الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية كاملة الفصول اياد وسلطانة

انت في الصفحة 2 من 125 صفحات

موقع أيام نيوز

جعلت منه عاجزا غير قادرا على اجتياز صعوباته لإحياء ابتسامتها من جديد بينما هى دموعها تنهمر أمام عينيه كمن وجب عليه فراق محتوم تناجيه لينقذها مما هى به تناجى عشقها له عشق ابن الجيران الذى يشبه والدها دائما ما كانت صورته تداعب خيالها فى معظم لياليها تتخيله منقذها الذى سوف يخرجها مما هى به وما زاد تعلقها به أكثر حبها والدها الشديد له فى الماضى منذ صغره وصاه والدها عليها قبل مۏته ولكن لا يعلم أحد ابدا بتلك الوصية سوى هو حتى هى لا تعلم عند تلك النقطة وازداد الڠضب فى عينيه لشعوره بالتخاذل من نفسه الا يدفعه حبه لها فضلا عن وصية أبيها ألا تكفى تلك الوصية التى يحملها فوق عاتقه ليأتي عشقه لها ويزيد همه اضعافا خرج من شروده بها على صوت سيد عمله يناديه اياد يا اياد ثم مسح تلك الدمعة الخائڼة التى انسابت على وجنتيه فى غمرة انشغاله بها ولم يلاحظه أحد عداها هى وذهب لعمله بعيدا عن ناظريها ايوا يا معلم صلاح جى أهو
بينما هى أغلقت نافذتها ووقفت تستعد للذهاب إلى عملها البسيط لعلها تريح اعصابها من ذلك التوتر المحيط بها فقامت أولا بأيقاظ أختها أميرة قبل ذهابها بت يا أميرة قومى يا بت عندك مدرسة
رفعت ذات كوكبين القهوة فى عينيها والشعر البنى الغجرى الغطاء من على وجهها وصاحت پغضب وهى تزفر بحنق صاحية ياختى صاحية وسمعت البوقين بتوعك انتى وامك على الصبح كان لزمته ايه السيرة اللى تغم النفس دى
استدارت الأخرى تعدل من حجابها أمام المرآة البالية المعلقة على الحائط قائلة قومى ياختى قولى لأمك ماتقوليليش أنا ادينى سايبهالكم مخضرة على الله تشبعوا بيها وخرجت من الغرفة تحت نظرات أميرة الساخطة لتواجه نظرات امها التى لم تخف حدتها ولم يهدأ ڠضبها بعد بينما فى توانيها يختبئ خوفا والما لا يشعر به سواها ثم اتجهت سلطانة لعملها وبداخلها حيرة وقهر من حياتها التى تدمرت بعد مۏت والدها لن تنكر هم لم يكونوا أغنياء إنما كانوا سعداء راضيين بما يأتيهم كان لهم أبيهم الدعم والسند والحياة ولم يكن ليجرؤ أحد على التعرض لهم ولو بكلمة وبعد ۏفاته أصبحوا بلا سند بلا عون تركهم لابن عمهم القاسى الذى تمكن منهم وأصبح يتحكم فيهم على أنه الوصى عليهم دون أدنى شفقة مهددا إياهم بالتشرد فى الشوارع وسلبهم مايملكون أن خرجوا عن طوع إرادته وصلت لمحل عملها فى تلك المكتبة الصغيرة التى تبعد عن بيتهم بمسافة معقولة ثم التقت بذلك الرجل الطيب الذى يدعى عمى سلام جالسا على كرسى مهترئ فى أحد الأركان نظر لها ثم قال محتجا ايه يا سلطانة اتأخرتى كده ليه انهاردة
تقدمت منه وهى تتمتم بأسف آسفة والله يا عمى سلام ڠصب عنى الله يسامحها امى بقى مش هتتكرر تانى والله نظر لها بشفقة فهو يعلم كيف حالهم بعد مۏت ابيها يا بنتى الله يعينك أنا بس بطمن عليكى مش اكتر
نظرت له بحسرة تظهر جليا فى عينيها قائلة فيك الخير يا عمى سلام
نهض من كرسيه متجها للخارج قائلا طب يا بنتى أنا ماشى انتى عارفة بقى مبقدرش على القاعدة دى كتير ولو عوزتى أى حاجة اندهى على الواد خميس هو هيجيلك
سلطانة تسلم يا عمى سلام مع السلامة
وذهب تاركا إياها لعملها تتحرك بخفة الفراشات بين الأوراق والأدوات المختلفة
وحقا تشبه فراشة رقيقة عذبة ولكن طغت عليها الألوان القاتمة فصنعت منها فراشة باهتة فى أعين الكثيرين إلا بعينيه هو.........
ذلك الماثل أمامها يراقبها بابتسامة كما كانت تفعل معه منذ قليل 
التفتت لتصطدم عينيها بعينيه المراقبتين لتجده أمامها بكامل هيئته الوسيمة يطالعها بحب جلى يخفى وراءه بعض خطوط الحزن الظاهر لا اراديا عليه
واقفا أمامها ممسكا بكيسا بلاستيكيا بداخله شئ ما وتعلو ثغره ابتسامة تؤكد لها عشقها المحفور بقلبه ويملأ عقله وكيانه....... ........................................
الفصل الثانى
_
طالعته بدهشة غريبة من تواجده بمحل عملها الآن واستقبلته بفتور خفى أسطى اياد اتفضل
رد عليها بحنو دون أن يغادر الحزن عيناه ولم تتأثر ابتسامته باستقبالها الفاتر عكس مراقبتها له منذ قليل مابلاش أسطى دى خليها اياد وبس
ابتسمت بمرارة بينما بداخلها تكبح رغبتها الشديدة بالبكاء حتى تتخلص من كم الطاقة السلبية المحيطة بها الآن قائلة صباح الخير يا اياد
إزدادت ابتسامته اشراقا وقال بصوته العذب الذى يبعث رجفة فى اوصالها لا تعرفها إلا به صباح النور على سلطانتى صباح كل حاجة حلوة 
لم تستطع منع ابتسامتها الخجولة من الظهور وسرعان ما تحولت لضحكة افلتت منها قائلة طب يا سيدى فى حاجة مهمة جايباك لحد هنا
بهتت ابتسامته قليلا وهو يرد عليها باهتمام أيوه طبعا مهمة فى ايه مهم اكتر من أن سلطانتى نازلة من غير فطار
ادهشتها معرفته بنزولها دون طعام فقالت وهى رافعة حاجبيها وانت عرفت منين انى
نزلت من غير ما أفطر
اظلمت عيناه من

انت في الصفحة 2 من 125 صفحات