعرف ايه اللي هيربطني بيها كده كت ارتحت
الحب يا عاصم هتحبها وجلبك يا خوي متعلج بيها
يارتني محبتها ولا عرفتها ... اهه الحب اللي هتجولي عليه ده صغرني وخلاني وسط الرجال عيل برياله واخرت المتمه ست جميلة جاي